ذات يوم و بينما كنت جالسا بمنزلي ..اذ بالباب يطرق
وكان الطارق هو أب كاهن وقور من بلدتنا أعرفه جيدا و يعرفني
جاء ليفتقدني و يسألني عن السبب الذي لأجله لم أعد أذهب للكنيسة
وحثني علي ذلك لكني أجبته باجابة مقتضبة وذلك تهربا من أن أعده بالذهاب
ولكنه فهم بأن هناك شيئا في داخلي تجاه الكنيسة بالنعمة المعطاة له من الله
فظل يحاصرني بلطفه المعهود حتي بحت له بما في قلبي تجاه طبقة الاكليروس
من انكار واستخفاف وازددت في كلامي عن الأباء و الشمامسة و الخدام
وانتظرت منه عندئذ أن يغضب مني و ينصرف
ويضمني لطبقة الخارجين عن الكنيسة الذين لا أمل فيهم
لكنه لم يفعل !!
بل ابتسم ابتسامة خفيفة كمن يعرف الداء و يعرف علاجه
فبادرني بالقول .." هل تعرف الساقية "
أجبته " بالطبع كان لدينا واحدة عند مسقط رأسي "
فسألني " وكيف تدار "
فأجبته " بواسطة ثور "
فقال " و اذ كان الثور أجرب فهل يؤثر ذلك علي الامياة التي نستخرجها "
أجبت " بالطبع لا...لا علاقة للثور بالماء "
فأجاب كمن أصاب هدفه " اشرب اذا و ارتوي من الماء
ثم أشار علي نفسه وقال - ولا علاقة لك بالثور "
فاستعفيت منه لذلك
أما هو فأكمل بلطف
" أنت تأخذ العطية من يد الله ..من خلال الأب الروحي ..
وعليّ أن أكون نقيا ..فان لم أكن ..فالعطية لا تتغير "
اخوتي الأحباء ..كم مرة يحاربنا الشيطان بحروب شديدة
تجاه ثقتنا في أب الاعترف خاصة و الأسرار عامة
فاعلم جيدا أنك تأخذ العطية من يد الله شخصيا عن طريق الأب الكاهن
ولا علاقة تماما للعطية بحالة الأب الكاهن
لذلك لا شأن لنا أن نسمع أو ندين أو أو ...
فقط ارتوي من النعمة فسواقي الله ملآنة ماء
ان كل من أطاع مرشده لن يجعه الله يفشل أو يتعثر بل يكافئه عن طاعته لمعلمه باعطاء معلمه ما يحتاج هة اليه ..و يجعل من معلمه قناة مباركة تصل النعمة من خلالها اليه
القديس يوحنا الدرجي