love jesus
08-22-2023, 05:07 AM
أضع بين أيديكم اليوم هذا الموضوع القديم الجديد الذي شهد نقاشاً حاداً في أحد المنتديات والمتعلق بالسيدة والدة الإله ، الموضوع يناقش وضع والدة الإله من وجهة نظر بروتستنتية ..
حيث كتب القس شريف حداد مايلي :
السيدة مريم أم الرب يسوع
أولاَ: قبل ولادة يسوع
كتب عن هذه الحقبة إنجيلي متى و لوقا. وقد أشار هذين الإنجيلين إلى ما يلي:
أ*-السيدة مريم كانت عذراء مخطوبة لرجل إسمه يوسف متى1: 18 و لوقا 1 :27.
ب*- زيارة جبرائيل لمريم وتجاوبها مع بلاغه بأنها ستحبل بواسطة الروح القدس وبأن المولد منها سيكون إبن العلي لوقا 1 : 26 – 38. وهنا أتت بداية سلام مريم إذ قال لها الملاك "28 سلامٌ لك أيتها المنعم عليها. الرب معك. مباركة انت في النساء." هنا ينتهي السلام حسب الإنجيل. وجواب السيدة مريم لهذا الخبر الغريب كان مثالياً و يا ليته لسان حال كل المسيحين إذ اجابت "أنا أمةُ الرب. ليكن لي كقولك" اية 38 .
ج- زيارة مريم لألِيصابات لوقا 1: 39- 56 وهنا نجد سلام ألِيصابات بعد أن ارتكض الجنين في بطنها "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن اين لي هذا أن تاتي أُم ربي إلي" 42 و43 . يتبين للقارئ هنا من أين اتت بداية سلام مريم الذي يجمع سلام جبرائيل بسلام أليصابات فيقال كالتالي :
"السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح. " ولكن من اين اتى باقي السلام وهل يتوافق مع باقي الإنجيل "يا قديسة مريم يا والدة الله (إستغفر الله) صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن و في ساعة موتنا آمين" قد يعترض البعض فيقول انه بما أن مريم هي ام الرب يسوع المتجسد ويسوع والله واحد فلماذا من الخطأ ان تسمى ام الله. الجواب على هذا بديهي وربما يا قارئ هذا المقال قد إستنتجته بنفسك ولكن سأفسره بإختصار.
كان هناك حاجة ليسوع لكي ياتي في الجسد المجرب ليخلص اولاد آدم و يشفع لهم . و هذه الحاجة أدت إلى إختيار مريم البشرية أن تكون أُماً ليسوع في الجسد وليس بالروح فهو الذي خلقها وهو الذي يخلصها كما يخلصنا نحن من عبء الخطيئة وإليكم بجواب مريم على سلام إليصابات " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" 46 و 47 . فمريم بحاجة كما نحن بحاجة للخلاص اللإهي الذي بيسوع.
د- رؤية يوسف للملاك في حلم حيث قيل لهُ أن السيدة مريم العذراء المباركة أضحت حبلى من الروح القدس,وذلك مذكور في متى 1 : 16 – 25 . وأود لفت النظر هنا إلى كلمة حتى في الآية25 "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعااسمه يسوع". ومعنى كلمة حتى هو إلى أن (وهي شرطية), فما معنى هذه الأية علينا أن نطلع على باقي ما يقوله الإنجيل لأنه لا يجوز أن تبنى عقيدة أو يصل المرء إلى إستنتاج قطعي بدون فحص ذلك الرأي في ضوء الكتاب ككل.
ثانيا: عند ولادة يسوع
يتكلم متى 2 ولوقا 2 عما حدث عند ولادة يسوع. فبعد أن ولد يسوع في بيت لحم بسبب الإكتتاب, يقول الإنجيل عن مريم "فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" لوقا 2 : 7 . ما معنى كلمة بكر ومتى تستخدم سأترك الجواب هنا للقارئ لكني اود لفت النظر ان الترجمة ألإنجليزية تترجم تلك الكلمة (أبنها الأول). ويلي ذلك في لوقا سرد قصة الرعاة و ظهور الملائكة لهم ومجيئهم لزيارة يسوع حيث "أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي"17 ولكن لم يقولوا شيأً عن أحد آخر. هل كان هناك ما يقال عن الأم مما يقال اليوم ولكن الرعاة نسوا أن يخبروا وفي الآية 19 يسلط لوقا الضوء على ما فعلته ام يسوع و هو ما يتجاهله الكثيرين من الذين يدّعون إتباعها الا وهو حفظ كلام الله في قلوبهم و التأمل فيه. ثم يكمل لوقا بسرد قصة تقديم يسوع في الهيكل ونبؤة سمعان وحنة.
أما متى, فيذكر قصة زيارة المجوس في فصله الثاني. و ما أود أن ألفت النظر إليه هو أن يسوع وأمه كانوا موجودين لكن الكتاب يذكر وقد أقول عمداً أنهم جثوا وسجدوا ليسوع فقط وقدموا له وحده هدايا تدل على مقامه وسبب ولادته. وأجد من الغريب هنا فرز الكتاب ليسوع عن أمه بإستحقاقه العبادة والهدايا وحده كما يقول النص في الآية
11 .
ثالثاً: في حداثة يسوع
يخبرنا إنجيل لوقا أن مريم ويوسف كانا يذهبان إلى أورشليم كل سنة, وعندما كان يسوع في الثانية عشرة أضاعاه ولم يعلما أين هو! هل أعلق هنا عما إذا كان مار يوسف والمباركة مريم يعلمان أين أنت إن لم يعلما أين يسوع بعد مرور ثلاثة أيام من البحث وجداه وهذا نص الكلام الذي دار بين مريم ويسوع بدون تعليق "يا بني, لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما." لوقا 2 : 48- 50 . ثم يعود لوقا فيذكر ان يسوع عاد مع والديه وخضع لهما ومريم المباركة كعادتها التي يجب الإقتداء بها, حفظت في قلبها الطاهر ما كان يسوع يقول ويفعل.
أود ان أضيف هنا أول معجزة صنعها يسوع و فيها ينتهي ذكر مريم مع يسوع وحده ويبداء ذكر مريم مع إخوة واخوات يسوع حسب نص الإنجيل. أول معجزة صنعها يسوع حسب إنجيل يوحنا 2 هي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا حيث دار الحوار التالي بين يسوع و مريم. " ولما فرغت الخمر, قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تات ساعتي بعد." يوحنا 2 : 3- 4 . هذه اول مرة يتكلم يسوع مع أمه بهذا الشكل. و لكنه سيبقي على إبعاد الأنظار عنها طوال خدمته! لماذا هذه المعاملة الباردة هل لأنه كان يعلم أن البعض سيضلون عن المسيحية الحقة وينسجون ما حلى لخيالهم من عبادة لمريم مما لا يرضي الله لا أعلم و لكن هذا التصرف يدفع المرء للتساؤل! ويجب ان لا نتجاهل امر السيدة مريم المباركة هنا إذ أمرت " مهما قال لكم فافعلوه" 5.
رابعاً: خلال خدمة يسوع العلنية
يغيب ذكر أي مشاركة لمريم في خدمة يسوع, إلا أنها كأم تخاف على إبنها تظهر عدة مرات في الإنجيل كالآتي:
أ*-يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 . أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأنوماذا عن مريم لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته
ب*- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
لماذا هذا الإصرار على تحويل النظر عن التي ولدته و التركيز على أهمية سماع كلمة الله والعمل بها وإن جاء المسيح اليوم إلى كنائسنا و بيوتنا هل تراه يهنئنا أو يبكتنا لعدم إعطاء كلامه المكانة المستحقة والمضي في العبادة كما يحلو لنا!
خامساً: عند الصليب
في اصعب وقت في حياة يسوع, اي عند الصليب, يقول متى أن الكثير من النساء كانوا يراقبون ما يحدث و يخص بالذكر "و بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب و يوسي, و ام ابني زبدي" 27: 56 . ومن الغريب انه لم يذكر أم يسوع إلا إذا كانت ام يعقوب ويوسي هي نفسها ام يسوع <انظر اسماء اخوة يسوع> .
و انجيل مرقس يفعل الشيء نفسه في مرقس 15: 40. و ينفرد يوحنا الذي تكلم بإسهاب عن الوهية المسيح وبعد التركيز على أن يسوع كان أكثر و أجل مما تراه العين بذكر أم يسوع كبديل عن أم يعقوب ويوسي ولم يسميها أم الله مع كل علمه بمكانة يسوع و لا حتى قال أم الرب بل أستكفى باللقب ام يسوع. ولكنه لا يقف هنا بل يكمل سرد مشهد يري محبة يسوع لأمه إذ يطلب من يوحنا أن يهتم بها. "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امرأة هوذا أبنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" يوحنا 19: 25 – 27 هل لاحظت اللقب الذي خاطب يسوع به أمه "يا أمرأة!" لماذا لم يناديها بلقب أحن وهي تشاهده يموت لماذا يصر على مخاطبتها هكذا كلما خاطبها و نرى في سفر الأعمال كما سبق و قرأنا ان مريم و اولادها < ربما لم يكونوا قادرين على الإعتناء بأمهم التي كانت بحاجة للعناية> كانوا في البيت مع التلاميذ.
سادساً: عند القبر والقيامة
كتب متى بعد ان اغلق الحجرعلى القبر "و كانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر" 27: 61 . أما مرقس فيقول في نفس الموضع "و كانت مريم المجدلية و مريم أم يوسي تنظران أين وضع" 15: 47 . و قبل القيامة يذكر متى أن "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" 28: 1 . أما مرقس فكتب "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه" 16: 1 .
هل يعقل أن لا تكون أم يسوع من الذين قاموا بهذه الفروض او الواجبات من هي هذه مريم الأخرى في متى التي يسميها مرقس تارة أم يوسي و أخرى ام يعقوب هل هي مريم أم يسوع و إن كانت هي أم يسوع, لماذا يقتصر متى الذي سار مع المسيح طيلة خدمته على تسميتها مريم الأخرى ولماذا يلقبها مرقس بأم يوسي ثم أم يعقوب هل كان يوسي الكبير, بينما كان يعقوب المشهور بين المسيحين الآوائل كأحد أعمدة الكنيسة هو المعروف للقراء
أما عند القيامة فيذكر لنا مرقس "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين." 16: 9.
لماذا لم يظهر لأمه أولاً هل كان ذلك عمداً أم صدفة
في النهاية أتمنى أن يكون هذا الإستطلاع قد لفت إنتباهك إلى أهمية الإطلاع على كلمة الله لمعرفة الحق من الباطل. وقد يتساءل المرء هنا ماذا عن مريم المباركة إذاً والجواب على ذلك السؤال هو أن مريم كانت قدوة يقتدى بها في حياتها وإذا تابعت النص بإعتناء ستجد الأشياء التي تستطيع أن تقتدي بها إكراماً لسيرتها الطاهرة. و أود أن اؤكد هنا أن إنجاب الأولاد ليس بعيب ولا يطعن بطهارة أي إمرأة متزوجة تنجب الأولاد من شريك حياتها. فمريم كانت طاهرة في عذراويتها وكانت طاهرة في أمومتها, فهي قدوة لمن إقتدى. أما العبادة بكل مظاهرها فهي تجوز لله وحده <الآب وألإبن والروح القدس> , فهو وحده الخالق وهو وحده حي من الأزل و إلى الأبد ومن يزيد على ذلك فهو من الذين وقعوا في شباك الشرير.
حيث كتب القس شريف حداد مايلي :
السيدة مريم أم الرب يسوع
أولاَ: قبل ولادة يسوع
كتب عن هذه الحقبة إنجيلي متى و لوقا. وقد أشار هذين الإنجيلين إلى ما يلي:
أ*-السيدة مريم كانت عذراء مخطوبة لرجل إسمه يوسف متى1: 18 و لوقا 1 :27.
ب*- زيارة جبرائيل لمريم وتجاوبها مع بلاغه بأنها ستحبل بواسطة الروح القدس وبأن المولد منها سيكون إبن العلي لوقا 1 : 26 – 38. وهنا أتت بداية سلام مريم إذ قال لها الملاك "28 سلامٌ لك أيتها المنعم عليها. الرب معك. مباركة انت في النساء." هنا ينتهي السلام حسب الإنجيل. وجواب السيدة مريم لهذا الخبر الغريب كان مثالياً و يا ليته لسان حال كل المسيحين إذ اجابت "أنا أمةُ الرب. ليكن لي كقولك" اية 38 .
ج- زيارة مريم لألِيصابات لوقا 1: 39- 56 وهنا نجد سلام ألِيصابات بعد أن ارتكض الجنين في بطنها "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن اين لي هذا أن تاتي أُم ربي إلي" 42 و43 . يتبين للقارئ هنا من أين اتت بداية سلام مريم الذي يجمع سلام جبرائيل بسلام أليصابات فيقال كالتالي :
"السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح. " ولكن من اين اتى باقي السلام وهل يتوافق مع باقي الإنجيل "يا قديسة مريم يا والدة الله (إستغفر الله) صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن و في ساعة موتنا آمين" قد يعترض البعض فيقول انه بما أن مريم هي ام الرب يسوع المتجسد ويسوع والله واحد فلماذا من الخطأ ان تسمى ام الله. الجواب على هذا بديهي وربما يا قارئ هذا المقال قد إستنتجته بنفسك ولكن سأفسره بإختصار.
كان هناك حاجة ليسوع لكي ياتي في الجسد المجرب ليخلص اولاد آدم و يشفع لهم . و هذه الحاجة أدت إلى إختيار مريم البشرية أن تكون أُماً ليسوع في الجسد وليس بالروح فهو الذي خلقها وهو الذي يخلصها كما يخلصنا نحن من عبء الخطيئة وإليكم بجواب مريم على سلام إليصابات " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" 46 و 47 . فمريم بحاجة كما نحن بحاجة للخلاص اللإهي الذي بيسوع.
د- رؤية يوسف للملاك في حلم حيث قيل لهُ أن السيدة مريم العذراء المباركة أضحت حبلى من الروح القدس,وذلك مذكور في متى 1 : 16 – 25 . وأود لفت النظر هنا إلى كلمة حتى في الآية25 "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعااسمه يسوع". ومعنى كلمة حتى هو إلى أن (وهي شرطية), فما معنى هذه الأية علينا أن نطلع على باقي ما يقوله الإنجيل لأنه لا يجوز أن تبنى عقيدة أو يصل المرء إلى إستنتاج قطعي بدون فحص ذلك الرأي في ضوء الكتاب ككل.
ثانيا: عند ولادة يسوع
يتكلم متى 2 ولوقا 2 عما حدث عند ولادة يسوع. فبعد أن ولد يسوع في بيت لحم بسبب الإكتتاب, يقول الإنجيل عن مريم "فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" لوقا 2 : 7 . ما معنى كلمة بكر ومتى تستخدم سأترك الجواب هنا للقارئ لكني اود لفت النظر ان الترجمة ألإنجليزية تترجم تلك الكلمة (أبنها الأول). ويلي ذلك في لوقا سرد قصة الرعاة و ظهور الملائكة لهم ومجيئهم لزيارة يسوع حيث "أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي"17 ولكن لم يقولوا شيأً عن أحد آخر. هل كان هناك ما يقال عن الأم مما يقال اليوم ولكن الرعاة نسوا أن يخبروا وفي الآية 19 يسلط لوقا الضوء على ما فعلته ام يسوع و هو ما يتجاهله الكثيرين من الذين يدّعون إتباعها الا وهو حفظ كلام الله في قلوبهم و التأمل فيه. ثم يكمل لوقا بسرد قصة تقديم يسوع في الهيكل ونبؤة سمعان وحنة.
أما متى, فيذكر قصة زيارة المجوس في فصله الثاني. و ما أود أن ألفت النظر إليه هو أن يسوع وأمه كانوا موجودين لكن الكتاب يذكر وقد أقول عمداً أنهم جثوا وسجدوا ليسوع فقط وقدموا له وحده هدايا تدل على مقامه وسبب ولادته. وأجد من الغريب هنا فرز الكتاب ليسوع عن أمه بإستحقاقه العبادة والهدايا وحده كما يقول النص في الآية
11 .
ثالثاً: في حداثة يسوع
يخبرنا إنجيل لوقا أن مريم ويوسف كانا يذهبان إلى أورشليم كل سنة, وعندما كان يسوع في الثانية عشرة أضاعاه ولم يعلما أين هو! هل أعلق هنا عما إذا كان مار يوسف والمباركة مريم يعلمان أين أنت إن لم يعلما أين يسوع بعد مرور ثلاثة أيام من البحث وجداه وهذا نص الكلام الذي دار بين مريم ويسوع بدون تعليق "يا بني, لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما." لوقا 2 : 48- 50 . ثم يعود لوقا فيذكر ان يسوع عاد مع والديه وخضع لهما ومريم المباركة كعادتها التي يجب الإقتداء بها, حفظت في قلبها الطاهر ما كان يسوع يقول ويفعل.
أود ان أضيف هنا أول معجزة صنعها يسوع و فيها ينتهي ذكر مريم مع يسوع وحده ويبداء ذكر مريم مع إخوة واخوات يسوع حسب نص الإنجيل. أول معجزة صنعها يسوع حسب إنجيل يوحنا 2 هي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا حيث دار الحوار التالي بين يسوع و مريم. " ولما فرغت الخمر, قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تات ساعتي بعد." يوحنا 2 : 3- 4 . هذه اول مرة يتكلم يسوع مع أمه بهذا الشكل. و لكنه سيبقي على إبعاد الأنظار عنها طوال خدمته! لماذا هذه المعاملة الباردة هل لأنه كان يعلم أن البعض سيضلون عن المسيحية الحقة وينسجون ما حلى لخيالهم من عبادة لمريم مما لا يرضي الله لا أعلم و لكن هذا التصرف يدفع المرء للتساؤل! ويجب ان لا نتجاهل امر السيدة مريم المباركة هنا إذ أمرت " مهما قال لكم فافعلوه" 5.
رابعاً: خلال خدمة يسوع العلنية
يغيب ذكر أي مشاركة لمريم في خدمة يسوع, إلا أنها كأم تخاف على إبنها تظهر عدة مرات في الإنجيل كالآتي:
أ*-يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 . أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأنوماذا عن مريم لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته
ب*- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
لماذا هذا الإصرار على تحويل النظر عن التي ولدته و التركيز على أهمية سماع كلمة الله والعمل بها وإن جاء المسيح اليوم إلى كنائسنا و بيوتنا هل تراه يهنئنا أو يبكتنا لعدم إعطاء كلامه المكانة المستحقة والمضي في العبادة كما يحلو لنا!
خامساً: عند الصليب
في اصعب وقت في حياة يسوع, اي عند الصليب, يقول متى أن الكثير من النساء كانوا يراقبون ما يحدث و يخص بالذكر "و بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب و يوسي, و ام ابني زبدي" 27: 56 . ومن الغريب انه لم يذكر أم يسوع إلا إذا كانت ام يعقوب ويوسي هي نفسها ام يسوع <انظر اسماء اخوة يسوع> .
و انجيل مرقس يفعل الشيء نفسه في مرقس 15: 40. و ينفرد يوحنا الذي تكلم بإسهاب عن الوهية المسيح وبعد التركيز على أن يسوع كان أكثر و أجل مما تراه العين بذكر أم يسوع كبديل عن أم يعقوب ويوسي ولم يسميها أم الله مع كل علمه بمكانة يسوع و لا حتى قال أم الرب بل أستكفى باللقب ام يسوع. ولكنه لا يقف هنا بل يكمل سرد مشهد يري محبة يسوع لأمه إذ يطلب من يوحنا أن يهتم بها. "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امرأة هوذا أبنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" يوحنا 19: 25 – 27 هل لاحظت اللقب الذي خاطب يسوع به أمه "يا أمرأة!" لماذا لم يناديها بلقب أحن وهي تشاهده يموت لماذا يصر على مخاطبتها هكذا كلما خاطبها و نرى في سفر الأعمال كما سبق و قرأنا ان مريم و اولادها < ربما لم يكونوا قادرين على الإعتناء بأمهم التي كانت بحاجة للعناية> كانوا في البيت مع التلاميذ.
سادساً: عند القبر والقيامة
كتب متى بعد ان اغلق الحجرعلى القبر "و كانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر" 27: 61 . أما مرقس فيقول في نفس الموضع "و كانت مريم المجدلية و مريم أم يوسي تنظران أين وضع" 15: 47 . و قبل القيامة يذكر متى أن "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" 28: 1 . أما مرقس فكتب "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه" 16: 1 .
هل يعقل أن لا تكون أم يسوع من الذين قاموا بهذه الفروض او الواجبات من هي هذه مريم الأخرى في متى التي يسميها مرقس تارة أم يوسي و أخرى ام يعقوب هل هي مريم أم يسوع و إن كانت هي أم يسوع, لماذا يقتصر متى الذي سار مع المسيح طيلة خدمته على تسميتها مريم الأخرى ولماذا يلقبها مرقس بأم يوسي ثم أم يعقوب هل كان يوسي الكبير, بينما كان يعقوب المشهور بين المسيحين الآوائل كأحد أعمدة الكنيسة هو المعروف للقراء
أما عند القيامة فيذكر لنا مرقس "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين." 16: 9.
لماذا لم يظهر لأمه أولاً هل كان ذلك عمداً أم صدفة
في النهاية أتمنى أن يكون هذا الإستطلاع قد لفت إنتباهك إلى أهمية الإطلاع على كلمة الله لمعرفة الحق من الباطل. وقد يتساءل المرء هنا ماذا عن مريم المباركة إذاً والجواب على ذلك السؤال هو أن مريم كانت قدوة يقتدى بها في حياتها وإذا تابعت النص بإعتناء ستجد الأشياء التي تستطيع أن تقتدي بها إكراماً لسيرتها الطاهرة. و أود أن اؤكد هنا أن إنجاب الأولاد ليس بعيب ولا يطعن بطهارة أي إمرأة متزوجة تنجب الأولاد من شريك حياتها. فمريم كانت طاهرة في عذراويتها وكانت طاهرة في أمومتها, فهي قدوة لمن إقتدى. أما العبادة بكل مظاهرها فهي تجوز لله وحده <الآب وألإبن والروح القدس> , فهو وحده الخالق وهو وحده حي من الأزل و إلى الأبد ومن يزيد على ذلك فهو من الذين وقعوا في شباك الشرير.