ما هو الراهب ؟



الراهب شهيد حى ،و لكن بدون مجد العالم الزائل،شهيد لم تمزقه انياب السباع و،لكن شهيد عشق الهى صوفى عميق ،شهيد صلاه يريدها مستجابه فعّاله، شهيد السهر و العزله و الدموع فى مناجاه حب روحانى .شهيد الساعه الاخيره من العمر و من اجل الرب يموت كل يوم .الراهب هو ذاك المستعد المتاهب لاعتقال كل فكر من اجل المسيح و الملتهب دائما بحراره الروح القدس و الرائى ف ليل لا يملك فيه احد الرؤيه الراهب ات من سفر بعيد محفوف بالمخاطر و الالام ،ات ليستريح مع الرب و فى الرب جميع ايام حياته.فى هذا الطريق الصعب يسير الراهب باسطا جناحيه عليه ليدخل لاباب و يختفى تحت ظل القدير الطريق الطويل يطل على الباب كعلى رجاء كبير خلف الباب نعمه و رحمه ، نور و نير و حياه ،جمال لا يضاهى و لا يخطر ع بال.امل وحيد فى الحياه ، هو عبور الى كل جهاد بشجاعه حاملا صليب الحب مخفيا فيه افراح القيامه التى لا يعبر عنها..

و شخصيه الراهب شخصيه عجيبه فيه يوحد الرب يسوع جميع الاطراف المتناقضه يجمع بين الحريه الحقه و الطاعه الكامله ،بين التواضع و قوه الشخصيه،بين العفه الكامله و الاحساس المرهف. بهذا الاحساس يسبح الله فى عبير زهره ، لمعان نجمه يتراقص ضؤها فى الفضاء ،فى صوت عصفور يغنى قبل طلوع الفجر،و الراهب هو صاحب الكلمه التى تعنى ما يجب ان تعنى ،فهو لا ينقل معنى و هو يقصد شئ اخر ،و لا يشير الى شئ و هو يقصد شئ اخر .الفكر و القول و الفعل عنده واحد،لذا هو سهل فى التعامل مع الاخرين ...واضح...صريح...صادق...لا لبس عنده و لاغش

الحياه الرهبانيه حقيقه تعلن للعالم كله امكانيه حياه القداسه و الكمال على هذه الارض رغم ما فيها من مغريات.حقيقه تعلن ان المسيح مازال حيا فى قلوب اناس ليسو من كوكب اخر، حقيقه تعلن ان وراء الام الجمعه العظيمه ،افراح القيامه ، و وراء القبر المظلم نور الحياه الابديه...








من كتاب جوهر الحياه الرهبانيه
دير السيده العذراء البرموس


اذكرونى فى صلاتكم