الأعجوبة الثانية
أرسطرخوس الوثني

كان انسان وثني أسمه ارسطرخوس كثير المال وله زوجة حسنة أسمها أوكانيا لما ترزق ولداً وكانت رحومة علي المساكين والمحتاجين وكانت تشتهي ان تصير نصرانية ولم تقدر من خوف بعلها.وكانت تسأل الله ليلا ونهارا أن يتم لها أرادتها الصالحة ويرزقها ولداً.
كان ساكناً بجواهم قسيس كامل ناسخ للكتب وفي يوم من الايام سافر زوجها فقامت ودخلت منزل القسيس وكان يكتب سفر المزامير المقدسة فقالت له ياأبي القديس أسألك أن تعرفني معني الكلام الذي تكتبه فقرأ لها ما كان يكتبه.
الهة الامم ذهب وفضة عمل أيدي الناس لها افواه ولا تنطق ولها اذان لا تسمع ولها انوف ولا تشتم وأعين لا تبصر ولها ارجل ولا تمشي ولها اجساد وليس فيها حركة فليكن صانعوها مثلها وكل من يتوكل عليها ويعبدها.
فلما سمعت المراة العفيفة هذا الكلام سجدت عند قدميه قائلة :أطلب اليك ياابي القديس ان ترحمني انا المسكينة وتعينني وتخلصني فانه ليس لي احد اكشف له ما في خاطري الا أنت يارجل الله كنت اسمع منذ زمان طويل ان أله النصاري رحوم رؤوف متحنن لا يرد الراجعين إليه ويقبل توبة التائبين وها انا اطلب في كل وقت بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل ان اكون له عبدة فلما رأي القس المبارك عظيم إيمانها قال لها:
ياابنتي إن الله لا يرد التائبين بل يفرح برجوع خاطيء واحد إليه فان أردت ان تخلصي أعطيك هذا الانجيل المقدس ضعيه داخل مخدعك ليكون مخافة للأوثان التي تعبدونها انت وزوجك وأعطاها بشارة القديس يوحنا فأخذته بفرح وقبلته ووضعته في صندوق داخل قيطونها.
ولما كان المساء حضر زوجها من السفر وفي منتصف الليل صار قلق عظيم في بيت ذلك الوثني وإذا أصوات كثيرة تصرخ قائلة:
ما لنا ولك يايسوع أبن الله الحي اتيت لتهلكنا وتخرجنا من مسكننا هذا ولم يبقي في هذه المدينة غير هذا البيت وهذا الانسان معد له الجحيم معنا وكثيرين اخرين من ابائه .
فلما سمع ارسطرخوس وزوجته هذا الكلام خافا خوفا عظيما ثم كشف الله عن ناظريهما فرأيا الرب يسوع المخلص جالسا علي الصندوق ورئيس الملائكة ميخائيل واقف أمامه وبيده اليمني حربة نارية يطرد الشياطين بها من ذلك البيت ثم امسك بيد ارسطرخوس واقامه قائلا :

لا تخف هوذا المخلص سيدنا يسوع المسيح قد اوكلك بالخلاص من قبل زوجتك المباركة انا هو ميخائيل رئيس الملائكة فإذا قمت باكرا أمض الي رئيس الاساقفة البطريرك أنبا ثاؤدوسيوس وهو يعطيكما نعمة المعمودية المقدسة غفرانا لخطاياكم فقام وهو مرعوب وشم روائح بخور عطرة جدا ونظر الاوثان التي كان يعبدها مطروحة علي الارض مكسورة والصندوق حيث كان المخلص جالسا عليه يضيء مثل الشمس
فقال لزوجته ما الذي صنعته يااختي حتي ادركتك هذه النعمة العظيمةفأخبرته تلك المرأة المؤمنة بكل ما حدث لها فلما سمع ذلك فرح جدا ودعا القس المبارك الناسخ إلي بيته وسأل أن يمضي به إلي البطريرك فقاما وذهبا إلي البطريرك واخبروه بكل ما حدث لهما ففرح كثيرا ومجد الله وأعطاهما نعمة المعمودية المقدسة.
وكانا يصنعان صدقات كثيرة باسم الله ورئيس الملائكة ميخائيل وجعلا مكسنهما منزلا للغرباء إلي يوم وفاتهما مرضين الله سالكين في طرقه بلا عيب
هكذا يااحبائي فان الله لا يشاء موت الخاطيء بل يريد خلاص كل الخليقة ولا يقدر أحد أن يحصي رحمته وتحننه ولا يحد عمق رأفته.
++++++++++