معجزة للسيدة العذراء ..... طالب رهبنة

انسان بسيط يعيش فى احدى قرى الصعيد الجوانى . نشأ فى جو روحى وكانت النعمة
بادية عليه من صغره , تعلم فى كتاب الكنيسة وحفظ اجزاء من الاناجيل والمزامير مع
الالحان والتسبحة وصلوات السواعى.. يردد هده الصلوات بصفة مستمرة ويحس ان الرب
يملآ حياته ويشبع نفسه ولايحتاج سوى الالتصاق به .. احب الرب من كل القلب وكل الفكر وكل القدرة واشتاق ان يعيش للرب ومسيحه .. يسمع سير القدسين فتلتهب المشاعر حبا فى السيد المسيح .. لم ينشغل بأمور العالم او احلام المستقبل .....

يحيا فى العالم ولكن العالم لايحيا فيه. كل تطلعاته ان يأتى اليوم الدى ينحل فيه من الكل ويرتبط بالواحد .. يريد ان يترهب ولكن كيف ... متى
مع صاحب الدير :

كان دائم الصلاة يطلب من الرب ان يرشده الى الطريق فهو الطريق والحق والحياه
يردد مع صموئيل النبى مقولته المأثورة تكلم يارب فان عبدك سامع .. وادا كان يطلب
بقلب طاهر وشفتين نقيتين وفكر غير دنس استجاب له الله *طلبة البار تقتدر كثيرا فى
فعلها*

ظهر له احد اباء الرهبنة والدى يطلق اسمه على احد الاديرة العامرة بالرهبان وهو
يحمل نفس الملامح التى يتميز بها فى صورته الرهبانية المتداولة ممسكا بعكازه
الرهبانى ودار بينهما حوار : السلام للك ياابنى

السلام لك ياابى

انا عايزك تترهب فى ديرى

انت مين وديرك فين

انا الانبا صاحب الدير فى الجهة الفلانية

السلام للك ياابنا انا خدامك وتحت امرك

انت عارف سكة الدير

لاياابى .. انا على قدى ياابويا

انت ماسافرتش قبل كده

لا .. وعمرى ماركبت قطر او خرجت من النجع

طيب انا هعرفك السكة بس اسمع الكلام كويس

تحت امرك .. ياابويا

تولى الانبا ...... شرح كيفية الوصول الى الدير وشرح للرجل الطيب تفاصيل الطريق
والتعليمات الواجب اتباعها وتأكد من ان الرجل استوعب الكلام جيدا وفى طاعة كاملة
بع العالم وكل مافيه وخرج لينفد ماامره به صاحب الدير .

مع العدراء

انتهى به المطاف الى ارض خلاء ومنطقة غير عامرة لايوجد بها احد .. نظر يمينه ويساره
فلم يجد اثر للحياة .. السكون مطبق .. رفع عينه نحو السماء طالبا الارشاد الالهى وفى
التفاته منه وجد امراة مقبلة من بعيد كلما اقتربت منه شعر برهبة وسكينة .. هده
السيدة وقورة المظهر ترتدى ملابس محتشمة وتمشى بمفردها .. وضع فى نفسه ان يسألها ولكنه تردد وعندما اقتربت منه لم يجد بدا من ان يطرح سؤاله عليها :

- ماتعرفيش ياستى طريق دير الانبا .....

- اعرف ياابنى .. وانا رايحة هناك .. تعال معايا

سر جدا وشعر بارتياح وسار برفقة هده السيدة الوقورة وفة الطريق الى الدير تبادلت
معه الحديث كان صوتها هادئا جميلا وكلماتها حلوة كشهد العسل والحديث ينقل
السامع الى اعتاب السماء .. مر الوقت ولم يحس به قد يكون ساعات بينما فى تقديره
لايتجاوز الدقائق او الثوانى .. راقبته ليجد نفسه بالقرب من الدير حيث تراءت منارات
الكنيسة والاسوار من الخارج .. عند باب الدير التفتت اليه هده السيدة قائلة :
هدا هو دير الانبا ....

وهدا هو حبل الجرس..

شده لكى يفتحو الباب

ابدى شكرا جزيلا وامتنانا بالغا لهده السيدة الفاضلة وسألها ان تتفضل معه بزيارة
الدير الا انها ابدت اعتدارها ودعت له بالتوفيق وهى تكمل سيرها ...

شد الحبل وانتظر الرد واستدار لكى ينظر الطريق الدى سارت فيه هده السيدة العظيمة
التى استفاد منها الكثير حيث اوصلته الدير وهونت عليه الطريق ولكنه لم يجد لها اثرا..
لقد اختفت تماما وبسرعة عجيبة ..

الصورة تكتمل

فتح الاب الراهب المسئول عن الباب .. وقبل ان يتحدث الطارق .. سأله قائلا :

- انت الاخ اللى جاء من .... وعايز تترهبن

- ايوه

- ابونا الريس ينتظرك

توجه الاخ الغريب وراء الاب البواب الى قلاية ابونا الريس .. طرق الاب الراهب باب القلاية
مستأدن بقوله * اصنع محبة .. اخطأت ياابى *

سمح الاب الريس لهما بالدخول وبعد ان حيا الاب الراهب والزائر وادن الراهب البواب الانصراف وترك الزائر معه

سأل الاب الرئيس الزائر بقوله ايه حكايتك ياابنى

حكى الزائر كل ماجرى له بدءا بظهور الانبا صاحب الدير والرحلة الى الدير والسيدة
الوقورة التى اصطحبته الى ناحية الدير واوصلته الى الباب ..

سأل الاب الريس ماتعرفش الست دى مين ...

اجابه ببساطة .. لاياابى

علق الاب الريس بأندهاش : ازاى .. دى الست العدراء

سلام الرب اليها ... السلام للك ياعدراء

عندما سمع الاخ هده الكلمات اصابه الدهول ووقف مشدوها واخد يردد :

الست العدراء بحالها تتنازل وتتواضع وتتكلم معاى وتوصلنى انا الخاطىء لغاية الدير
ياعظيمة فى كل شىء ..عظيمة فى محبتك .. عظيمة فى اتضاعك .عظيمة فى
ارشادك .. ادكرينى ياستى امام منبر ابنك الوحيد الجنس ليصنع معى رحمة ....
ويغفر خطاياى ...

اكمل الاب الريس الحديث :

الست العدراء وصت عليك .. علشان كده احنا هنرهبنك على طول

صمت الاخ وفرت دمعه من عينيه وهو يشعر بأنه لايستحق كرم السيدة العدراء
واهتمامها واخد يردد : السلام لمريم الحمامة الحسنة التى ولدت لنا الله الكلمة
بالحقيقة..

وترهب اخونا الحبيب ومازال يحيا فى حماية السيدة العدراء وحضن صاحب الدير
يحيا حياة التسبيح فقد اصبح من طغمة الملائكة الارضيين او البشر السمائين ..

الرب يعينه ليكمل ايام غربته بسلام وليدكرنا فى صلاته .