angel_elkomous
11-26-2024, 11:53 AM
http://loveyou-jesus.com/up/uploads/fa11baa834.gif
قال الأنبا اسحق رئيس دير القلمون:
كان من بين سكان هذا الدير قديس اسمه "غاليون" قد نشأ في احدى قرى الصعيد، وظهرت على يديه عجائب كثيرة حتى أنه كان يشفى المرضى.
كان لا يفتر عن الصلاة ليلاً ونهاراً، وكان يأكل مرة كل اسبوع كما أنه كان قارئاً للدير ذا صوت عظيم خبيراً بقراءة الكتب.. سالكاً في جميع الفضائل..
دخل الدير شاباً وإلى أن صار شيخاً لم يخرج منه ، ولم يكن يلتقي بأحد من الآباء وقت الصلوات.
نصب له الشيطان فخاً إذ أتى إليه ليلاً عندما خرج إلى البيعة في منتصف الليل وقال له: يا أخي غاليون لقد كنا اثنى عشر نسبح في هذه البرية، واليوم مات واحد منا ولا نقدر أن ننقص عددنا عن هذا فأنت تكون كمال العدد لأنك ناسك عابد، محب للأخوة زاهد في هذا العالم، غير راغب في شيْ منه البتة. وأنت مستحق أن تكون معنا.. ثم توارى عنه .
فداخله الفكر وظن أن الله أرسل له هذا الملاك، وكان في تلك الليلة مبتهلاً.. وبعد انتهاء صلاة نصف الليل أخذ عصاه، وخرج من باب الدير دون أن يشعر به أحد، فوجد احدى عشر رجلاً في زي رهبان، مضوا أمامه بعد السلام عليه وكان يتبعهم إلى منتصف النهار فإذا هم على جبل عال مشرف على أرض الواحات قفر ليس به طعام ولا ماء ولا أحد البتة، فجلسوا وكانوا يضحكون ويهزئون بعضهم مع بعض فرحين قائلين: لقد صدنا في هذه الليلة صيداً حسناً.
ثم قال القديس غاليون: تفكرت في أمري وقلت أنهم شياطين وليسوا قديسين، ثم رشمت علامة الصليب المقدس على وجهي، بعدها لم أجد أحداً منهم، بقيت بعد ذلك على الجبل لا أعرف إلى أين أذهب وكيف أنجو من تلك التجربة.. ففتحت فمي وسبحت المزمور السابع عشر "أحبك يا رب قوتي. الرب ثباتي وملجأي"
ثم كررت هذا المزمور ثلاثة مرات ، فسكن روعي وثبت قلبي، والتفت فلم أجد أحداً.
فسبحت أيضاً المزمور السادس
"يا رب لا بغضبك تبكتني. ولا برجزك تؤدبني . ارحمني يا رب فأني ضعيف أشفني يا رب فأن عظامي وهنت ونفسي جزعت جداً..".
ثم رفعت يدي نحو السماء مصلياً "اللهم التفت إلى معونتي يا رب أسرع وأعني.." ثم المزمور
"يستجيب لك في يوم شدتك ينصرك اسم إله يعقوب يرسل لك عوناً من قدسه"
"رفعت عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب الذي صنع السماء والأرض لا يسلم رجلك للذلل فيما ينعس حافظك.."
ثم التفت خلفي فسمعت صوتاً ورأيت ثلاثة رهبان يلبسون ملابس بيضاء ويقرءون من المزمور السابع والتسعين
"سبحوا الرب تسبيحاً جديداً لأن الرب صنع عجائب.."وكانت أصواتهم مثل أصوات الملائكة، وكنت أعرف اللحن الذي يرتلون به فرتلت معهم..وكنت حذراً من الشيطان لئلا يكون قد أرسل جنده ليهلكوني فتفكرت وقلت أنه لا يمكن للشيطان أن يسبح بمزامير داود النبي..
وبينما أنا متفكر بهذا إذ هؤلاء القوم قد اقتربوا مني وهم يرتلون بألحان حسنة فجاوبتهم بمثل تلك الألحان، ومكثنا تلك الليلة نرتل من مزامير داود النبي إذ كانوا كلما رتلوا مزموراً رتلت أنا أيضاً معهم، وحتى الصباح لم يسألوني عن أمري شيئاً، وأنا أيضاً لم أسألهم عن شيء..
ثم جلسنا جميعاً فسألتهم وإذ هم رهبان من دير القديس أنبا شنوده وهو يسبحون في الجبل، وقالوا لي لسنا نريد أن تعرفنا أحوالك، فلقد عرفنا بالروح فخاخ العدو، وحيله التي أراد أن يطرحك فيها ، فاشكر الله ولنشكره جميعاً لأنه لم يطرح تواضع المتواضعين، ولم يغفل عنهم، وقد وجدنا عند سفح ذلك الجبل عين ماء عذب فيه سمك يشبه الطير فكنا نصيد منه، ونجعله أياماً في الشمس ثم نأكل منه.
ثم أقام القديس غاليون معهم سنة عند سفح ذلك الجبل. وفي احدى الليالي قال أحد هؤلاء الثلاثة "يا غاليون أن أباك اسحق سأل الله أن يراك قبل نياحتك، فقم أسرع وأمض إليه".
فأجبت أني لا أعرف الطريق.. فأخذوا بيدي وقالوا اتبعنا فتبعتهم.. وقبل الصباح أبصرت نفسي واقفاً على باب ديري الذي كنت فيه، ثم ودعوني وساروا إلى دير القديس الأنبا شنوده.
أما أنا فدخلت الدير ووجدت أبي القديس اسحق واقفاً ينتظرني فلما رآني فرح وقال يا غاليون أين كنت يا ابني؟
فسردت له خبري جميعه.. وقال الأنبا اسحق: أني أخبركم بما رأيته من جهة هذا الأبن غاليون.
أنه لما كان في غيبته في البرية دعوت الله أن يطلعنا على أمره لأنني لم أكن قد عرفت ما حدث له.. فرأيت في منامي من يقول لي: "اليوم تنظره في الجسد وفي اليوم السابع ينتقل من هذا العالم الباطل إلى عالم البقاء فتيقظ وأحرص على حفظ ذلك الموعد الذي سمعته؟
ولم يكن في الدير قارئ مثله ولا من يحفظ الألحان والمزامير مثله فبكيت عليه،.. وكان هو كذلك يعرف اليوم الذي سينتقل فيه.
فتقدمت إليه وقلت له: "خذ إليك موسى الصبي القارئ وعلمه ترتيب البيعة وألحانها".. فأخذ إليه موسى وضمه إلى صدره وقال له. "يا ابني أقبل مني الروح الذي في فأني في اليوم السابع أتنيح".. وأن موسى قبل منه الروح وكان يزيد في القراءة والألحان.
ولما كان يوم نياحة القديس غاليون حضر الآباء والأخوة، وصلوا عليه، وكفنوه ودفنوه باحترام لائق.
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
قال الأنبا اسحق رئيس دير القلمون:
كان من بين سكان هذا الدير قديس اسمه "غاليون" قد نشأ في احدى قرى الصعيد، وظهرت على يديه عجائب كثيرة حتى أنه كان يشفى المرضى.
كان لا يفتر عن الصلاة ليلاً ونهاراً، وكان يأكل مرة كل اسبوع كما أنه كان قارئاً للدير ذا صوت عظيم خبيراً بقراءة الكتب.. سالكاً في جميع الفضائل..
دخل الدير شاباً وإلى أن صار شيخاً لم يخرج منه ، ولم يكن يلتقي بأحد من الآباء وقت الصلوات.
نصب له الشيطان فخاً إذ أتى إليه ليلاً عندما خرج إلى البيعة في منتصف الليل وقال له: يا أخي غاليون لقد كنا اثنى عشر نسبح في هذه البرية، واليوم مات واحد منا ولا نقدر أن ننقص عددنا عن هذا فأنت تكون كمال العدد لأنك ناسك عابد، محب للأخوة زاهد في هذا العالم، غير راغب في شيْ منه البتة. وأنت مستحق أن تكون معنا.. ثم توارى عنه .
فداخله الفكر وظن أن الله أرسل له هذا الملاك، وكان في تلك الليلة مبتهلاً.. وبعد انتهاء صلاة نصف الليل أخذ عصاه، وخرج من باب الدير دون أن يشعر به أحد، فوجد احدى عشر رجلاً في زي رهبان، مضوا أمامه بعد السلام عليه وكان يتبعهم إلى منتصف النهار فإذا هم على جبل عال مشرف على أرض الواحات قفر ليس به طعام ولا ماء ولا أحد البتة، فجلسوا وكانوا يضحكون ويهزئون بعضهم مع بعض فرحين قائلين: لقد صدنا في هذه الليلة صيداً حسناً.
ثم قال القديس غاليون: تفكرت في أمري وقلت أنهم شياطين وليسوا قديسين، ثم رشمت علامة الصليب المقدس على وجهي، بعدها لم أجد أحداً منهم، بقيت بعد ذلك على الجبل لا أعرف إلى أين أذهب وكيف أنجو من تلك التجربة.. ففتحت فمي وسبحت المزمور السابع عشر "أحبك يا رب قوتي. الرب ثباتي وملجأي"
ثم كررت هذا المزمور ثلاثة مرات ، فسكن روعي وثبت قلبي، والتفت فلم أجد أحداً.
فسبحت أيضاً المزمور السادس
"يا رب لا بغضبك تبكتني. ولا برجزك تؤدبني . ارحمني يا رب فأني ضعيف أشفني يا رب فأن عظامي وهنت ونفسي جزعت جداً..".
ثم رفعت يدي نحو السماء مصلياً "اللهم التفت إلى معونتي يا رب أسرع وأعني.." ثم المزمور
"يستجيب لك في يوم شدتك ينصرك اسم إله يعقوب يرسل لك عوناً من قدسه"
"رفعت عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب الذي صنع السماء والأرض لا يسلم رجلك للذلل فيما ينعس حافظك.."
ثم التفت خلفي فسمعت صوتاً ورأيت ثلاثة رهبان يلبسون ملابس بيضاء ويقرءون من المزمور السابع والتسعين
"سبحوا الرب تسبيحاً جديداً لأن الرب صنع عجائب.."وكانت أصواتهم مثل أصوات الملائكة، وكنت أعرف اللحن الذي يرتلون به فرتلت معهم..وكنت حذراً من الشيطان لئلا يكون قد أرسل جنده ليهلكوني فتفكرت وقلت أنه لا يمكن للشيطان أن يسبح بمزامير داود النبي..
وبينما أنا متفكر بهذا إذ هؤلاء القوم قد اقتربوا مني وهم يرتلون بألحان حسنة فجاوبتهم بمثل تلك الألحان، ومكثنا تلك الليلة نرتل من مزامير داود النبي إذ كانوا كلما رتلوا مزموراً رتلت أنا أيضاً معهم، وحتى الصباح لم يسألوني عن أمري شيئاً، وأنا أيضاً لم أسألهم عن شيء..
ثم جلسنا جميعاً فسألتهم وإذ هم رهبان من دير القديس أنبا شنوده وهو يسبحون في الجبل، وقالوا لي لسنا نريد أن تعرفنا أحوالك، فلقد عرفنا بالروح فخاخ العدو، وحيله التي أراد أن يطرحك فيها ، فاشكر الله ولنشكره جميعاً لأنه لم يطرح تواضع المتواضعين، ولم يغفل عنهم، وقد وجدنا عند سفح ذلك الجبل عين ماء عذب فيه سمك يشبه الطير فكنا نصيد منه، ونجعله أياماً في الشمس ثم نأكل منه.
ثم أقام القديس غاليون معهم سنة عند سفح ذلك الجبل. وفي احدى الليالي قال أحد هؤلاء الثلاثة "يا غاليون أن أباك اسحق سأل الله أن يراك قبل نياحتك، فقم أسرع وأمض إليه".
فأجبت أني لا أعرف الطريق.. فأخذوا بيدي وقالوا اتبعنا فتبعتهم.. وقبل الصباح أبصرت نفسي واقفاً على باب ديري الذي كنت فيه، ثم ودعوني وساروا إلى دير القديس الأنبا شنوده.
أما أنا فدخلت الدير ووجدت أبي القديس اسحق واقفاً ينتظرني فلما رآني فرح وقال يا غاليون أين كنت يا ابني؟
فسردت له خبري جميعه.. وقال الأنبا اسحق: أني أخبركم بما رأيته من جهة هذا الأبن غاليون.
أنه لما كان في غيبته في البرية دعوت الله أن يطلعنا على أمره لأنني لم أكن قد عرفت ما حدث له.. فرأيت في منامي من يقول لي: "اليوم تنظره في الجسد وفي اليوم السابع ينتقل من هذا العالم الباطل إلى عالم البقاء فتيقظ وأحرص على حفظ ذلك الموعد الذي سمعته؟
ولم يكن في الدير قارئ مثله ولا من يحفظ الألحان والمزامير مثله فبكيت عليه،.. وكان هو كذلك يعرف اليوم الذي سينتقل فيه.
فتقدمت إليه وقلت له: "خذ إليك موسى الصبي القارئ وعلمه ترتيب البيعة وألحانها".. فأخذ إليه موسى وضمه إلى صدره وقال له. "يا ابني أقبل مني الروح الذي في فأني في اليوم السابع أتنيح".. وأن موسى قبل منه الروح وكان يزيد في القراءة والألحان.
ولما كان يوم نياحة القديس غاليون حضر الآباء والأخوة، وصلوا عليه، وكفنوه ودفنوه باحترام لائق.
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين