ماتطفيش النور

ماتطفيش النور علي اثرالضوضاء الموجودة ..أسرع أبونا يوأنس الي المزار .. فهو مكلف من قبل الأب الربيطة بالعناية بالمزار .. مزار الشهيد مارمينا العجايبي و الاهتمام بكل مافيه من تنظيم الزيارة و نظافة المكان ....الخ فأسرع يطلب من الناس الهدوء و ينظم الزوار لأخذ البركة وبينما يفعل هذا لمح بعينيه أحد السيدات منهمكة جدا في كتابة ورقة صغيرة تطرح فيها كل همومها أمام الرب بصلوات شفيع المكان فشعر بضيق من هذه الأفعال فهي تنشر البهرجة في المكان و يضطر لتنظيفه فما كان منه الا أنه قال " رجاء محبة يا جماعة اللي يحب يقول طلبة يقولها من قلبه لمارمينا علي طول وبلاش ضعف ايمان وكتابة ورق من فضلكم " كان في داخله يشعر ان هذا راجع لضعف الايمان بالقديسين و المفروض نطلب من القديسين علي طول فقال في نفسه " يعني هو مارمينا بيقرأ الورق " عند هذه النقطة ضحك الراهب ضحكة خفيفة ثم عاد مسرعا لقلايته و استمر الراهب يكرر هذا الكلام لزواره مراراً حتي أتي ذلك اليوم .. أنهي الراهب خدمته في المزار ثم اتجه بخشوع لمقصورة مارمينا كعادته و قام بضرب مطانية و اخذ بركة الجسد وتأكد أن لا يوجد أحد بالمزار ثم أغلق النور و أغلق باب المزار و مضي في طريقه وسار في طريقه سريعا عائدا لقلايته و بينما يخرج من الكنيسة ..نظر خلفه فوجد النور مضاء في المزار !!! تعجب الراهب جدا ..و قال " ربما تركت أحدهم في المزار " فأسرع وفتح المزار و لدهشته ..وجد المزار خالي تماما فتعجب أيما عجب فعاد و أغلق النور و الباب ...وما أن سار قليلا حتي التفت خلفه و يا للعجب .. لقد وجد النور مضاء !!! عاد الراهب فكررمافعل وفي كل مرة كان يجد النور مضاء و لا أحد في المزار ... فظل الراهب يفكر" ياتري ما هذا " ظل يفكر و يفكر ثم اذ لم يصل لشئ مد يده ليغلق النور و ينصرف وهنا سمع " لا تطفئ النور " صدرت هذه الكلمة من أخر مكان يتوقعه الراهب من ناحية جسد مارمينا فالتفت تجاه الجسد وياله من منظر لن ينساه الراهب طوال حياته اذ رأي مارمينا بثياب الجندية جالس أسفل أنبوبة جسده وقد جمع كل الأوراق الموجودة علي الجسد ويفتحها واحدة واحدة و يقرأ مافيها ثم يغلقها عندئذ التفت مارمينا الي الراهب و بابتسامة قال له " لا تطفئ علي ّ النور فلم أكمل قراءة كل الأوراق بعد "!! في صباح اليوم التالي كان أبونا يوأنس واقفا بباب المزار يحث الداخلين علي التشفع بمارمينا و كتابة الأوراق بطلباتهم ... فاذ سأله أحد لماذا يا أبونا .. كان يبتسم ابتسامة عريضة قول أباء : ربي يسوع ...هل حقا أنا أعرفك أم أعرف فقط ما قرأته عنك و ما سمعته عنك الأب أنتوني كونياريس