الذهب و اللبان و المرّ













" وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ

ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا : ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّا "









المعروف في قصة الميلاد أن المجوس قدّموا للسيد هدايا

ذهباً ولباناً و مرّاً

وكانت لهذه الهدايا رموز في قصة الميلاد الإلهى




كان الذهب : يرمز إلى السيــد المسيـــح كمـــلك ، لعظمَتـــه

وكان اللبان :يرمز إليه ككاهن (لإستخدام اللبان في البخور)

وكان المُرّ : يرمـــــــــز لالمــــــــــــه مـــــــن أجلنــــــــــــا







والاَن


نريد أن نعرف رموز هذه الأشياء في حياتنا

هل في حياتي الخاصة أقدّم للرب هدايا من هذا النوع

أُقدم نفسي للمسيح , وأقدم فيها ذهبا و لباناً و مرّاً

وإن كان الأمر كذلك

فإلى أي شيء يرمز كلا ً من

الذهب و اللبان و المُرّ

في حياتي الخاصة



الذهب



الذهب يرمز إلى الشيء الثمين ، ويرمز إلى النقاوة

فهل نفسي أيضاً غالية مثل الذهب

وهل هي في نقاوتها مثل الذهب النقي

أقدمها لله من ذهب نقي ، لا شوائب فيها

فإن كانت نفسي غالية

فيجب أن أحافظ عليها ولا أتسبب في هلاكها وضياعها

وإن كانت نقية

فيجب أن لا أسمح لها أن تفقد نقاوتها

لتكن باستمرار

ذهباً خالصاً نقياً

إن المجوس لما قدموا للرب ذهباً ، قدموا أثمن ما عندهم
فهل أنا أيضاً أقدم أثمن ما عندي للرب

أثمن ما عندي هو قلبي . فهل أقدمهللرب

وهل أقدم للرب أيضاً من حاجتي
كما قدمت الأرملة التي امتدح الرب
عطاءها

هل أبخل على الرب بشيء مهما كان ثميناً عندي

حتى ابني الوحيد هل أنا مستعداً لتقديمه

كما فعل أبونا ابراهيم عندما طلب منه الرب وحيده اسحق



اللبان



اللبان : يرمز إلى الكهنوت وإلى العبادة

يرمز إلى الكهنوت لانه هو حبات البخور التي توضع في المجمرة

وتقديم البخور هو من عمل الكهنة

وبخور اللبان يرمز إلى العبادة
كما نرتل " فلتستقم صلاتي كالبخور
قدّامك "

وقيل عن البخور في سفر الرؤيا إنه صلوات القديسين
(رؤ ٥:٨)

إذن

هل صلاتي تصعد كرائحة بخور أو لبان أمام الله

أأقدم رائحة زكية ، يتنسم منهاالله رائحة الرضا

(تك ٨:٢١ )

وهل صلواتي تصعد كرائحة البخور في عطرها وحرارتها

نفسي الثمينة يمثلها . . الذهب

وعبادتي النقية يمثلها . . اللبان . . المحترق كبخور

فماذا عن . . المرّ . . إذن




المُرّ



المرّ هو رمز للألم . وهو أيضاً عطر

هو عطر سائل

ولذلك قيل في سفر الأناشيد "معطرة بالمر واللبان"
(نش ٣:٦)

وفي سفر إستير قيل إن الملكات

"كانت تكمل أيام تعطرهن ستة أشهر بزيت المر"

(أش٢:١٢)

الكنيسة تصعد إلى الله معطرة . . بالمرّ واللبان

صلواتها التي هي لبان محترق
هي عطر أمام
الله ، رائحة البخور

وآلامها التي يرمز إليها المُرّ ، هي أيضاً عطر

المُرّ : في رائحته عطر ، وفي مذاقه مر
وهذا يعطينا فكرة جميلة عن الألم الذي يرمز إليه المُرّ

هكذا كان الشهداء والمعترفون ، آلامهم هي عطورهم
إذن

لا يكفي أن أكون لباناً

إنما لباناً عطرا ً، معطراً بالمُرّ

أتحمل الألم لأجل الرب

أمشى في الطريق الضيق وأدخل الباب الضيق

"بضيقات كثيرة ينبغي أن أرث ملكوت الله "

( ١ع ١٤:٢٢)






إذن ماذا أقدّم أنا للمسيح ، من ذهبٍ و لبانٍ و مرّ ٍ

ليست كأشياء مادية

إنما كيف أقدّم حياتي كذهب
وكيف أقدم
صلاتي كُلبان

كيف أفتح قلبي للمسيح ، ويداي تقطران مراً
إن أجمل ما في الحياة ، هو الألم لأجل الله

والسيد المسيح على الصليب

كان ذهباً و لباناً و مراً

فإن أردت أن تملك معه ، اصعد على الصليب

فإن صــورة المسيــح المصــلوب

هي صورة تقدمات المجوس





يارب

أنت قدّمت من أجلي كل شيء

أما أنا فأثمن ما أقدّمه هو قلبي

أنت القائل " يا بني أعطني قلبك "

يارب أعطني أن أقدم من قلبي أي شيء مهما كان قليلاً

أعطني أن أقدم لك أقل من فلس الأرملة

ليكون لك


ذهباً و لباناً ومراً