فى ذكرى الكشح رساله إلى ابنتى ميسون

إبنتى الحبيبه ميسون
عشر سنوات مرت على رحيلك من وادى الهلاك
لتسكنى مع القديسين والشهداء فى فردوس النعيم
كم كنت جميله فى عمر الزهور تفرحين حين أعود من عملى تجرى نحوى قفزأ على ظهرى
ثم تسألينى هل إشتريت لك الوان الرسم
فأفتح جيبى فى محاوله لخداعك بأننى نسيت
فتضحكين فى براءة الأطفال وتضعى يدك فى جيبى الآخر فتخرجين ما وعدتك بشرائه
كنا بنلعب سوا فى المغربيه كنت باجرى لجل ماتلمسى إيدى قلبك وفستان عيدك معطرّ وريحة الطفوله والبراءه فايحه أكتر كنت بارفعك لحضنى وأطبطب عليكى وتنامى كان قلبك بيفرش لى الأمانى
وحشتينى يا ميسون يا بنتى
وحشتينى
وحشتينى
كنت بلسم جروحى
طهارة لروحى
نبع أستقى منه وأتعلم كيف أكون طفلا فى قلبى
ومرت السنون
أشتاق إليك يا إبنتى
تخالجنى الأفكار
تنهمر دموعى
تنساب فتسكب حرقتها بين ضلوعى
قتلوكى
ذبحوكى
ثم رموكى بين أغصان الأشجار
أى قلب هذا
أى عقل هذا
أية ميته يا إبنتى إإ
أتساءل
أبكى
أنتحب
ثم ماذا
ردى لى جوابا يا إبنتى بماذا شعرت حين غرزوا خناجرهم فى قلبك الطيب ووجهك الملائكى
أيا طفلة عمرى
لا
لا يابابا ما تبكيش أنا هنا عايشه ومابيهمنيش
حضن يسوع مدفينى وحنان العدرا مالينى
ومعايا ياما شهدا وقديسين
أبرار بفاديهم فرحانين
ماتبكيش على يابابا
أنا بس حابه أقوللك مستنياك
حاضر يا بنتى حاضر
هاجيللك بس صليلى وأنا مش ها أطول عليك كتير بس ربنا قلبه كبير مدينى فرصه أتوب
وأكيد أكيد يا بنتى أكيد
ربنا هايستجيب وفى وقت ما ياخد وديعته هتلاقينى جنبك
وأنا وإنتى جنب الحبيب
الأمضاء
كل أب قبطى حــر
بقلـم (هــانز ابراهيـم حنـا)