هل كان موسى النبي قائدًا فقط، فلم يكن لديه جهدًا ولا وقتًا لكتابة هذه الأسفار




1 - موسى كان قائدًا ولم يكن كاتبًا:
ج: أ - كانت شخصية موسى متعددة الجوانب، فلا عجب أنه نراه قائدًا وراعيًا لشعبه، ومعلمًا وسط شعبه، وحاكما وقاضيًا، وكاتبًا، ولا يوجد أدنى تعارض بين عمل وآخر مادام هناك نوعًا من التنظيم. ألم يكن داود النبي قائدًا جبارًا في الحروب ومع ذلك فقد وضع لنا المزامير التي مازالت البشرية تتغنى بها للآن!



ب- قال الكتاب عن موسى "ولما كبر الولد جاءت به (أمه) إلى أبنه فرعون فصار لها ابنًا" (خر 2: 10) وبذلك تربى موسى في قصر فرعون كأحد الأمراء، فأي اهتمام ناله في التربية والتعليم! ولذلك قال عنه الكتاب "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرًا في الأقوال والأعمال" (أع 7: 22) وهذه الحكمة تشمل بلا شك الكتابة، فهو أقدر شخص على تسجيل كل الأحداث التي مرت به.



ج- تسلم موسى المعلومات الخاصة بالخليقة من التقليد الآبائي بإرشاد الروح القدس، فلم يكف آدم عن قص قصة الخليقة لأولاده وأحفاده، وتسلسل الآباء من آدم إلى موسى ليس بالعدد الكثير نظرًا لطول عمر الإنسان في بداية الخليقة.



د- تسلم موسى الوصايا العشر والشريعة من الله، وقاد شعبه لمدة أربعين سنة في رحلته من مصر إلى أرض الموعد، فهو أقدر من يصف هذه الرحلة.



ه- أطاع موسى حميه يثرون وسمع مشورته، فبعد أن كان موسى يستمع لقضايا الشعب من الصباح إلى المساء، قال له ثيرون "ليس جيدًا الأمر الذي أنت صانع... كن أنت للشعب أمام الله. وقدم أنت الدعاوى إلى الله... وأنت تنظر من جميع الشعب ذوى قدرة خائفين الله أمناء مبغضين الرشوة وتقيمهم عليهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خمسين ورؤساء عشرات. فيقضون للشعب كل حين... فسمع موسى لصوت حميه.." (خر 18: 17-26) وبلا شك أن هذا التنظيم منح موسى الوقت اللازم للكتابة.



و- فترة رعاية القلم الطويلة لا بُد أنها أكسبت موسى صفة التأمل في أعمال الله العظيمة وتدابيره الحسنة، ولذلك أستخدمه الله لكتابة التوراة لتكون بركة لكل الأجيال، ولا بُد أن الله منحه الحكمة التي يكتب بها، وروح الله هيمن عليه وعصمه من كل ذلل ومن كل شطط، وهذا ما نلاحظه في قصة الخليقة والطوفان، فبينما كانت هناك خرافات ومعتقدات خاطئة كثيرة فإن موسى لم يتأثر ولا بواحدة منها(1).