الى المنتهى
من بستان الرهبان







قال القديس سمعان العمودى :

" كما ان الإنسان إذا مشى كثيراً نحو المدينة ونقص سيره ميلاً واحداً ، فقد أضاع كل تعبه ولم يدخلها ،،،،

كذلك الراهب إذا لم يجاهد إلى النفس الأخير لا يدرك مدينة الأطهار ...



وكما ان الإنسان إذا عدم آلة واحدة لا يقدر ان يكمل الصناعة اللازمة لها تلك الالة ، هكذا الراهب إذا عدم وصية واحدة ، لا يقدر ان يكمل سيرته ،

فليس يكفيه ان يمنع جسده من الزنى فقط / بل ان يضبط فكره ونظرع وشهورة لسانه من الكذب والنميمة والشتم والمداينة والمزاح والمماحكة ، وبالاجمال من كل كلام بطال ، كما ينبغى له أيضا ان يعلم اعضاءه الخضوع لارادة الله ، وليست اعضاء جسده فقط ، بل وأعضاء انسانه الجوانى كذلك .."


وجماعة من الإخوة اتو إلى أنبا ايلاريون وقالوا له :

" ما علامة فضل الراهب ..
فقال لهم : " كثرة الحب والاتضاع يزنيان الراهب ويشرفانه فى الدنيا وفى الاخرة ، فيجب ان تكون له هذه الخصال وهى : ان يكون عاقلاً ، عالماً ، محتملاً ، صبوراً ، طاهراً ، عفيفاً ، سمعياً ، جواداً ، متريثاً ، رحيماً ، وقوراً ، كتوما ، شكوراً ، مطيعاً ، مداوماً الصمت ، متوفراً على الصلاة ".

+ قالوا : " إذا اجتمعت هذه الخصال فى إنسان ، فهل يسمى راهباً
" قال: " نعم ، انه راهب إذا تعب كذلك وشقى بمقدار ما تصل إليه قوته ".




ومش شرط ابدا يا اخوتى ان تكون كل هذه الفضائل فى الراهب فقط لا ابدا ممكن انسان علمانى بجهاده وحبه لربنا وصلاته يستطيع ان يقتنى تلك الفضائل التى تزينه فى عين الرب الهنا وفتره حياتنا على الارض قصيره جدا وهى فترة جهاد وربنا لا يطلب منا ان نجاهد مثل الرهبان لا ولكن يطلب ان نجاهد على قدر استطاعتنا وهذا يعنى ان الجهاد الروحى لا يقتصر على الرهبان والراهبات فقط وانما على جميع البشر لكى نصل الى اورشليم السمائيه ونرى ما لم تراه عين ومالم تسمع به اذن وما لم يخطر على قلب بشر ..


† اذكرونى فى صلواتكم †