PDA

View Full Version : الإلتزام افضل من الإلزام



بنت المسيح
05-30-2024, 10:08 AM
http://loveyou-jesus.com/up/uploads/fa11baa834.gif



بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
يعيش مستريحاً ومطمئناً. من يتعامل مع إنسان ملتزم.
فالإنسان الملتزم يلتزم بكل كلمة يقولها. ولكل وعد يعد به..
ويلتزم بكل اتفاق يبرمه مع آخرين. وبكل نظام يخضع له. وبكل عهد بينه وبين الله. وكل وصية من وصاياه.. إنه يلتزم بمباديء معينة. وبقيم وأخلاقيات. وقواعد روحية يتبعها.
إن قال كلمة. يكون لها احترامها عند الناس ووزنها. بل تكون أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثّق. بل حتي إن لم يقل كلمة. وإنما هزّ رأسه بعلامة الموافقة. يدرك الحاضرون تماماً أنه سوف يلتزم بهذه الموافقة. بدون إمضاء ودون شهود.
إنه الالتزام بالكلمة والوعد...
* * *
كذلك فهو يفي بكل نذوره التي نذرها. لأنها اتفاقات مع الله
نقول هذا. لأنه كثيراً ما يقع شخص في ضيقة أو إشكال. فيرفع قلبه إلي الله تبارك اسمه. وينذر نذوراً: إن نجيتني من هذه الضيقة. وحللت لي هذا الإشكال. سأفعل وأفعل... ولكنه بعد ذلك. إما أن ينسي هذا النذر. أو يماطل في الوفاء به. أو يحاول تغييره إلي شيء آخر.. أو أنه يقول مع الشاعر:
كم وعدتُ الله وعداً حانثاً :. ليتني من خوف ضعفي لم أعدْ
أما الإنسان الملتزم. فإنه يلتزم بكل نذوره ووعوده
* * *
الملتزم أيضاً يلتزم بتعهد الوظيفة وشرف المهنة
إن ضابط الحربية. وضابط الشرطة في حفل التخرج يتلو مع زملائه قَسَماً وتعهداً. يلتزم به في حياته العسكرية. وكذلك كل سفير جديد. وكل وزير جديد قبل استلام عمله يتلو أيضاً تعهداً وقسماً. وكل صاحب مهنة. عليه التزام من جهة شرف المهنة عليه الالتزام به. منه ما يسمي سرّ المهنة. كالمحامي والمحاسب في الحفاظ علي أسرار موكله.. والطبيب كذلك.
إنه الالتزام بشرف المهنة. والالتزام بالأمانة فيها
* * *
هناك أيضاً الالتزام بحفظ النظام العام
لعل منه الالتزام بقواعد المرور. فإننا نري أن كثيراً من الحوادث يكون سببها عدم الالتزام بالسرعة المقررة. أو في اتجاه المرور.
وفي النظام العام الالتزام بها تفرضه المطارات من تفتيش الحقائب والأشخاص. وما تفرضه الضرائب والجمارك من التزامات. وعدم التحايل للتخلص من استحقاقات الدولة مالياً بأنواع من الحيل. كثيراً ما يتحايل بها الأشخاص للتهرب من التزاماتهم.
* * *
ليتنا نضيف أيضاً إلي التزاماتنا. الاهتمام بالبيئة والنظافة
فجمال البيئة. والحفاظ علي نظافة شوارعنا. هو جزء هام من التزامنا. والإنسان الملتزم لا يلقي ورقة في الطريق. ولا يلقي عقب سيجارة حيثما اتفق له. فتزدحم كثير من الطرقات بأعقاب السجائر. بل في بعض الأحياء الشعبية يلقون بأكوام من القمامة في شوارعها وتتجمع حولها الحشرات. غير مبالين ولا ملتزمين بنظافة الطرقات ولا بمنظرها. ولا بقواعد الصحة فيها..!
ومن عدم الالتزام أيضاً. عدم الاهتمام بنظافة نهر النيل وبعض الترع. سواء بما تلقيه فيه بعض المصانع من بقاياها. أو استخدام بعض الأفراد له بطريقة سيئة..!
* * *
الالتزام يشمل أيضاً الالتزام براحة الآخرين وبصحتهم
فالتدخين في الأماكن المغلقة كالحجرات أو وسائل المواصلات. فيه عدم التزام بصحة الآخرين. إذ يلزمهم باستنشاق ما ينفثه من دخان. فيستنشقونه علي الرغم منهم..! ولذلك فإن كثيراً من شركات الطيران منعت التدخين في طائراتها. التزاماً بالحفاظ علي صحة الركاب. سواء كانت رحلات داخل البلاد أو عابرة للمحيطات.
كذلك في الالتزام براحة الناس وصحتهم. كثير من البلاد الغربية قسمت أحياء مدنها إلي مناطق Zones بحيث لا يمكن التصريح بمصانع في أماكن السكني. إنما للمصانع أحياء أخري طبقاً لنظام ال Zoning وذلك لإراحة الناس من ضوضاء المصانع ودخانها.
نرجو مراعاة مثل هذا في مناطق كحلوان بما فيها من مصانع ومحاجر تهدد الكثير من السكان بأمراض الصدر.
* * *
من المسائل الهامة في موضوع الالتزام: الالتزام بالمواعيد
ويشمل هذا الأمر: الالتزام بموعد بدء اللقاء أو الاجتماع. والالتزام بمدته ونهايته.. والإنسان الملتزم يمكنك أن تضبط ساعتك علي مجيئه. بينما غير الملتزم كثيراً ما يتأخر عن موعده. ثم يقدم أعذاراً كثيرة لسبب تأخره.
إنسان آخر يأتي لزيارة. ولا يلتزم بموعد تنتهي زيارته فيه. ويطول الوقت. وهو لا يبالي بمواعيد مضيفه! جاء أشخاص من هذا النوع لزيارة مكرم عبيد. وطالت جلستهم. فقال لهم "أهلاً بكم وسهلاً. تأتون أهلاً. ولا تخرجون سهلاً!".
* * *
وفي عدم الالتزام بالمواعيد. يوجد نوعان آخران:
منهما الالتزام بموعد الكلمات في الاجتماعات. وفي التليفونات
فربما في اجتماع عام. يكون مقرراً لكل متكلم عشر دقائق مثلاً:
فيقف أحدهم ولا يلتزم بالزمن المحدد له. ويطيل الكلام حتي يزيد علي نصف الساعة! غير مبالي بالوقت اللازم لمن سوف يتكلم بعده. ولا بالموعد المقرر لنهاية ذلك الاجتماع..! مما يحدث ارتباكاً في الكلمات التالية. والمتكلمين. وفي قدرة الحاضرين علي الاستماع.
مثال ذلك أيضا من يطلب شخصاً في التليفون. دون أن يلتزم بفترة معينة للحديث. ويظل يتكلم غير واضع في ذهنه وقت الذي يتحدث إليه. وهل هو متفرغ له أم غير متفرغ.
* * *
الالتزام يشمل كذلك بعض العلاقات والواجبات الاجتماعية
مادمنا نعيش في مجتمع. فنحن ملتزمون بواجبات نحو الآخرين. لا نستطيع أن نقصر فيها. وإلا فإننا بذلك نسيء إلي مشاعر الناس.
نحن ملتزمون بتعزية الآخرين في حالات الوفاة. وبتهنئتهم في حالات الفرح والنجاح والترقية. كذلك ملتزمون بزيارة المرضي والاطمئنان علي صحتهم. وبمواساة كل من هو في كارثة.
إن قصرنا في هذا الالتزام. تسوء علاقتنا بغيرنا. ونكون موضعاً للومهم. واتهامنا بعدم المحبة. وعدم القيام