love jesus
08-22-2023, 05:22 AM
انتقال مريم العذراء الى السماء بين الايمان والرجاء
الشماس وميض بطرس
ان المعاني الروحية المؤدية والمنبثقة عن انتقال أمنا العذراء مريم إلى السماء تتجاوز في عمقها كل المعاني التاريخية والمادية التي تحيط بهذا الحدث الجليل.ففي الوقت الذي أعطت الثانية مشروعية ولادة حدث الانتقال فان الاولى قد اعطت له العمق الروحي والتفاعلات اللازمة لتكوين صخرة الايمان التي تسنده.
ان عقيدة الانتقال قد ترسخت في ايمان الكنيسة الاولى بعد سلسلة من الاختبارات التي رافقت مسيرة الايمان المسيحي بعد قيامة يسوع المسيح من بين الاموات, وتعرض هذه المسيرة لسلسلة لامتناهية من العواصف بدءا بالفريسية المتلاشية مرورا بافرازات الفلسفة اليونانية وليس انتهاءا بالطروحات الخاوية لمفهوم العولمة حول حرية الانسان, ومما يدهش الاذهان وينعش القلوب ويجدد الافكار,هوالصلابة والبريق المتجدد الذي يصاحب الايمان المسيحي بكافة ابعاده بعد كل سلسلة من هذه العواصف, وكأني باختلال عقل اقول ان كل الازمات التي تعصف بالايمان المسيحي والكنيسة انما هي ضرورية لديمومتها وتجديد الروح فيها!
أن دور العذراء في اتمام المخطط الالهي للخلاص ليس دورا هامشيا, حيث يذكر لنا الانجيل المقدس منذ بداياته كيف ان مريم العذراء كانت مواظبة على الصوم والصلاة والتعبد لله خالق السماوات والارض. وكانت في صلاتها تهتم لعذابات البشرية وانينها وتطلب الخلاص للانسانية جمعاء ناكرة ذاتها لاجل القريب, ومفرّغة نفسها من كل محبة للارضيات لذلك فقد ملأ الله ذاتها بالنعمة ( الممتلئة نعمة. لوقا 28:1), واختار تواضعها (لانه نظر الى تواضع امته. لوقا 48:1) واستجاب لصلاتها فأرسل مخلصا للعالم ( تحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع لانه هو يخلص شعبه من خطاياهم. متى 21:1). وهكذا انتخب مريم العذراء حتى يكون لها دور مهم في هذا المخطط واليها اوكلت مهمة ولادة وتنشأة وتهيئة يسوع المسيح ابن الله ومرافقته على طريق الجلجلة وحتى موته ودفنه وهناك على الصليب توّج دور مريم العذراء في هذا المخطط عندما اوكل يسوع الى امه ان تكون اما لجميع المؤمنين به ( هوذا ابنك. يوحنا 26:19) وهكذا بدأت المهمة الجديدة والازلية لمريم العذراء, وهي ان تتحمل مسؤولية عناية كل اولاد الله والمؤمنين بابنه يسوع المسيح المائت والقائم والصاعد الى السماوات.وخلال الفترة التي سبقت وتلت حلول الروح القدس مارست العذراء مريم دورها كأم لجميع التلاميذ وكل الذين رافقوهم بيد انها استمرت في صلاتها وتعبدها لله حتى يومها الاخير على الارض.
ان العذراء مريم لم تكتف بعد حلول الروح القدس ان تظل اما لمخلص البشرية الصاعد الى السماء بل انها عاشت حياتها مع التلاميذ تتقاسم معهم هموم ومعاناة نشر كلمة الله وحمل بشارة الانجيل الى اقاصي الارض, فاصبحت والحال هذه اما لبطرس و توما ويعقوب و يوحنا وأدي وبقية التلاميذ, وقد ارتبطت بالتلاميذ ارتباطا روحيا قويا حتى انها في يوم انتقالها لم تنسيها فرحة الانتقال الى السماوات ورؤية الله الاب والابن والروح القدس,ان تطلب لقاء ابناءها التلاميذ وكما ينقل لنا طقسنا الكلداني فان الرب المخلص يسوع المسيح ابنها قد هيأ ان يجتمع عندها قبل انتقالها بطرس من رومية وتوما من الهند وادي من الرها ويوحنا من افسس مع من كان عندها من التلاميذ ليتباركوا منها ويحملوا نعشها ويزيحون جسدها المقدس.
ان هذه العذراء القديسة ابنه الله الاب وام الله الابن وعروس الله الروح القدس لايمكن الا ان تدخل الى السماوات والى العرش الالهي في زياح مهيب من قبل الملائكة والجنود السماويين الذين طالما انتظروا واشتاقوا لكمال هذه الام الحبيبة, التي بها انفتحت ابواب السماء مرة اخرى للانسانية وداست باقدامها رأس الافعى واصبحت ملجأ للتائبين وعونا للمؤمنين. وهكذا حمل الملائكة جسد العذراء الممجد وسط ابواق الكاروبيم والسرافيم الى العلى حتى يبقى كل من يطلبها ان ينظر اليها ويشعر بوجودها بالروح والجسد وبالمقابل تشعر هي بالامنا ليست الروحية فحسب بل الجسدية وتشاركنا تحمل العذابات والاسقام وقسوة الحياة لانها امنا.
لقد استخلص الايمان الكاثوليكي عقيدة انتقال العذراء الى السماء بالنفس والجسد من التقليد الرسولي المستند على خبرة اباء الكنيسة الاوائل التي تمثل احدى الدعامات القوية التي تحمل الايمان الكاثوليكي المقد س وهو ما كان قد شدد عليه المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1965 - 1962). ويحصر علماء الكنيسة حدث الانتقال ما بين ثلاث الى خمسة عشر سنة بعد صعود ربنا يسوع المسيح الى السماء اما المكان فهو اورشليم او افسس مع تفضيل اورشليم ويذكر انه خلال مجمع خلقيدونية ( 451), اعلن اسقف اورشليم لامبراطور الدولة الرومانية
( الذي اهتم كثيرا لاكتشاف جسد ام الله), ان الام العزاء ماتت بحضور كافة التلاميذ وان قبرها حينما فتح ( بطلب من القديس توما الرسول) قد وجد فارغا عندها ادرك التلاميذ ان جسدها قد اخذ الى السماء, وهكذا اصبح الايمان بانتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء عقيدة ايمانية اساسية في الشرق والغرب على حد سواء.
ان المحاورة التي وردت بين الملاك جبرائيل والعذراء مريم في زمن البشارة تشير بوضوح الى الدور الذي سوف تضطلع به هذه الأم في تحقيق المخطط الالهي, فكما جاء في وثيقة (Lumen Geritium) الفصل الثامن من اعمال المجمع الفاتيكاني الثاني بان ( اباء الكنيسة الاوائل امنوا ان الله لم يستخدم مريم العزاء بطريقة سلبية او جامدة passive وانما اتاح لها حرية المشاركة والتعاون في خلاص البشرية من خلال ايمانها وطاعتها) وكما اشار العديد من الاباء الاوائل للكنيسة ان مريم العذراء بطاعتها قد اعادت الاتحاد بين الله والانسان ذلك الذي كانت حواء قد فصلته بعدم طاعتها.
ان دور العذراء في خلاص النفوس ليس مستقلا بحد ذاته بل انه نابع من العناية الالهية ومن استحقاقات المسيح ووساطته بين الانسان والله ومن مسؤولية الروح القدس لذلك فان دور العذراء كام لا يتعارض مع دور المسيح كوسيط بين الله والبشر وانما يعطيه بعدا بشريا يمتد عبر التاريخ ليصل الى قلوب جميع المؤمنين, وهكذا تتحقق نبوءة العذراء مريم في صلاتها التي قدمتها لله عندما تقول " فيها منذ الان يعطينا الطوبى جميع الاجيال" ( لوقا 1 : 47)
ونحن ابناء هذا الجيل نرفع اصواتنا ونمد ايادينا بالتضرع الى والدة الله المنتقلة الى السماء لكيما في عليائها تطلب من العناية الالهية ان تسبغ مراحمها على العالم اجمع لكيما يحل السلام والوئام في كل الاوطان ولاسيما في عراقنا الحبيب وشرقنا الاوسط لكيما تحل رحمة الرب ونعمته في قلوب الجميع حتى يعيش الفقراء والمساكين في امن وطمأنينة ومودة ومحبة.
ونطلب من العذراء ان تشفي جميع مرضانا وتعطي الصبر لكل من هم في شدة وضيق والم لكيما في خضم الامنا نكتشف محبة الله لنا وأهتمام العذراء امنا بنا, ونقول لها على الدوام?
أميـــن
يا عذراء منتقلة الى السماء
صلي لأجلنا
يا شفا ء المرضى
صلي لأجلنا
يا ملجأ الخطأة
صلي لأجلنا
يا ام الاحزان
صلي لأجلنا
يا ملكة السلام
صلي لأجلنا
يا نجمة الصبح
صلي لأجلنا
الشماس وميض بطرس
ان المعاني الروحية المؤدية والمنبثقة عن انتقال أمنا العذراء مريم إلى السماء تتجاوز في عمقها كل المعاني التاريخية والمادية التي تحيط بهذا الحدث الجليل.ففي الوقت الذي أعطت الثانية مشروعية ولادة حدث الانتقال فان الاولى قد اعطت له العمق الروحي والتفاعلات اللازمة لتكوين صخرة الايمان التي تسنده.
ان عقيدة الانتقال قد ترسخت في ايمان الكنيسة الاولى بعد سلسلة من الاختبارات التي رافقت مسيرة الايمان المسيحي بعد قيامة يسوع المسيح من بين الاموات, وتعرض هذه المسيرة لسلسلة لامتناهية من العواصف بدءا بالفريسية المتلاشية مرورا بافرازات الفلسفة اليونانية وليس انتهاءا بالطروحات الخاوية لمفهوم العولمة حول حرية الانسان, ومما يدهش الاذهان وينعش القلوب ويجدد الافكار,هوالصلابة والبريق المتجدد الذي يصاحب الايمان المسيحي بكافة ابعاده بعد كل سلسلة من هذه العواصف, وكأني باختلال عقل اقول ان كل الازمات التي تعصف بالايمان المسيحي والكنيسة انما هي ضرورية لديمومتها وتجديد الروح فيها!
أن دور العذراء في اتمام المخطط الالهي للخلاص ليس دورا هامشيا, حيث يذكر لنا الانجيل المقدس منذ بداياته كيف ان مريم العذراء كانت مواظبة على الصوم والصلاة والتعبد لله خالق السماوات والارض. وكانت في صلاتها تهتم لعذابات البشرية وانينها وتطلب الخلاص للانسانية جمعاء ناكرة ذاتها لاجل القريب, ومفرّغة نفسها من كل محبة للارضيات لذلك فقد ملأ الله ذاتها بالنعمة ( الممتلئة نعمة. لوقا 28:1), واختار تواضعها (لانه نظر الى تواضع امته. لوقا 48:1) واستجاب لصلاتها فأرسل مخلصا للعالم ( تحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع لانه هو يخلص شعبه من خطاياهم. متى 21:1). وهكذا انتخب مريم العذراء حتى يكون لها دور مهم في هذا المخطط واليها اوكلت مهمة ولادة وتنشأة وتهيئة يسوع المسيح ابن الله ومرافقته على طريق الجلجلة وحتى موته ودفنه وهناك على الصليب توّج دور مريم العذراء في هذا المخطط عندما اوكل يسوع الى امه ان تكون اما لجميع المؤمنين به ( هوذا ابنك. يوحنا 26:19) وهكذا بدأت المهمة الجديدة والازلية لمريم العذراء, وهي ان تتحمل مسؤولية عناية كل اولاد الله والمؤمنين بابنه يسوع المسيح المائت والقائم والصاعد الى السماوات.وخلال الفترة التي سبقت وتلت حلول الروح القدس مارست العذراء مريم دورها كأم لجميع التلاميذ وكل الذين رافقوهم بيد انها استمرت في صلاتها وتعبدها لله حتى يومها الاخير على الارض.
ان العذراء مريم لم تكتف بعد حلول الروح القدس ان تظل اما لمخلص البشرية الصاعد الى السماء بل انها عاشت حياتها مع التلاميذ تتقاسم معهم هموم ومعاناة نشر كلمة الله وحمل بشارة الانجيل الى اقاصي الارض, فاصبحت والحال هذه اما لبطرس و توما ويعقوب و يوحنا وأدي وبقية التلاميذ, وقد ارتبطت بالتلاميذ ارتباطا روحيا قويا حتى انها في يوم انتقالها لم تنسيها فرحة الانتقال الى السماوات ورؤية الله الاب والابن والروح القدس,ان تطلب لقاء ابناءها التلاميذ وكما ينقل لنا طقسنا الكلداني فان الرب المخلص يسوع المسيح ابنها قد هيأ ان يجتمع عندها قبل انتقالها بطرس من رومية وتوما من الهند وادي من الرها ويوحنا من افسس مع من كان عندها من التلاميذ ليتباركوا منها ويحملوا نعشها ويزيحون جسدها المقدس.
ان هذه العذراء القديسة ابنه الله الاب وام الله الابن وعروس الله الروح القدس لايمكن الا ان تدخل الى السماوات والى العرش الالهي في زياح مهيب من قبل الملائكة والجنود السماويين الذين طالما انتظروا واشتاقوا لكمال هذه الام الحبيبة, التي بها انفتحت ابواب السماء مرة اخرى للانسانية وداست باقدامها رأس الافعى واصبحت ملجأ للتائبين وعونا للمؤمنين. وهكذا حمل الملائكة جسد العذراء الممجد وسط ابواق الكاروبيم والسرافيم الى العلى حتى يبقى كل من يطلبها ان ينظر اليها ويشعر بوجودها بالروح والجسد وبالمقابل تشعر هي بالامنا ليست الروحية فحسب بل الجسدية وتشاركنا تحمل العذابات والاسقام وقسوة الحياة لانها امنا.
لقد استخلص الايمان الكاثوليكي عقيدة انتقال العذراء الى السماء بالنفس والجسد من التقليد الرسولي المستند على خبرة اباء الكنيسة الاوائل التي تمثل احدى الدعامات القوية التي تحمل الايمان الكاثوليكي المقد س وهو ما كان قد شدد عليه المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1965 - 1962). ويحصر علماء الكنيسة حدث الانتقال ما بين ثلاث الى خمسة عشر سنة بعد صعود ربنا يسوع المسيح الى السماء اما المكان فهو اورشليم او افسس مع تفضيل اورشليم ويذكر انه خلال مجمع خلقيدونية ( 451), اعلن اسقف اورشليم لامبراطور الدولة الرومانية
( الذي اهتم كثيرا لاكتشاف جسد ام الله), ان الام العزاء ماتت بحضور كافة التلاميذ وان قبرها حينما فتح ( بطلب من القديس توما الرسول) قد وجد فارغا عندها ادرك التلاميذ ان جسدها قد اخذ الى السماء, وهكذا اصبح الايمان بانتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء عقيدة ايمانية اساسية في الشرق والغرب على حد سواء.
ان المحاورة التي وردت بين الملاك جبرائيل والعذراء مريم في زمن البشارة تشير بوضوح الى الدور الذي سوف تضطلع به هذه الأم في تحقيق المخطط الالهي, فكما جاء في وثيقة (Lumen Geritium) الفصل الثامن من اعمال المجمع الفاتيكاني الثاني بان ( اباء الكنيسة الاوائل امنوا ان الله لم يستخدم مريم العزاء بطريقة سلبية او جامدة passive وانما اتاح لها حرية المشاركة والتعاون في خلاص البشرية من خلال ايمانها وطاعتها) وكما اشار العديد من الاباء الاوائل للكنيسة ان مريم العذراء بطاعتها قد اعادت الاتحاد بين الله والانسان ذلك الذي كانت حواء قد فصلته بعدم طاعتها.
ان دور العذراء في خلاص النفوس ليس مستقلا بحد ذاته بل انه نابع من العناية الالهية ومن استحقاقات المسيح ووساطته بين الانسان والله ومن مسؤولية الروح القدس لذلك فان دور العذراء كام لا يتعارض مع دور المسيح كوسيط بين الله والبشر وانما يعطيه بعدا بشريا يمتد عبر التاريخ ليصل الى قلوب جميع المؤمنين, وهكذا تتحقق نبوءة العذراء مريم في صلاتها التي قدمتها لله عندما تقول " فيها منذ الان يعطينا الطوبى جميع الاجيال" ( لوقا 1 : 47)
ونحن ابناء هذا الجيل نرفع اصواتنا ونمد ايادينا بالتضرع الى والدة الله المنتقلة الى السماء لكيما في عليائها تطلب من العناية الالهية ان تسبغ مراحمها على العالم اجمع لكيما يحل السلام والوئام في كل الاوطان ولاسيما في عراقنا الحبيب وشرقنا الاوسط لكيما تحل رحمة الرب ونعمته في قلوب الجميع حتى يعيش الفقراء والمساكين في امن وطمأنينة ومودة ومحبة.
ونطلب من العذراء ان تشفي جميع مرضانا وتعطي الصبر لكل من هم في شدة وضيق والم لكيما في خضم الامنا نكتشف محبة الله لنا وأهتمام العذراء امنا بنا, ونقول لها على الدوام?
أميـــن
يا عذراء منتقلة الى السماء
صلي لأجلنا
يا شفا ء المرضى
صلي لأجلنا
يا ملجأ الخطأة
صلي لأجلنا
يا ام الاحزان
صلي لأجلنا
يا ملكة السلام
صلي لأجلنا
يا نجمة الصبح
صلي لأجلنا