PDA

View Full Version : سيره القديسة "الساذج



angel_elkomous
11-26-2024, 11:51 AM
http://loveyou-jesus.com/up/uploads/fa11baa834.gif



سيره القديسة "الساذج " التائبة والأنبا أموني
ولدت هذه القديسة في قرية تونة الجبل من أبوين مسيحيين وكانت بارعة الجمال
وكان أحد القديسين وهو القديس أنبا أموني يسكن الجبل القريب من القرية
وكان هذا القديس حار في الروح ذو فضائل كثيرة وعبادات متواصلة في الليل والنهار
وكان ذائع الصيت في جميع القرى المجاورة في البر والقداسة وعمل الخير
فحسده الشيطان دخل الشيطان عدو الخير في هذه المرأة التي كانت قد استغلت جمالها
في إسقاط الكثيرين ففكرت أن تذهب إلي القديس وقد ملأها الشيطان واستغلها لإسقاط
القديس في الخطية فقامت هذه الشقية ولبست افخر ثيابها وتزينت بكل الزينة
مضت إلي مسكن القديس باكرا جدا وقرعت باب القديس ففتح لها وخرج لمقابلتها
وكان وجهه مضئ بالنعمة الإلهية ، فلما رأها تعجب من مجيئها وسألها
وقال : يا ابنتي ماذا تطلبين وماذا ترتدين من هذا الجبل وأنت امرأة ؟
أجابته قائلة : يا أبي أريد خلاص نفسي لأنني تعبت وشقيت في هذا العالم
وأريد أن أستريح فأرجوك أن تقبلني لأجل المسيح
فقال لها القديس : أن الشيطان قد أحضرك إلي لكي يهلك نفسك ونفسي
أيضا أن كنت تريدين خلاص نفسك أذهبي إلي دير للعذارى وهناك تعيشي
للرب وتخلصي وتخلصي نفسك : فقالت له أنا أتيت إليك والرب يقبلني
ويخلصني بصلاتك فلا ترفضني لئلا أهلك
فقال لها القديس بعد أن أحتار في أمرها
أتوسل إلي الرب يسوع ملكي والهي أن يقبلك ويقبلني ، ولكن كيف
وأنت بهذا الشكل ، إن أردت أن يقبلك الرب يسوع ويحل عليك بمجده
هل يعجبك هذا اللباس الذي عليك ولا حسن جسدك أعلمي يا ابنتي إن
الجسد يعود إلي التراب والمرض يفسده ويذبل والشيخوخة تهدم قوة الجسد
وان أردت التأكد من كلامي أمضي إلي المقابر واسألي كيف كانوا في العالم ؟
وكيف كانت أجسادهم وماذا كانوا يعملون لتتأكدي حقارة الإنسان وفساده وأنه زائل
فلما سمعت المرأة استيقظ ضميرها في تلك الساعة وخرت عند قدمي
القديس وقالت له : يا أبي من أجل المسيح اقبلني عندك وأنا مستعدة أن
أصنع كل ما تأمرني به ولن أعود إلي العالم أبدا
فقال لها القديس : لا أقدر أن أمنعك ، إن كانت توبتك صادقة وأن كنت فعلا
مشتاقة إلي خلاص نفسك : فطلبي من الرب معونة لتسلك كما يرضيه
فقال لها هيا بنا نصلي ولتكن إرادة الرب ، فقاما وصليا معا وكانت تصلي
بدموع غزيرة طالبة من الرب أن يسامحها عن ما مضي من حياتها
وكان الأبنا أموني يتوسل إلي الله أن يعرفه من هي ؟ وماذا يصنع معه
وقد استمر علي هذا الحال خمسة عشر يوما حتى أرسل الله إليه ملاكا
وقال : أصبر يا أموني هوذا إكليل لك من أجل هذه المرأة التي وان الشيطان قصد هلاكك
بسببها فهوذا الرب قد ضاعف أجرك من أجل أنك ساعدتها علي خلاص نفسها وأنقذتها
من فم العدو وان فضيلة هذه المرأة ستظهر عالية أكثر من الرجال فأحتملها أنت
من أجل الله وسوف تنظر ماذا يعمل الرب معها وكيف تحل النعمة عليها
فباركهما الملاك وصعد إلي السماء فقبلها القديس كأمر الرب
عاشت هذه القديسة وسلكت طريق التوبة بكل قوة لإذلال الجسد الذي
كانت يتمرد عليها .. طلب القديس من أجلها أن الله يتحن عليها لأنه ليس بظالم حتى
ينسي عمل الرحمة ......
لم يحتمل الشيطان كيف يعيش رجل وامرأة في مكان واحد وتظللهما نعمة الله
عدة سنوات بدأ يستعمل أسلحته وهو يشك الناس في قداسة هذا الأب البتول
أتخذ شكل راهب وأخذ يطوف في الجبل قائلا للإخوة : تعالوا انظروا الراهب العظيم
لقد غواة الشيطان واتخذ له امرأة وكانوا ينتهرونه غير مصدقين لمعرفتهم
لقداسة أنبا أموني بلغ الأمر إلي الأنبا أبوللو المتشبه بالملائكة الذي يسكن في
جبل قاو فقال للذين أعطوه هذا الخبر إنني لا أصدق أن هذا الأمر يحدث
مع ذلك القديس صلي الأنبا أبوللو وطلب المشورة والإرشاد من الله
وقام وذهب إليه واخذ معه أخوين تقيين وذهبوا إلي مكان الأنبا أموني
فقرعوا الباب فخرج أنبا أموني وخر عند أقدامهم ساجدا فرحا فأقامه الأنبا أبوللو
ودخلوا إلي مسكنه ولما صاروا داخل القلاية قابلتهم المرأة ساجدة تحت أقدامهم
وتباركت منهم فلما نظرها الأنبا أبوللو والأخوة صدق من الكلام الذي سمعوه
وسالت دموعهم علي هذا الرجل المصباح المنير في جبل توتة لكن الرب الرحوم
كان قبل حضورهم قد كشف للأنبا أموني إن الشيطان قد وشي به عند الأنبا أبوللو
وجلس الأنبا أموني والأنبا أبوللو واخذوا يتكلمون عن عظائم الله وكيف انه لا يترك
نفسه بلا شاهد وهنا قال الأنبا أموني للمرأة يا ساذج لأنه كان دائما يدعوها بهذا
الاسم امضي واعملي قليل من خبز لنأكل فمضت المرأة وأوقدت النار بمرارة شديدة
ثم نزلت في وسط النار ، وهي باسطة يديها تصلي لأنها شعرت بالروح إن الأنبا
أبوللو والذين معه كانوا عندهم شكوك في وجودها ومع القديس وحضروا لهذا السبب
فلما طال غيابتها قال الأنبا أموني للأنبا أبوللو يا رجل الله قم لننظر الخبز
الذي صنعته الساذج فقاما معا إلي المكان الذي كانت فيه المرأة فرأوها ووجهها
إلي الشرق تصلي في وسط النار فتعجب الأنبا أبوللو والذين معه ومجدوا الله وقدموا
الشكر لله الذي أزال شكوكهم ثم طلبوا من القديسة أن تخرج من النار فخرجت
وكأنه لم يكن شئ ولم تأتي النار حتى علي ثيابها
وفي منتصف الليل بينما كان الأنبا أبوللو يصلي ظهر له ملاك الرب
وأعطاه السلام وقال : تقوي وتعزي أن الرب قد أرسلني لكي أطيب قلبك من جهة
ما تشككت به من جهة أخيك الأنبا أموني بسبب هذه المرأة المسكينة التي كان الأنبا
أموني سبب خلاصها فقال مغبوط هو الإنسان الذي يسير في طريق الرب
وقال له الملاك هوذا قد رأيت الأبنا أموني ورأيت عبادته ونسكه ورأيت أيضا ألاناه
الضعيف التي تدعي الساذجة فأجلس هنا اليوم وغدا لأنك ستري غدا ذبيحة
عظيمة مقدسة .....
ولما كان الغد والقديسة واقفة في موضع وحدها تصلي الساعة الثالثة من النهار
أخذتها حمي شديدة وعند الغروب حضرت جوقة من الملائكة والقديسين وفاضت
روح القديسة الطوباوية الساذج وصعدوا بها إلي السما
وأكملت القديسة جهادها في التاسع عشر من شهر بشنس
ثم قام الأنبا أبوللو والأنبا أموني وكفنا جسدها بوقار عظيم وعند تكفينها وجدوها
تلبس مسوح شعر تحت ثيابها فقال الأنبا أبوللو للأنبا أموني نريد أن تعرفنا قصه
هذه القديسة فقال له الأنبا أموني يا ليتني كنت مستحق أن أصل إلي الميناء الذي
أرست إليه هذه القديسة سفينتها ويا ليتني أكون في موضعها أنا أشهد لك يا أبي
هوذا ثمانية عشر سنة وأنا ساكن معها لم تنزع عنها قط هذا المسح الشعر الذي عليها
ولم تزل تصوم يومين يومين طوال هذه السنين وأنا لم أتأمل وجهها قط ولا نظرت
عضوا من أعضائها قط مكشوف ولم تذق شئ من الأطعمة غير الخبز والماء والملح
وتصلي دائما بلا فتور أما الميطانيات ، الله يعلم عدد الميطانيات التي كانت تصنعها
لأنها كثيرة ولم ترفع وجهها في وجهي قط طوال هذه السنين كلها ومرات كثيرة كان
الله يكشف لها أسرار عظيمة عالية جدا هذا بعض مما أعرفه عن هذه القديسة
بركة صلوات هذه القديسة فلتكن معنا ..
أمين