إن عاقتني ظروف عن ارتكاب خطية
فهل تحسب على الخطية مع أني لم أرتكبها
لعلك تظن أيها الأخ أن الخطية الوحيدة هي خطية العمل! كلا، فالعمل هو آخر مرحلة للخطية، إنما الخطية تبدأ أولاً في القلب بمحبة الشر واستجابة القلب له، ثم تدخل في دور التنفيذ، فإن نفذت تكون قد كملت. وإن لم تنفذ يدان الإنسان علي خطيته بالقلب و بالشهوة والنية وبالفكر. وماذا كانت خطية الشيطان سوي خطية قلب حيث يقول له الوحي الإلهي: "وأنت قلت في قلبك: اصعد إلي السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي (أش 14.13.14). مجرد أنه قال ذلك في قلبه، كان كافياً لسقوطه من علو مرتبته.
كيف يمكن للشاب أن يشغل وقت فراغه، وبخاصة في العطلة الصيفية
الجواب : مجرد وجود (وقت فراغ) هو مشكلة تحتاج إلي علاج.. لأن الذي يشعر بهذا الفراغ، هو الذي لا يعرف قيمة الوقت من جهة، ولا طريقة شغله للفائدة من جهة أخرى.. وشغل الفراغ يأتي بطريقتين: إما لفائدة صاحب الوقت نفسه، وإما في خدمة من يحيطون به ومنفعتهم.. فشغل الفراغ لفائدة الشخص تأتي عن طريق القراءة أو الدراسة، فيزداد بهذا معرفة أو ثقافة، ويوسع مداركه، علي شرط أن يتخير نوع القراءة لتكون نافعة. وقد ينتفع الشخص بممارسة بعض هواياته ومواهبه فيما يفيد، أو في أكتساب خبرات جديدة نافعة، بأن يتعلم شيئاً عملياً، سواء في البيت، أو في معهد، أو عن طريق بعض الأصدقاء أو المرشدين. ويمكن للشباب أن يشترك في أي نشاط رياضي، لتقوية جسده، بحيث لا يستغرق هذا كل وقته.. وما أحسن أن يشترك الإنسان في خدمة روحية، أو في خدمة اجتماعية، لمنفعة غيره. وفي نفس الوقت ينتفع هو أيضاً أثناء خدمته للآخرين… هناك أيضاً واجبات على الكنيسة لشغل أوقات الفراغ للشباب، بوضع برامج لفائدتهم وذلك بالاهتمام بالوسائل السمعية والبصرية، وإقامة الندوات والحفلات والمحاضرات، ووسائل الترفيه المتنوعة، التي تحمل في نفس الوقت نفعاً روحياً.. كذلك يجب الاهتمام بالنوادي، وبالمكتبات الدينية، وباستغلال طاقات الشباب ووقتهم بما يفيدهم، وينمى مواهبهم أيضاً في المشاركة في تنفيذ مشروعات الكنيسة والمساهمة في أنشطتها..
ما معنى الآية التي تقول
لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له، فالذي عنده يؤخذ منه (مت 29.25)
فما معني أنه ليس له، ويؤخذ منه
أي من له إيمان، وله حب للعمل الصالح، أو له عمل صالح أيضا، يعطيه الله نعمة ليزداد بها في الإيمان وفي الأعمال معاً.. أما الذي ليس له إيمان، فالأعمال التي يعملها بدون إيمان، فهذه تنـزع منه، وليست لها قيمة بدون إيمان… كذلك الذي ليست له أعمال صالحة، فالإيمان الذي عنده بدون أعمال، الذي قيل عنه "إيمان بدون أعمال ميت". هذا الإيمان الميت ينـزع منه.. إنه مجرد إيمان اسـمي أو عـقلي أو شـكلي.. هذا ينـزع منه..
أريد أن تكون لي شخصية قوية
فما هي عناصر قوة الشخصية، التي أصير بها قوياً
قال يوحنا الرسول "أكتب إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير"… إذن فالشخص القوي هو الذي يغلب الشر، لأن كلمة الله ثابتة فيه. لأنه قد يستطيع قائد كبير أن يغلب جيشاً ويفتح مدناً، ثم ينهزم من شهوته ولا يكون قوياً. ولهذا قال الحكيم إن الذي يقهر نفسه خير ممن يقهر مدينة.. هذه هي القوة الروحية التي بها يغلب الإنسان شهواته، وأيضاً من يستطيع أن يقود الآخرين روحياً. وهناك قوة أخرى في الشخصية، تنبع من كفاءات معينة في الشخص مثل الذكاء والحكمة وحسن التدبير، والقدرة على كسب الناس، وقوة الذاكرة والنشاط والحيوية.. إن القوة الحقيقية للإنسان تنبع من داخله: من انتصاره على نفسه، ومن تأثيره علي الآخرين، ومن علاقته القوية بالله، ومن مواهبه وحسن تصرفه. وقد تكون أيضاً من نجاحه، ومن قدرته علي العمل المنتج من ميادين متعددة. وليست القوة في مظهرية خارجية زائفة، ولا في سلطة تنبع من منصب، أو من مال..