العظة الأخيرة للبابا شنودة

قلق وترقب ، كرسى متحرك ، وجه يبدو عليه الاعياء الشديد ، بكاء وهتاف الالاف من الاقباط داخل الكنيسة ، لقاء لا يتعدى ال 20 دقيقه , تلك هي ملامح المشهد الاخير بين البابا شنودة وابنائه .
اصر البابا شنودة رغم المرض ان يلقى عظته الأسبوعية وسط ابنائه واستقبله الالاف من الاقباط بالهتاف له لمده عشره دقائق '' بنجبك يابابا بنحبك يابابا '' و بالطول بالعرض البابا زى الورد '' ولكن البابا قاطع هتافاتهم ليلقى عظته .
بدأ البابا حديثه عن ما دار بينه وبين اب يطلب النصيحه فقال '' قالى ان ابنه زكى جدا ولكن تصرفاته غير سليمه قولتله ابنك انسان ذكى وبذكائه بيطلع الاول وبياخد امتياز لكن الذكاء مش كل حاجه , فى اشياء لازم تكون جمب الذكاء وفى اشياء معطلات للذكاء مش كل حاجه الذكاء , يعنى هناك الطباع والطبع جايز يعطل الذكاء '' ،
واستكمل البابا عظته مؤكدا على ضروره البعد عن العصبيه لانها تقتل الذكاء وتنهى عليه وضروره ان يتستعين الانسان بخبرات الاخريين حتى لا يخطىء لان الاخريين يمتلكوا تاريخ يعطى لهم خبرات , واستشهد البابا بمثل شعبى ليوضح فكرته قائلا '' وعلى راى المثل اللى بيقول '' ومن وعى التاريخ فى صدره اضاف اعمارا الى عمره '' واعقب كلمته تصفيق حاد .
وتابع البابا عظته متحدثا عن اهميه ان يتعامل الانسان مع كل حاله فى الحياه بطريقه تليق بها فلا يجوز مثلا ان يختار الانسان ان يصمت دائما ليتفادى الخطء لانا فى بعض الاوقات قد يكون من المهم ان نصمت حتى لا نثير الازمات لكن فى اوقات اخرى من الضرورى ان نتحدث للعزاء مثلا او التشجيع .
وتحدث البابا عن كيفيه استخدام الحزم ومتى تستخدم الطيبه واعطى مثال لذلك بالسيد المسيح الذى قال عنه الكتاب '' انه كان عطوف ولا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد صوته فى الشوارع , الا انه قال للفريسيون والمأو نفى موقف اخر ويل لكم ايها الكتبه ''.
وقبل ان ينهى قال '' الانسان الحكيم ميمشيش بحاله واحده فى كل وقت ولا بطبع واحد فى كل وقت , انما يختار الوضع السليم سواء فى الكلام ولا فى الصمت , سواء فى التوبيخ فى كل حاله مجال , دى الحكمه اللى الواحد يمشى بيها فى حياته ''.
ثم فنظر للحضور منهيا حديثه '' انا مش عايز اتكلم معاكوا كتير كفايه الكلمتين دول اتفضلوا '' ونظر اللى السكرتاريه وناشدهم ان يخرجوه حيث قال '' بسرعه ارجوكم ''.