هي مخطوطات غنوسية ترجع للفترة ما بين القرنين الثاني و الثالث الميلادي و كان قد اكتشفها بالصدفة في شهر ديسمبر عام 1945 ميلادية فلاح يدعى محمد على السمان من احدي القري بشرق النيل بالقرب من مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا فى صعيد مصر اثناء بحثه عن السباخ لزراعاته بالقرب من جبل الطارف ( وهو جبل ممتد على بعد عشرة كيلو مترات شمال شرقى نجع حمادى و يقع فيه دير الانبا بلامون بالقصر و الصياد ) حيث عثر على اناء فخارى باحدى الكهوف وعندما كسر الاناء وجد لفافات من البردى هي هذه المخطوطات الغنوسية وهي تتألف من حوالي 45 عنواناً مختلفاً و ترجم بعضا منها و نُشِر بالإنجليزية عام 1977 م .
والملاحظ في هذه المخطوطات انه يوجد تمايز قوي بين الإناجيل وهذه الأعمال من جهة الأفكار ومن جهة التعبيرات وتاريخها يتراوح بين القرنين الثاني و الثالث الميلادي ، ومعظمها بعد بضعة أجيال من ترسّخ الإيمان المسيحي ، وهذا أمر يجب تذكّرُه بينما نحن نقيّم ماذا تحتوي هذه المخطوطات ماذا تعلِّم وأيَّ نوعٍ من البدع تعتنق
و الغنوسيين هم مجموعة من المخالفين كانت تعتنق افكار غريبة تتعارض مع ما آمنت به الكنيسة الأولى ويؤمنون بأن الإنسان يمكنه أن ينال الخلاص عن طريق الغنوس أو المعرفة ( و المعرفة " gnosis" حسب الفكر الغنوسي تعني احتلال العقل والمعرفة البشرية محل الإيمان و الأسرار الكنسية ) .
و لقد وقفت الكنيسة الأولى ضد هذه التعاليم وردت عليها كما هو ملاحظ في كتابات العديد من آباء الكنيسة مثل إيرينايوس (130 _ 200) وهيبوليتوس ( 170 _ 236 ) ترتليان (160 _ بعد 220م ), ويذكر أبيفانيوس (310_403) في أحد كتبه "ممارسة الغنوسية" معطياً لنا اسم هذا التعليم.
و هؤلاء الآباء كانوا ناقدين جداً للغنوسية و بينوا أن تعاليمها مخالفة لتعاليم ووعظ الرسل وحددوا لنا التعليم السليم من جهة الخلاص بالأيمان و الأسرار الكنسية وحددوا بدقة دور المعرفة كعطية علوية تعلن ما هو خفي، غايتها الخلاص، تربط مقتنيها بالله كطريق حياة روحي، مركزها السيد المسيح .
و ياتي الاهتمام بمخطوطات نجع حمادي الغنوسية من بعض المهتمين بتاريخ البدع القديمة حيث انها قدمت للعالم الغنوسية من مصادرها الرئيسية لأول مرة، بعد أن كنا نتعرف عليها خلال كتابات الآباء المقاومين لها، ونسمع عن أسماء كتبها دون وجود نصوصها كاملة.
و هذا الاكتشاف عرّفنا الفارق الشاسع بين عالم الغنوسية و أناجيل العهد الجديد (كما في متى ومرقس ولوقا ويوحنا ) وهكذا لا يمكن أن تضاهي هذه المخطوطات أناجيل العهد الجديد من جهة الايمان السليم و من جهة الأفكار و من ناحية القدم و من ناحية شهود العيان .