المشكلة توجد فيا أنا .......!!


راهب ، كان كثير الغضب ، سريع الاحتداد ..
لذا صار ثقلا على أخوته الرهبان ، وغير محتمل ...
ولم يكن هو سعيدا بهذا ، فعزم أن يتخلص من هذه الصفة السيئة..
ماذا فعل


قرر أن يترك الدير ويرحل الى البرية ليعيش وحيدا داخل مغارة


لقد ظن أنه اذا هرب من الناس ، تخلص مما يثيره ويدفعه للاحتداد...
فهل هكذا تحرر ...


حدث وهو جالس فى مغارته أن اهتز ابريق الماء ثم انقلب ،
فانسكبت المياه على الارض ..
قام وملأ الاناء ، لكنه لم يهتم بوضعه جيدا ،،،،،،
فلم تمضى سوى دقيقة واحدة حتى انقلب وتدفقت المياه ثانية ...
نهض وملأه للمرة الثانية ، وحاول هذه المرة أن يثبته بكل حرص، ألا انه انقلب ايضا ...
احتد الراهب بشدة وأخذ الاناء وبكل عنف طرحه على الارض فتهشم تماما ...
فيما بعد ، تأمل الراهب ماحدث ، وفهم الدرس . . . . . . . .


" لا ليس رهبان الدير هم سبب اثارتى كلا ، المشكلة توجد فى أنا .. فى داخلى .. المشكلة أن ذاتى لاتزال حية "

وقرر الراهب أن يعود للدير وبأقصى سرعة ...



ياللأسف ، كثيرون ينخدعون مثل هذا الراهب ،
ويظنون أن الظروف الخارجية هى السبب الرئيسى لسيطرة الخطية على حياتهم ...
كلا ، ليست هذه هى الحقيقة .. هذا خداع يضللهم به العدو حتى يتهيؤا بعيدا عن الطريق الحقيقى للحرية ، فتتبدد طاقتهم فى حلول تزيدهم يأسا وشعورا بالفشل ..
كلا ، فالداخل وليس الخارج هو المسئول الأول عن عبوديتهم ، فلا تزال ذواتهم حية ، تفرض سيطرتها على أمور حياتهم المختلفة . . .
لا ينكرون أنفسهم ، وليس فى قلوبهم يقين الثقة بأنهم
ماتوا ودفنوا مع المسيح يوم أن اعتمدوا ...
لكن ، هل من طريق حقيقى للحرية




نعم ، ولنبدأ بالداخل ، ولندعو حبيبنا المصلوب لاجلنا ، الطبيب الحقيقى ..
لندعوه أن يأتى ويشفى أعماقنا ..


لنسترح عند قدميه ..
ولنعلن أمامه ايماننا أن انساننا العتيق قد صلب بالفعل معه ،
ولنطلب بثقة أن يعمل فينا بروحه النارى لنتمتع عمليا بثماره الحلوة ..
زى المحبة والفرح والسلام ..
ولنتجه الى الانسان العتيق فى كل مرة يلح علينا بندائه الشرير لكى نتمم أهواءه...
لنتجه اليه بكل حزم .. ولنقل له بكل ثقة ..
أنت الان مصلوب وليس لك أى سلطان على ارادتى ،
اننى دفنت مع الرب وقمت وأحيا الان الحياة الجديدة ..( لا أنا ، بل المسيح )