ما الفرق بين النقـد والإدانة
وإذا كنت بحكم وظيفتي ناقداً، هل أرتكب بذلك خطية
الفرق الأساسي بين النقـد والإدانة: هو أن النقـد يلتزم الموضوعية، أما الإدانة فتمس النواحي الشخصية. النقد السليم هو لون من التحليل، وعملية تقييم دقيقة تذكر المحاسن كما تذكر المساوئ. وتعطي الموضوع حقه تماما.وتعذره إن كان هناك مجال لعذر. أما النقد الذي لا يذكر سوى المساوئ، فهو لون من الهجوم ولا يكون صاحبه منصفاً. كذلـك هناك أنواع ودرجات من النقـد. منها النقـد الهادئ الرزين، ذو الأسلوب العاقل، ومنها النقد اللاذع، والنقـد الجارح. وكل ناقد يختلف في أسلوبه عن الآخر، ويختلف في اختيار الألفاظ التي يستخدمها. فانظر من أي نوع أنت. كن موضوعياً ومنصفاً، ولا تكن قاسيا في نقدك. وإن كانت وظيفتك الرسمية هي النقـد، فلا لوم عليك في ذلك. وربما كاتب ينقد كتاباً، فيكون كل نقده مديحاً في هذا الكتاب، إن كان يستحق ذلك. كذلـك النقـد يحتاج إلى دراسة ومعرفة، وله قواعد خاصة، وليس كل إنسان يرقي إلي مرتبة الناقد، أو يدعي لنفسه هذه الصفة. والناقد العالم المنصف، يستفيد من نقد القراء، وأيضاً الشخص الذي ينقده. ويكون للبنيان، مقدماً في نقده علماً وأدباً.
ماذا أفعل عندما يحاربني الشيطان بأفكار البر الذاتي
هناك وسيلتان أساسيتان لمحاربة أفكار البر الذاتي، وهما أن يتذكر الإنسان خطاياه، ويتذكر الدرجات العليا التي للقديسين… تذكره لخطاياه، يجعله يتضع وينسحق ويخجل، لأن خطية واحدة يمكن أن تهلك نفسه. كذلـك تذكر الدرجـات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تجعل الإنسان يتضاءل أمام نفسه إذا قارن ذاته بذلك المستوي. كذلك ينبغي أن نرجع إلي نعمة الله الفضل في كل ما نعمله من الخير، ونتذكر أن البر الذاتي، يجعل النعمة تتخلى عنا فنسقط.. لكيما نعرف ضعفنا ونعود إلى إتضاعنا. لهذا عليك أن نتذكر الخوف من السقوط، كلما خضعت لأفكار البر الذاتي، لأنه "قبل السقوط تشامخ الروح"..
أرجو أن تفسر لي قول الرسول "والذي يغفر له قليل، يحب قليلاً (لو 47.7)
هذه العبارة قالها السيد الرب في المقارنة بين سمعان الفريسي، والمرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. وأحبت كثيراً، لأنها شعرت أن الرب قد غفر لها الكثير. فأنت كلما تشعر أن ديونك للرب كثيرة، وقد تنازل كل عنها، حينئذ تحب كثيراً. وهذا يحتاج إلي دقة في محاسبة النفس، مع مقارنتها بدرجات الكمال التي يطالبها الرب بها.. وليس معني هذا، أن تخطئ كثيراً، فيغفر لك الرب الكثير، فتحب كثيراً.. فهناك أسباب عديدة جداً تدعوك إلي محبة الله.
تحب الرب من أجل أحساناته. من أجل أنه خلقك. ومن أجل أنه فداك.
تحبه لأنه يرعاك باستمرار.
تحبه من أجل وعوده الكثيرة، وبخاصة وعوده لك بالنعيم الأبدي.
تحبه، لأنه أبرع جمالاً من بنى البشر.
تحب الله من أجل قداسته غير المحدودة.
تحبه من أجل محبته غير المحدودة، وما يقدمه لك من قوة ومعونة.
وما أكثر الأسباب التي تدعوك إلى محبة الله. وليست المغفرة هي السبب الوحيد لمحبة الله، كما حدث للمرأة الخاطئة.
هل يتعارض العلم أحيانا مع الدينظ
العلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح. فإن تعارضنا، لابد أن يكون هناك خطأ في أحدهما، أو في فهم أحدهما. فالدين قد يتعارض مع العلم الزائف الذي ليس هو علماً بالحقيقة. أو قد يتعارض الدين مع مجرد نظريات أو افتراضات لم ترق إلي مستوي أن تكون علماً حقيقياً. كما قد يتعارض العلم مع المفهوم الخاطئ للدين، أو مع دين ليس من الله…