مقال للبابا شنوده الثالث
يؤمن قداسة البابا شنودة الثالث بمبدأ نادي به وهو أسقف,ونفذه وهو بطريرك.هذا المبدأ هو:
من حق الشعب أن يختار راعيه.
ولعلنا نسأل هنا:ما مدلول كلمة الشعب
وللإجابة علي هذا السؤال,كانت أول رسالة رعوية كتبها البابا,موضوعهاالعضوية الكنسية...
وقد شرح في رسالته أربعة أنواع للعضوية الكنسية.
1 العضوية العامة:وهي لكل إنسان معمد,حتي الأطفال.
2 العضوية الروحية:وتشمل أعضاء الكنيسة,الذين يدخلون في شركتها الروحية,ويحضرون اجتماعاتها,ويمارسون الأسرار الكنسية,ويحيون حياة فاضلة.
3 العضوية العاملة:وتشمل كل من له خدمة في الكنيسة بما في ذلك الخدمة الروحية,والتعليمية,والطقسية,والاجتماعي ة,و كافة أنشطة الكنيسة..
4 العضوية القيادية:وتشمل قيادات الخدمة العاملة.
وبالنسبة إلي اختيار الكاهن,يحسن جدا أن يكون من أشخاص لهم دراية ومعرفة ولهم الرأي الناضج,الذي لايدفعه التأثر السريع أو الانقياد...
وبالخبرة رفض البابا اختيار كاهن عن طريق التزكيات.
هذه التزكيات التي تشمل توقيعات لأناس كثيرين طلب سيامة شخص معين.ذلك لأن كثيرين يوقعون علي هذه التزكيات خجلا,أو خوفا,أوانقيادا وراء الغير,أو مجاملة,أو لامبالاة..أي أنهم مستعدون أن يوقعوا علي أية تزكية,دون تقدير للمسئولية.والبعض يوقعون علي التزكية جهلا بالشخص الذي يزكونه,وجهلا بالدوافع إلي تزكية هذا الشخص,أو لمجرد الثقة بمن يدعو للتزكية,أو احتراما له.
ومن هنا كانت كثير من التزكيات غير معبرة عن صلاحية الشخص المزكي,وغير معبرة عن معرفة وعن إرادة من يزكيه!!
كما أن التزكيات تقدم فقط جانب المؤيدين,وتغفل جانب المعارضين في السيامة والأسباب التي تدعوهم إلي هذه المعارضة.ويحسن جدا معرفة رأيهم,وربما يكون من الضرر تجاهل هذا الرأي,إن كان مبنيا علي حقائق ثابتة..
لهذا كان قداسة البابا يفضل الالتقاء ب مع الشعب أو مع ممثليه.
ويوزع عليهم أوراقا..كل واحد منهم يكتب فيها مايريد,ويرشح من يريد,ويقدم ما يعتقده في ذلك من أسباب..بضمير صالح أمام الله,بغير تأثير خارجي أو ضغوط..إن كان المرشحون كثيرين يؤخذ الرأي برأي الغالبية.وكذلك إن كان المرشح واحدا,ووافقت الغالبية عليه.
ولا ننكر أنه قد يحدث بعضاللوبيقبل هذا اللقاء.ونحن لانستطيع أن نمنع هذا,فمن حق الناس أن يتناقشوا كما يشاءون.ويندر أن توجد جماعة,ليس فيها بعض يؤثر علي بعض.
ومع ذلك,قد لايؤخذ برأي الغالبية,إن كانت تجهل حقائق تمنع الرسامة...
وفي هذه الحالة يدبر الأمر بحكمة.وقد يؤجل البت في الموضوع لمزيد من الدراسة دون إبداء أسباب تسيء إلي سمعة أحد..
وهنا نورد القاعدة الكنسية المعروفة التي تقول:
إن رئيس الكهنة من حقه أن يرفض,وليس من حقه أن يفرض..
ليس من حقه أن يفرض,لأن من حق الشعب أن يختار راعيه.ولأن الكاهن الذي يتولي رعاية شعب لايريده,لايمكنه أن يقوم بمسئوليته في هذا الجو الرافض له..
وكما لايفرض رئيس الكهنة مرشحا علي الشعب,لايفرضون هم أيضا عليه مرشحا يقوم برسامته,وضميره غير موافق.
فهو الذي يضع اليد..والكتاب يقوللا تضع يدك علي أحد بالعجلة,ولا تشترك في خطايا الآخرين1تي5:22.فإن كان يري في هذه السيامة ما لايريح ضميره,لا يستطيع أن يشترك مع الشعب في اختياره للكهنوت.
إذن الأمر يحتاج إلي اتفاق من الطرفين.
اتفاق بين الشعب ورئيس الكهنة علي من يصلح للسيامة كاهنا..
أحيانا كان البابا يدعو الشعب كله للاختيار,أو كل من يريد الحضور..وأحيانا كان هذا الحضور الجماعي لايؤدي الغرض المطلوب,إذ أنه كان يحدث أن كثيرين ليس لهم رأي ولا معرفة,وإنما يرددون ما يقال لهم قبل الاجتماع من بعض القيادات..
والمعروف أن الآراء ينبغي أن لاتعد,وإنما توزن.
ومن هنا كان يبدو أن الاعتماد علي العضوية القيادية,مع ضم ما يمكن من العضوية العاملة والعضوية الروحية,هو الوضع الأفضل والأسلم.
ومن هنا كان البابا يشترط علي الأقل حضور:
1الآباء الكهنة
2أعضاء مجلس الكنيسة
3 الخدام والخادمات
4 شمامسة الكنيسة.
5 العاملين في كل أنشطة الكنيسة مثل:الخدمة الاجتماعية-لجنة السيدات-المكتبة-النادي-باقي لجان الكنيسة.
6 الأراخنة المعروفين,وكل من له تعب في الكنيسة وغيرة عليها,ممن لهم العضوية الروحية.
علي أن تقدم كشوف بأسماء كل هؤلاء ووظائفهم وخدمتهم,قبل الدعوة إلي الاجتماع,وإرسال الدعوة للكل,والتأكد من أن أحدا لم يمنع من الحضور...
هل يرجع إلي شعبه أم يرجع إلي زوجته!
انتشرت في بعض الكنائس عادة طقسية غير لائقة,وغير روحية,وغير رعوية.وهي أن الكاهن الجديد-بعد أن يقضي الأربعين يوما في خلوة في أحد الأديرة-ويعود إلي كنيسته,يزفونه في الكنيسة إلي زوجته التي ابتعد عنها طوال هذه المدة!!
والوضع الروحي أن الكاهن الجديد قد عاد إلي شعبه وإلي كنيسته,إلي أبنائه الروحيين,فيفرح الكل به,ولايقتصر الأمر علي زوجته..
ليست زوجته فقط هي التي كانت تنتظر عودته,بل الشعب كله.كذلك فإن أسرته أصبحت هي كل الشعب,وليست الأسرة بالنسبة إليه تدخل في النطاق الضيق,الذي هو الزوجة والأولاد!!
|