علاج للكسل أثناء الصلاة
حينما تقف للصلاة في الليل وتشعر أن جسدك متعبا وكسلانا استرجع كل ما قلته لك وتذكر أنه في تلك اللحظة يوجد أُناسا يقفون على أقدامهم يصلون، ساجدين على ركبهم، باكين نائحين متوسلين قدام الرب لأجل خلاص نفوسهم. كم من هؤلاء يحزن ويكتئب ويتّهم جسده بالكسل والتراخي. كم منهم قد سكروا بمحبة الله فنسوا ضعف طبيعتهم. كم منهم يتهلل ويبتهج قلبهم بمحبة الله.
لو تذكرت هؤلاء سوف يهرب منك الكسل والتعب وستكون صلواتك أمام الله بدموع غزيرة. فإن كان كثيرون لأجل أعمال أرضية زمنية يتعبون ويسهرون كحراس الخزائن أو رعاه الأغنام. فكم بالأحرى يجب عليك أن تسهر لأجل إلهك.
متى وقفت لتصلى لا تكن متكاسلا غير مهتم بها. وإلا صارت صلاتك مبعثا للضجر والملل، بل ارشم ذاتك بعلامة الصليب واستجمع فكرك ونبه ذاتك لتعرف أنك واقف أمام الحضرة الإلهية، ركز حواسك نحو الله الذي أنت واقف أمامه وتصلى له ثم ابدأ صلاتك. اغصب نفسك على الصلاة فيئن عليك قلبك وتنزل دموعك فتشعر بفائدة الصلاة لك.
علاج اضطراب الفكر أثناء الصلاة
إذا كنت مضطربا وفكرك مشتتا فيجب أن تعطى وقتا أطول في للصلاة بالدموع فهذا أفضل من قراءة وترديد المزامير بطريقة جوفاء وقراءتها بملل. ابعد عنك كل الأفكار بمختلف الطرق التي اختبرتها أو مارستها من قبل سواء تلوت المزامير بلحن معين أو بطريقة خاصة بك تناسبك. أصغ إلى ما سوف أقوله لك إن جاءك فكر نافع أثناء الصلاة بالمزامير فلا تحاول أن تبعده عنك بل دعه يسيطر عليك طالما أنه من الله وتجاوب معه بدلا من تلاوة مزاميرك بالعدد الذي اعتدت أن تتلوه.
الصلوات التي لا تختلط بفكر الله ( بالتفكر في الله ) ولا تصاحبها رؤى داخلية أو سلام داخلي ترهق الجسد. لا تفح بالعدد الكبير للمزامير التي تتلوها بدون فهم لأن كلمة واحدة تقولها بفهم أفضل من ألف كلمة تقولها بذهن مشتت بدون فهم.
ينبغي أن تكون بسيطا في صلواتك كالأطفال لتتأهل أن تعاين مجد الله. انزع من نفسك كل فكر شرير و معوج. افطم نفسك عن كل ما هو ضار. مبارك أنت إن كنت تجاهد بقوة في صلاتك. عمق طلبك وأرفع شكواك لله باستمرار، أطلب من قاضيك بلجاجة حتى ينصفك ( لو 18: 1 – 7 ). قاوم إبليس عدوك المشتكي عليك فيهرب منك. ثابر في صلواتك وجهادك حتى يرى سيدك تعبك فيسند ضعفك وينصفك ويدين عدوك الذي لن يوجد ويهرب من أمامك كالدخان.
محاربة أفكار الشهوة
إن حاربتك أفكار الشهوة الجأ وتمسك بالرب لتنجو منها. لو جاء على عقلك فكر نجس فلا يضطرب قلبك بل أرفضه تماما ولا تتجاوب معه ولا تعطى له مكانا في قلبك، فيهرب ويتركك هذا الفكر ويكون مثل مسافر الليل الذي يأتي ليلا ويمضى إلى حال سبيله عند طلوع النهار.
شرود العقل أثناء الصلاة
احذر لئلا يشرد عقلك أثناء الصلاة ويتجول فكرك في أفكار تافهة، فمثل هذا الأمر يثير غضب قاضيك فيحكم عليك بالدينونة بدلا من أن يهبك نعمه الطيبة وبركاته السماوية لأنه يرى أن عملك هذا استهزاء به. إن كنت تخاف من أن تقف أمام القضاة الأرضيين فكيف تستهين بوقوفك أمام الله كيف يمكن لإنسان واقف للصلاة لا يدرك أين يقف وأمام من أو ماذا يقول. لقد خُدع هذا الإنسان بفكر وأعتقد أنه طالما هو واقف على رجليه دون أن يغلبه النوم ولا يدين أحداً بفكره أو بقلبه ولا يفكر في أي أمور عالمية في تلك اللحظة فان صلاته تكون مقبولة. لكن حقيقة الأمر أن كل هذه الأشياء لا تنفعه بالرغم من جديتها وأهميتها لأنه مازال مربوطا بمحبة العالم.
قوة الله تمنع عنك شرود الذهن
قم أيها البائس النائم يا من تشتتك وتتعبك أفكارك فإن فم الرب يتكلم معك، فلا تدع فكرك يتجول في أمور تافهة. تذكر أن ملائكة الله المختارين تحرسك فتشدد وتشجع لأن مراتب الشياطين تقف أمامك بالمرصاد تريد أن تبتلعك فلا تتكاسل.
أيها الأخ تأكد إن كان الملائكة تفرح عندما تقف أمام الله وتسبح الله مثلها، فإن الشياطين تحزن إذا انتهينا من صلواتنا ولم تشرد أفكارنا ولأن الشياطين رفضت أن تخضع لله وتسبحه قبل أن تسقط لذلك فهم يزينون لنا الطرق المعوجة ليمنعونا من تسبيح الله والصلاة له لأن تسبيحنا وصلاتنا لله هي الدرع والسلاح اللذان يكسران مكائد إبليس ويصدان أعماله النجسة. الشياطين لا تفتر ولا تكل من تجربتنا مرات عديدة ويحاولون منعنا من الصلاة وتشتيت ذهننا بكل الطرق. فإن لم نسمع لهم وواصلنا حديثنا وصلاتنا مع الله، فهم يلجأون بخبث ومكر لحيلة يبعدونا بها عن الصلاة ويحاولون أذيتنا ببعض الأفكار لكى ننشغل ببعض الناس سواء كانوا أعدائنا أو أحبائنا. قد يجعلونا نتخيل محادثات مع هؤلاء الناس أعدائنا وأحبائنا على السواء بغرض تبديل حبنا وانشغالنا بالله بحب أو كراهية للناس والانشغال بهم والنتيجة هي بدلا من أن ننفذ الوصية والصلاة من أجل أعدائنا
( مت 5: 44، لو 6: 28 ) فإننا نطلب لهم الشر عوضا عن المحبة وتصبح صلواتنا مصدراً لشعورنا بالغضب والكراهية نحو الآخرين. احذر من فخاخ ومكائد الأعداء ( الشياطين ) وأحرس نفسك من الذين أخطأوا وسقطوا ( إبليس وقواته ) ويحاولون أن يجعلوك تخطيء وتسقط مثلهم.
سر في طريق الصلاة واثقا مطمئنا لأنك حتما ستصل سريعا لمكان الراحة والسلام الذي هو حصنك من مكان الخوف. وكلما كنت متيقظا ومصليا بفهم أثناء الصلاة فان صلاتك وتقدماتك ستصعد للسماء ويتقبلها الله كما قبل ذبيحة هابيل الصديق ( تك 4: 4 ). وحينئذ يهرب من قدامك كل المشتكين عليك والذين يشتهون لك شرا وتخافك الشياطين وأنت واقف للصلاة. وتكون صلاتك التي تخرج من فمك بحسب مشيئة الله.