كنيسة المعلقة وتاريخ مجيد



أولاً تعريف بسيط للكنيسة.

كنيسة المعلقة تعتبر من أقدم الكنائس التي المتبقية في مصر وهي كنيسة مستطيلة الشكل بنحو أربعة وعشرين متراً طولاً وعرض عشرين ونصف المتر ويبلغ ارتفاعها نحو ثلاثة عشر متراً تقع واجهة الكنيسة بالناحية الغربية ويتواجد بمواجهتها نافورة، وتتكون الكنيسة من طابقين وقد سميت بهذا الاسم لأنها شيدت فوق برجين من حصن بابليون الروماني الذي بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي.

الموقع الجغرافي للكنيسة:

تطل الكنيسة التي تقع واجهاتها في الناحية الغربية على شارع مار جرجس في منطقة من أهم أحياء مصر القديمة حيث تتميز تلك المنطقة بموقعها وأهميتها الأثرية ويقع بجوارها كنيسة مار مينا بجوار حصن بابليون، كما يجاورها كنيسة القديس مرقريوس أبو سيفين، ولأهمية تلك المنطقة الأثرية فهي لا تحوي الكنائس المسيحية فحسب بل يتواجد بها أيضاً أماكن إسلامية مثل جامع عمرو بن العاص، وأيضاً معابد يهودية مثل معبد بن عزرا اليهودي.

الأهمية المعمارية للكنيسة:

تشتهر كنيسة المعلقة بالطابع البازيليكي فهي تتكون صحن رئيسي وجناحين صغيرين يتواجد بينهما ثلاثة أعمدة على كل جانب.
بين الصحن والجناح الشمالي والصحن والجناح الجنوبي يوجد صفين يتكون كل صف منهما من ثلاثة أعمدة من الرخام فيما عدا واحد فقط من البازلت الأسود تلك الأعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب، كما أنها لها عدد من تيجان الأعمدة "كورنثية الطراز".

الجهة الشرقية من الكنيسة يوجد بها ثلاثة هياكل هي:

الهيكل الأيمن يحمل اسم القديس يوحنا المعمدان

الهيكل الأيسر يحمل اسم مار جرجس

الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم

يتواجد أمام هذه الهياكل أحجبة خشبية، وأهمها الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان جميلة، وتعلوه أيقونات تصور السيد المسيح على عرش، وعن يمينه مريم العذراء والملاك جبريل والتلميذ بطرس، وعلى يساره يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل وبولس الرسولي، وبأعلى المذبح بداخل هذا الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة، ومن خلفه منصة الكاهن في الجناح الأيمن من الكنيسة، تم تعليق أجزاء من صحف قومية مصرية، على أحد الحوائط، راصدة أحداث ومشاهد من التاريخ الحديث للكنيسة

أهمية كنيسة المعلقة روحياً:

كنيسة المعلقة لها أهمية خاصة بين الكنائس في القاهرة لأن:

1 - شهدت محاكمة الأساقفة أو القساوسة الذين اتهموا بالهرطقة والخروج عن التعاليم الكنسية.

2 – تقام بها أكبر احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية مثل تنصيب (البطاركة).

3 – تحوي مجموعة هائلة من الأواني والمباخر الفضية والذهبية، ومقتنيات أخرى كنسية لها قيمة هامة.

تاريخ كنيسة المعلقة:
يرجع تاريخ الكنيسة إلى أيام هروب العائلة المقدسة إلى مصر نجاة من بطش هيرودس الملك، ويذهب المؤرخون إلى أن العائلة المقدسة قد احتمت بذلك المكان عندما وصلوا إلى القاهرة ولذلك بنيت الكنيسة على تلك الأرض

كما تقول رواية أخرى أن مكانها كان قلاية يعيش بها أحد القديسين النساك الرهبان في أحد السراديب الصخرية المحفورة في المكان

اتخذت الكنيسة مقراً للعديد من الآباء البطاركة وأول بطريرك على كرسي مارمرقس اتخذ من تلك الكنيسة مقراً له كان هو البابا خريستودولوس.

كما اتخذت الكنيسة أيضاً كمزار لمدافن الآباء البطاركة الذين خدموا الكنيسة في القرنين الحادي عشر، والثاني عشر، وتوجد بالكنيسة صور وأيقونات لهم، وهي تعتبر مزاراً هاماً للأقباط نظراً لقدمها التاريخي والأثري، أيضاً يحج إليها العديد من القبط نظراً لارتباط المكان بتواجد العائلة المقدسة فيه أثناء وجودها بمصر.
تداعيات زمنية وقدم معماري:

ولأن الكنيسة قديمة جداً فقد تعرضت لعوامل الزمن من قدم وتهادم، وتم تجديدها عدة مرات.

المرة الأولى كانت خلال خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي السماح له بتجديد الكنيسة وقد تم تجديدها بالفعل.

المرة الثانية وكانت في عهد العزيز بالله الفاطمي حيث عاد البطريرك إفرام السرياني وجدد جميع كنائس مصر وأصلح كل ما تعرض لعوامل التعرية والهدم.

والمرة الثالثة كانت في عهد الظاهر لإعزاز دين الله.