الحرب العالمية الثانية
"الحرب. . . سَتنتهي. [ كانت الحرب العالمية الأولى ما زالَتْ مشتعلة]. . . لكن إن لم يَتوقّف الناس عن إهانة الله، حرب آخري وأسوأ سَتبْدأ في عهدِ البابا بيوس الحادي عشر. . . [ بابا مِنْ 1922 إلى 1939]. . . عندما أنت سَتَرون الليل مُضاءَ بنور مجهولِ "[ فى ليلة 25/26 يناير 1938 مِنْ التاسعة مساءً حتى الثانية صباحاً ظَهر نور غير عادي على نصف الكرة الأرضيةِ الشمالي أفزعَ عديد مِنْ الناسِ. خصّصتْ جريدة النيويورك تايمزُ تقريباً صفحةِ كاملة عن الحدثِ. نسب العلماء النور إلى فجرِ إستثنائيِ ]، " أعلموا أنّ هذه هى العلامة العظيمة التى يُعطيها الله لكم بأنّه سَيُعاقبُ العالمَ لأجل عديد مِنْ جرائمِه بواسطة الحربِ والجوعِ واضطهاد الكنيسةِ والبابا." [ خلال شهرينِ بعد العلامةِ، في مارس 1938، أجتاح هتلر أولا بلاده ، النمسا.
مستقبل روسيا
في يوليو1917، كَانتْ روسيا دولةً فقيرة، ضعيفةَ عسكرياً. فجأة قوي الشيوعيون في نوفمبر1917 مع أن الأمِّ المباركةِ أخبرتْ الأطفالَ: "إذا لم تُستجاب طلباتِي, روسيا سَتُنشر أخطائَها في كافة أنحاء العالم، ستُثيرُ الحروبَ والاضطهاد للكنيسةِ. سيتشهد الأبرار، سيُعاني البابا كثيرَاً، وأمم مُخْتَلِفة سَتتحطّمُ." قالتْ السّيدةُ لاحقاً، " روسيا سَتُتحوّلُ، وسينعم العالم بالسلام لفترة زمنية محدودة ."
السِرّ الثالث
مازال هناك جزءُ مجهولُ مِنْ رسالةِ فاتيما، معروف باسم " السِرّ الثالث" الذي لم يُعلن بعد حتى يونيو. لقد مُنح للبابا ليفَتْحه سنة 1960. البابا يوحنا الثّالث والعشرون قَرأَ الرسالةَ لكن السلطاتَ الإكليروسيةَ قرّرتْ أَنْ لا تَكْشفَها للناسِ. في 13 مايو 2000، أعلنَ البابا يوحنا بولس الثاني بأنَّ السِرّ سيُعلن مع تعليق مِن قِبل الفاتيكان. هذا قد تم في يونيو 2000 والسِرِّ والتعليقِ موجودان في موقعِ الفاتيكان وفي موقعِ شبكة تلفزيون الكلمةِ الأبديّةِ
رسائل فاتيما
في الفَقَراتِ التاليةِ، رسائل الملاك والسّيدةَ العذراء في فاتيما مُقَدَّمة بالترتيب الزمني.
زيارات الملاكَ سنة 1916
ربيع سنة 1916:ظَهرَ ملاكُ إلى الأطفالِ الثلاثة بينما كَانوا يَرْعونَ خِرافَهم. قالَ الملاك، " لا تخافا، أَنا ملاكُ السلامِ. صلّوا مَعي." سَجدَ الملاك على الأرض وتلا هذه الصلاةِ ثلاث مراتَ بينما كان الأطفال يرددونها بعده، " إلهي، أنى أَؤمن بك، أَمجدك، أَترجاك وأَحبُّك. أَسْألُك الصفح عن من لا يَؤمنون بك ولا يمجدونك ولا يَترجونك ولا يَحبُّونك."
صيف سنة 1916:ظَهرَ الملاكُ ثانيةً وقالَ، " صلّوا، صلّوا بلجاجة عظيمة. قلبي يسوع ومريم لَهُما خطط رحيمةُ لكم. قدموا صلوات وتضحياتَ بشكل مستمر إلى العلي. أجعلوا كُلّ شيءَ تَفعلُونه تضحية، وقدموه كفعل تكفير عن الآثام التي يكون فيها الله فيها مُهَان، وكتوسل من أجل توبة الخطاة. أجلبوا السلامَ لبلادِنا بهذه الطريقة. . . أَنا الملاكُ الحارس للبرتغال. أقبلوا وتحمّلوا باستسلامِ كُلّ الآلام التي سَيُرسلُها الرب لكم."
خريف مِنْ 1916ظَهرَ الملاكُ للأطفالِ وطرحَ نفسه على الأرضِ أمام رؤية كأس وخُبز القربان وقالَ، " أيها الثالوثِ القدّوسِ, الأبِّ والابن والروحِ القدس، أُمجّدُك بعمق. أُقدّمُ لك الجسدَ الأثمنَ ودمَّ ونفس ولاهوتَ يسوع المسيح، موجودة في كُلّ معابد العالمِ، في إصلاحِ للإساءات ولتدنيسِ المقدسات واللامبالاةِ الذى بهم هو مُهَانُ. ومن خلال الاستحقاقات اللانهائيةِ لقلبِه الكلى القداسة والقلبِ الغير دنس لمريم، أتوسّل إليك من أجل تحول الخطاة المساكين ."
رسائل 1917
الأحد 13 مايو 1917:مصحوبة بومضتين لامعتينِ مِنْ النور، ظَهرتْ سيدتنا في نور متألق للأطفالِ وقالتْ، " لا تخافوا. أنا لن أؤذيكم ."
سَألتْ لوسيا : "من أين أنت
"
أجابت سيدتنا : " أَنا مِنْ السماءِ "
سَألتْ لوسيا: "ماذا تُريدُي منّا
"
أجابت سيدتنا : "جِئتُ لأطَلَب مِنْكم أن تجيئوا هنا في اليومِ الثالث عشْرِ لستّة أشهرِ في هذا الوقتِ نفسهِ، وبعد ذلك سَأُخبرُكم من أَنا وماذا أُريدُ. وبعد ذلك، سَأَعُودُ هنا مرّة سابعة."
سَألتْ لوسيا "هَلْ سأَذْهبُ إلى السماء
"
قالتْ سيدتنا : "نعم، سَتذهبين."
سَألتْ لوسيا : "وجاسينتا
"
أجابت سيدتنا : " وهي أيضاً."
سَألتْ لوسيا : " وفرانسيسكو
هَلْ سيَذْهبُ إلى السماء أيضاً
"
قالتْ سيدتنا " نعم، لكنه يَجِبُ أَنْ يَتلوا عديد مِنْ التسِابَيحِ."
ثمّ سألت لوسيا عنْ مصيرِ فتاتين ماتتَا مؤخراً. أخبرتْها سيدتُنا أن واحدة في السماء وبأنَّ ألآخري ستَكُونُ في المطهر حتى نهايةِ العالمِ.
ثمّ سَألتْ سيدتنا "هَلْ توَدُّوا أَنْ تقدموا أنفسكم إلى الله بقُبُول كُلّ الآلام التى قَدْ يُرسلُها إليكم في تعويضِ عن اللذنوبِ الغير معدودةِ التي يُهانُ من قبلها وفي التضرّعِ لأجل تحولِ الخطاة
"
قالتْ لوسيا نيابة عن الثلاثة. ثمّ قالتْ سيدتنا : " إذن, سَيكونُ لديكم الكثيرَ لتعَانوه، لكن نعمةَ الله سَتَكُونُ راحتَكِم."
تأثر الأطفال بعُمقَ في أرواحِهم وبعد ذلك صَرخَوا " : أيها الثالوثِ القدّوسِ, نُمجدك. الهي، الهي، نُحبُّك في سر العشاء الرباني المُبارك ."
ثمّ طَلبتْ سيدتنا مِنْ الأطفال قِراءة التسبحة كُلّ يوم وبعد ذلك صعدت في سحابة إلى السماءِ.
الأربعاء 13 يونيو 1917:ظْهرُت سيدتُنا إلى الأطفالِ. بضع أشخاصِ فضوليينِ كانوا مَع الأطفالِ. رأت الجموع فقط سحابة بيضاء صغيرة تَحُومُ على الشجرةِ حيث تَظْهرُ سيدتنا للأطفالِ.
قالتْ لوسيا : "سيدتي، ماذا تُريدُي منّي
"
أجابت سيدتنا : "أُريدُك أَنْ تَجيئي فى اليومَ الثالث عشْرَ من الشهر القادم وأن تصَلي التسبحةِ كُلّ يوم وأُريدُك أَنْ تَتعلّمَي القراءة."
سَألتْ لوسيا عن علاجِ إنسانة مريضة.
قالتْ سيدتنا ، "إن هي تحَوَّلت، فأنها ستبرأ خلال عام ."
قالتْ لوسيا : "أُريدُك أَنْ تَأْخذَينا إلى السماءِ."
أجابتْ سيدتنا : " حاضر، سَآخذُ فرانسيسكو وجاسينتا قريباً، لَكنَّك يَجِبُ أَنْ تَبْقى على الأرضِ لبَعْض الوقتِ. يرغب يسوع أن يستخدمك لجعلي معروفة بطريقة أفضل ومحبَّوبة. أنه يرغب فى تَأسيس ولاءِ عالميِ إلى قلبِي الغير دنس ."
قالتْ لوسيا " أيَجِبُ أَنْ أَبْقى وحيدَة هنا
"
أجابت سيدتنا : " كلا يا طفلتي، وهَلْ سيجعلك ذلك تَعاني
لا تُحبطي. إن قلبي الغير دنس لَنْ يَتْركَك أبداً، بل سَيَكُونُ ملجأك والطريقَ الذي سَيَقُودك إلى الله."
فَتحتْ سيدتُنا أيديها وانغمر الأطفالُ بالروح بحضرِة وصلاح اللَّهِ . ثم صعدت سيدتنا إلى السماءِ. رَأت الجموع السحابة الصَغيرةَ تختفي ورَأوا أيضاً أنّ أوراقَ الشجرة تحني كما لو أنَّ ملابس السّيدةَ تَتدلي عليها .
السّبت، 13 يوليو 1917:أنضم حوالي 5,000 إنسانَ للأطفالِ في الحقلِ فى ذلك اليومِ. بينما كان الأطفال يَصلّونَ التسبحةَ, نزلت سحابة بيضاء. وظهرت سيدتُنا إلى الأطفالِ فقط لكن الجموع أحسّتْ بأنّ شيءِ غير عاديِ يَحْدثُ.
برُؤية سيدتنا، سَألتْ لوسيا : "ماذا تُريدي منّي
"
أجابتْ سيدتنا : " أُريدُك أَنْ تَجيئي فى اليومَ الثالث عشْرَ من الشهر القادم وأن توَاصَلَوا صَلاة التسبحةِ كُلّ يوم تكريماً لسيدة التسبحةِ، لكي يَنَالَ العالم السلامَ ونهايةِ للحربِ لأن التسبحة فقط تستطيع أَنْ تُعين."
قالتْ لوسيا " أوَدُّ أَنْ أَسْألَك من أنت وأن تقومي بمعجزة كي يؤمن الناس بأنّك تَظْهرين لنا."
أجابتْ سيدتنا " واصلُوا المَجيء هنا كُلّ شهر. في أكتوبر سَأُخبرُك من أَنا وماذا أُريدُ. وسَأَقُومُ بمعجزة لكي يري الجميع ويُؤمنُوا."
بعد ذلك قدّمتْ لوسيا طلباتَ الصلاةَ والالتماسات لسيدتِنا لتَقديمها لله. أعطتْ سيدتُنا بَعْض الإجابات للوسيا. بعد ذلك قالتْ لوسيا "نعم، أنها تُريدُ أَنْ يَتْلي الناسَ التسبحةَ. يَجِبُ أَنْ يَتْلي الناس التسبحةَ."
قالتْ سيدتُنا برزانة : " ضحّوا بأنفسكم من أجل الخطاة وقولوا دوما، خاصةً عندما تَؤدون بَعْض التضحيةِ : ربي يسوع، هذا من أجل حبِّي لك، لأجل تحولِ الخطاة، وللتكفير عن الإهاناتِ التى تُقترفَ ضدّ قلبِ مريم الغير دنس . ' "
عند هذه النقطةِ، رأي الأطفال بفزعُ رؤيةَ الجحيمِ. [هذه الرؤيةِ كَانتْ حقيقية لدرجة أن الأطفال في وقت لاحق أدوا تضحيات شديدة لإنقاذِ الخطاة ] رَدّتْ سيدتنا على الرؤيةِ بحزنِ وحنان : " لقد رَأيتَم الجحيم حيث تذهب نفوس الخطاة المساكين. كي تُخلّصَوهم، يريد الله إنْشاء الولاءِ العالميِ إلى قلبِي الغير دنس. إن استجاب الناسِ لما أَسْألُه، عديد مِنْ النفوس سَتُخلّصُ وسيكون هناك سلام.
الحرب سَتَنتهي. لكن إن لم يَتوقّف الناس عن إهانة الله، حرب آخري أسوأ سَتبْدأُ في عهدِ البابا بيوس الحادي عشر. عندما سَتَرون ليلة مضاءَة بنور مجهولِ أعلموا بأنّ هذه هى العلامة العظيمة التى يعطيها الرب لكم بأنّه سَيُعاقبُ العالمَ لأجل جرائمِه بواسطة الحربِ والجوع واضطهاد الكنيسةِ والبابا. لمَنْع ذلك، سَأَجيءُ للسُؤال عن تكريسَ روسيا إلى قلبِي الغير دنس والعشاء الرباني الكفاري في أيام السّبتِ الأولِ.
إن أصغي الناسَ لطلباتِي، روسيا سَتتحوّلُ وسيعم السلام العالمُ. إنْ لمْ يصغوا فأنها سَتَنْشرُ أخطائَها في كافة أنحاء العالم، مُثيرُة للحروبَ وستضطهدَ الكنيسةِ. سْيستَشْهد الأبرار، وسيكون لدى البابا الكثيرَ كي يقاسيه، وأمم مُخْتَلِفة سَتُدمر.
في النهاية سينتصر قلبي الغير دنس. سَيُكرّسُ البابا روسيا لي؛ أنها سَتتحوّلُ، وسيعم السلام فى العالم فترة زمنية مُحددة. في البرتغال، عقائد الإيمانِ ستُحفظ دائماً [ عند هذه النقطة مُنحت لوسيا وجاسينتا السِرَّ الثالثَ الذي مُنِحَ في النهاية إلى البابا لكنه حتى الآن لَمْ يُكْشَفُ علناً]. لا تُخبرُوا أي شخص بهذا. فرانسيسكو. . . نعم، تستطيعا أن تُخبرُاه "[ لوسيا وجاسينتا كانا يريان ويسَمعَان سيدتَنا لكن فرانسيسكو رَأى الظهورَ فقط]. عندما تَقُولُوا التسبحةَ، قُولُوا بعد كُلّ سر : يا ربي يسوع المسيح، اغْفرُ لنا آثامَنا، أنقذنا مِنْ نيرانِ الجحيمِ وقُدُ كُلّ النفوس نحو السماءِ، خاصةً تلك التى بأكثر أحتياج."
بعد مهلة، سَألتْ لوسيا : "هَلْ تُريدُ أيّ شئَ أخر مِني
"
أجابتْ سيدتنا : "لا، لا أريد اليوم شيءَ أخر منك."
وَقفتْ لوسيا بعد ذلك وأشارت إلى السماءِ قائلة : " ها هي تَذْهبُ هناك! أنها تَذْهبُ هناك! . الآن لا تَستطيعُوا رُؤيتها ."
الاثنين 13 أغسطس 1917:أحتشد حوالي 15,000 شخص في الحقلِ عندما سَمعوا بأنّ الأطفالَ اختطفوا من قبل السلطاتِ المدنيةِ. كَانَت الجموع غْاضبُة بخصوص هذه الأخبارِ، وبعد ذلك فجأة كان هناك دوي مخيف وعالي مِنْ الرعدِ ووميضَ البرق وبعد ذلك سحابة صغيرة بيضاء رائعة تَنْزلُ إلى حيث أجتمع الأطفالَ بسيدتِنا في الظهورِ السابقِ. مكثت السحابة لمدّة بِضْع دقائقِ وبعد ذلك ارتفعت نحو السمواتِ.
ظل ضوء خارق وأيضاً عطر سماوي فى المكان حيث أحتشد الناسِ. جعلت سيدتنا حضورها معلوم بالرغم من أنَّ الأطفال كانوا لا يُستطيعوا أَنْ يَكُونوا هناك. أُطلق سراح الأطفال في وقت لاحق من ذلك اليوم بعد أن قاسوا مُعاملة عدوانية والتهديد بالموتِ من قبل السلطاتِ المدنيةِ.
الخميس 13 سبتمبر1917:
زاد الحشدُ عن أكثر مِنْ 30,000 شخص الآن. رأى عديد مِنْ الناسِ السحابةَ البيضاءَ الصغيرةَ تَنْزلُ على الأطفالِ. رَأوا أيضاً مَا بَدا وكَأنَّهُ أمطار من البتلات الورديةِ الملوّنةِ التي تتَلاشى عندما تصِلُ الأرضَ. صَرختْ لوسيا : " أنتم يَجِبُ أَنْ تَصلّوا ! "وسَقط آلافَ الزوار على رُكَبِهم مُصلين.
سَألتَ لوسيا سيدتنا، "ماذا تُريدُي منّي
"
أجابتْ سيدتنا "واصلُوا صَلاة التسبحةِ كُلّ يوم لكي تحْصلَوا على نهايةِ للحربِ. في أكتوبر سَيَجيءُ إلهنا وسيدتنا سيدة الأحزان وسيدة جبلِ الكارمل والقديس يوسف مَع الطفل يسوع ليبَارَكَوا العالمِ. إن الله مسرور مِنْ تضحياتِكَم، لَكنَّه لا يُريدُكم أَنْ تَنَامَوا بالحبلِ؛ ارتدوه فقط أثنَاءَ النهار ."
قالتْ لوسيا " هناك أناس ناشدوني أن أسُألك عن عديد مِنْ الأشياءِ. شفاء بَعْض الأشخاصِ المرضى، من الخرس والصمّ."
أجابتْ سيدتنا" البعض سَأَشفيهم، آخرون لن أشفيهم. سَأُؤدّي في أكتوبر معجزة كي يُؤمنُ كُلّ شخص ."
نَهضتْ لوسيا بعد ذلك وقالتْ، "إن كنتم تَرْغبُوا أن تروها أنظروا إلي تلك الجهةِ." أستطاع الناس أَنْ يَرو سحابةَ بيضاءَ صغيرةَ تَصْعدُ إلى السماءِ."
السّبت 13 أكتوبر 1917:أكثر مِنْ 70,000 إنسان، سواء من المؤمنون أو من النقّاد، اجتمعوا في الحقلِ في طقسِ ممطرِ الفظيعِ. كان هناك عديد مِنْ مراسلي الصحف والمصورين كي يُسجّلوا المعجزةَ أَو يُثبتونَ أن الأطفالَ يَكْذبونَ. كانت الجموع تقف في جو ممطرِ قاسي مع طينِ يمتد إلى كواحلِهم. كثيرين كَانوا يَصلّونَ التسبحةَ. فجأة صَرختْ لوسيا: " أنزّلَوا مظلاتِكَم! ثم قالت لجاسينتا وفرانسيسكو : " أسْجدُا. ها هي سيدتنا آتية ! لقد رَأيتُ الوميضَ! "ثمّ قالتْ إلى سيدتِنا، "ماذا تُريدُي منّي
"
أجابت سيدتنا " أَنا سيدةُ التسبحةِ، جِئتُ لأحذر المؤمنين أن يُصلّحُوا حياتَهم ويَسْألُوا عن الصفحِ عن آثامِهم. أنهم لا يَجِبُ أنْ يُهينوا إلهنا أكثر، لأنه مُهانُ بالفعل على نحو شديد من قبل آثامِ البشر. يَجِبُ على الشعب أَنْ يَقُولَ التسبحةَ. دعْهيم يَواصلون قَولها كلّ يومِ."
قالتْ أيضاً، " أوَدُّ أن تُشيد كنيسة هنا باسمي. الحربِ سَتَنتهي قريباً والجنود لن يكُونَّوا بع بعيدين عن بيوتِهم "
بينما كَانتْ سيدتنا عَلى وَشَكِ أَنْ تُرحل أشارتْ إلى الشمسِ وصرخت لوسيا : " أنْظرُوا إلى الشمسِ! " تَوقّفَ المطر وإنشقَّ السحاب الأسود وبَدأتْ الشمس فى الاندفاع في السماءِ، تنْشرُ أشعةَ النور المتعدّدِة الألوان وتُنيرُ كُلّ الريفِ. إندفعتْ الشمس لمدة ثلاث دقائقِ، ثم تَوقّفَ، ثمّ أستأنف اندفاعها مرة ثانيةً ومرّة ثالثة لمدد وصلت لأثنتا عشْرة دقيقة. هَبَطت الشمسُ لولبيا أسرعُ فى كُلّ مرة وفي النهايةِ بَدتْ كأنها تَنزع نفسها مِنْ السماءِ وبَدأتْ فى الهُبُوط إلى الأرضِ.
الجمهور كَانَ على رُكَبِهم، فزَعين، يطلبون الصفحِ عن آثامِهم خَائفُين أنّ تكون هذه هي نهايةَ العالمِ. في اللحظة الأخيرة تَوقّفتْ الشمس عن نزولَها ورجعتْ إلى موقعِها الطبيعيِ. انتهت المعجزةُ والأرضِ غرقانة بالمطرِ وملابسِ الناسِ صارت الآن جافّة تماماً. كان هناك العديد مِنْ معجزات الشفاء وردت تقارير بشأنها. شملت المعجزة مساحة 600 ميلِ مربّع. قدم مراسلس الصحف البرتغالية وصف تفصيلي للأحداث لمدة طويلة لكن الصُحُفَ في مُعظم البلدانِ الأخرى تَجاهلتْ القصّةَ.
بينما كان الجمهور يَشْهدُ معجزةَ الشمسِ، رَأى الأطفالَ رُؤية العائلةِ المقدّسةِ، السيد المسيح ويوسف النجار ومريم. رَأوا إلهنا يَحْملُ صليبَه مَع أمِّه، سيدة الأحُزانِ. رَأت لوسيا سيدة جبلِ الكارمل التي تُعبّرُ عن النصرِ على الألم.
بعد معجزةِ الشمسِ
في ديسمبر 1918، أصبحَ فرانسيسكو مريضاً بالأنفلونزا الإسبانيِة. بعد ذلك، أصبحَت جاسينتا مريضة أيضاً بالإنفلونزا وبداء الرئة. تقَبلَ فرانسيسكو ألمه برغبة وقدمه من أجل تحولِ الضالين. ماتَ في الرابع من أبريل 1919. لقد نَما روحياً منذ الظهورِ الأولِ.
قَبلَت جاسينتا ألمها أيضاً برغبة. وكانت ما زالَتْ تَتذكّرُ النفوس المتألمة في الجحيم في رؤيةِ 13 يوليو 1917 وكَانتْ ترغب أن تتَحَمُّل المزيد من الألم كثيرِ لإنْقاذ النفوس. تَدهورتْ صحة جاسينتا طوال سنة 1919. في نهايةِ تلك السَنَةِ إنتقلتْ إلى مستشفى في ليزبن. ماتتْ جاسينتا في ليزبن في 20 فبراير1920.
في سنة 1921 غادرتْ لوسيا فاتيما كي تلتحق بمدرسة الديرِ في فلير حيث تستطيع أَنْ تَنموا كطفلة طبيعية، لقد عَزلَت عنْ كُلّ شئ يختص بالظهورِ. في 1925 دَخلتْ دير القديسة دوروثي في توي بإسبانيا. ظلت الراهبة لوسيا في الدير حتي يومنا هذا.
رُؤى إضافية لجاسينتا
ظَهرتْ سيدتُنا إلى جاسينتا عدّة مرات بين ديسمبر 1919 وفبراير 1920. أخبرتْها سيدتُنا بعديد مِنْ الأشياء :
" آثام العالمِ عظيمة جداً. . . إن عَرفَ البشر فقط ما هى الأبدية، لكانوا يَعْملونَ كلّ ما يمكن عمله لتَغْيير حياتِهم."
" يَجِبُ أَنْ تَصلّي كثيراُ من أجل الخطاة والكهنةِ والمكرسين ."
" يَجِبُ أَنْ يَكُون الكهنة أنقياء، أنقياء جداً. يَجِبُ أَلا يشغلَوا أنفسهم بأيّ شئِ ماعدا ما يَتعلّقُ بالكنيسةِ والنفوس. عصيان الكهنةِ والرهبان على رؤسائِهم وإلى البابا يَُغضب الرب بشكل خطير."
" أهربوا من الغني والترفِ؛ أحبوا الفقر والصمت؛ أحسنوا، حتى للناسِ السيئينِ."
" مزيد من النفوس تَذْهبُ إلى الجحيم بسبب آثامِ الجسد أكثر مِنْ أيّ سبب آخر."
" بَعْض الأزياءِ سَتُقدّمُ سَتُهينُ الرب كثيراً."
" تُريدُ والدة الإله المزيد من العذارى اللاتي يقدمن نذرِ البتولية."
" الويل للمرأة التى ينقصها التواضعِ."
"الاعتراف هو سر الرحمةِ ويَجِبُ أَنْ نَعترفَ بفرحِ وثقةِ."
" كثير مِنْ الزيجاتِ لَيستْ من الله ولا تُرضيه ."
" دعْي البشر يَتفادونَ الطمع، الكذب، الحسد، الكُفْر، الغشّ."
" لا تتكلّي رديا أبداً عن أي أحد. لا تتذمّرُي أَو تُهمهمُي. كُونُي صبورة جداً، لأن الصبرِ يُرشدُنا إلى السماءِ."
" سيدتنا لَمْ تعُدْ تَستطيعُ إيقاْف ذراعِ أبنها القدسيِ الذي سَيَضْربُ العالمَ. إن أصلّحُ الناسَ حياتِهم، لوردنا سَيُنقذُ حَتَّى الآن العالم، لكن إن لم يصلحوها، سيحل العقاب ."
" إن تركت حكومةِ البلاد الكنيسةَ فى سلام ومْنحُ الحريَّةَ لدينِنا المقدّسِ، فأنها سَتكُونُ مبارك من قبل اللَّهِ."
"أخبرْي كُلّ شخصَ بأنّ الله يَهِبُ النِعَمَ من خلال قلبِ مريم الغير دنس. أخبرْيهم أن ينشدوا النِعَم منها، وأن قلبَ السيد المسيح يُريد أَنْ يُوقّرَ مع القلبِ الذي بلا دنس لمريم. أساليهم أن يتوسلوا من أجل السلام مِنْ قلبِ مريم الذى بلا دنس، لأن الرب قد عَهدَ بسلامَ العالمِ إليها."
الرُؤى الإضافية للوسيا
ظهور 10 ديسمبر1925:
ظَهرتْ الأمُّ المباركةُ والطفلُ يسوع إلى لوسيا في كنيسة الديرَ. تَكلّمَ طفلُ يسوع أولاً، " أشفقي على قلبِ أمِّكِ القدّيسةِ، أنه مُغطي بالأشواكِ، التي بها البشر الجاحدينِ يَطْعنونَه في كُلّ لحظة، وليس هناك إنسان واحد ليؤدى عمل الإصلاحِ لإزالتهم."
قالتْ سيدتنا بعد ذلك: " انْظرُي يا ابنتَي، في قلبِي، المُحاطَ بالأشواكِ التي يطعنه بها البشر الجاحدينِ في كُلّ لحظة من قبل تجديفِهم وجحودِهم. حاولُي على الأقل أَنْ تَعزّيني وتَقُولَ بأنّني وعدت بالحُضُور فى ساعةِ الموتِ، بالنِعَمِ الضروريِة للإنقاذِ، كُلّ أولئك الذين، في السّبتِ الأولِ مِنْ خمسة شهورِ متتاليةِ، سَيَعترفُون ويَتلقّون العشاء الرباني، يَتْلون خمسة عقودَ مِنْ التسبحةِ، ويُرافقُوني لخمس عشْرة دقيقةِ بينما يتَأَمُّلون في الخمسة عشرَ سر مِنْ أسرار التسبحةِ، بهدف عمل إصلاحِ من أجلي."
ظهور 15 فبراير 1926:
بينما كَانتْ لوسيا تُرتب أعمالها الرتيبةَ اليوميةَ، ظَهرَ الطفل يسوع وقالَ، "وهَلْ نشرتَ عبر العالمَ ما طلبته أمَنا السماويةَ منك
"
أجابتْ لوسيا : " ربي يسوع، أنك تَعْلم جيداً ما قاله مُرشدي في الرسالةِ التى قَرأتُها إليك. لقد أخبرَني بأنّه ضروريَ لهذه الرؤيةِ أن تُتكرّرُ، لمزيد من الأحداثِ لإثْبات مصداقيتِها، وأضافَ أنّ رئيسة الدير، على مسئوليتها، لا تستطيع عمل شئ لنشر هذا الولاءِ."
أجابَ السيد المسيح "حقيقيُ أنّ رئيسَتكَ بمفردها لا تستطيع أن تعمَلُ شيءُ، لكن بنعمتِي تستطيع أَنْ تَعمَلُ كُلّ شئ. أنه يكفي أنّ يُجيزُك لك مرشدك وأنّ تتكلّمُ رئيستكَ عنه، لأنها عليها أَنْ تؤمنَ به، حتى بدون أن يعْرِف الناسِ إلى من هو أعلنَ."
أجابتْ لوسيا " بيد أنّ أب اعترافي ذَكرَ في الخطابِ أَنَّ هذا الولاءِ لا يَفتقرُ إليه العالمِ، لأن هناك كثير مِنْ النفوس التي تَلاقيك في أيام السّبتِ الأولِ، تكريماً لسيدتِنا وللخمسة عشرَ سر مِنْ أسرار السبحةِ."
أجابَ السيد المسيح " أنه صحيحُ يا بنيتُي، بأنّ عديد مِنْ النفوس تَبْدأُ أيام السّبتَ الأولَ، لكن قليلين يَتمُّمونها، وأولئك الذين يَتمّمونَه يَفعْلونَ ذلك كي يَنالوا النِعَمَ المَوْعُودة. أنه لكان يسرني أكثرِ إن هم أدوا خمسة أسرار بتأجّجِ وبهدف جَعْل تعويضِ إلى قلبِ أمِّكَ السماويةِ، أكثر من مسرتي من أداء خمسة عشرَ سر، بأسلوب فاتر وبلا مبالاة. . . ."
وَضعتْ لوسيا أمام السيد المسيح الصعوبة التي لدي بَعْض الشعبِ بخصوص الاعتراف أيام السبت، وسَألَت إن كان صحيحَ الاعتراف خلال ثمانية أيامِ.
أجابَ السيد المسيح ، "نعم، وممكنُ أَنْ يَكُونَ أطولَ، بشرط أنهم عندما يَتناولونَي، أن يكونوا في حالة نعمةِ وعِنْدَهُمْ نيةُ صنع إصلاحِ إلى قلبِ مريم الذى بلا دنس."
سَألتْ لوسيا " يسوعي، ماذا عن أولئك الذين يَنْسونَ أَنْ يَصْنعوا هذه النيةِ
"
أجابَ السيد المسيح " أنهم يُستطيعوا أَنْ يَفعْلوا ذلك في اعترافهم التالي، مستغلُّين أول فرصةِ للذِهاب للاعتراف."
ظهور 17 ديسمبر 1927:
في الصلاةِ في بونتيفدرا بإسبانيا، سَألَ لوسيا السيد المسيح عن التعليماتِ المتعلّقُة بكَشْف أسرارِ ظهورِ السّيدةَ العذراء، خصوصاً ظهور العاشر من ديسمبر 1925 الذي يَتعلّقُ بالولاءِ إلى القلبِ الذى بلا دنس لمريم.
بواسطة تعبيرِ داخليِ، قال السيد المسيح لَها، " ابنتي، اكْتبُي ما طلبوه منك. أكتبي أيضاً كُلّ ما أعلنتْه إليك العذراءِ الكلية القداسة في الظهورِ الذي تَكلّمتْ فيه عن هذا الولاء. أما بالنسبة لباقي السِرِّ، ظلي صامتة "
13ظهور يونيو 1929:
بينما كانت لوسيا تصلي في المصلى، رأت رؤيةِ قويَّة جداً وتَنوير من الثالوثِ القدّوسِ. سيدة فاتيما كَانتْ جزءَ من تلك الرؤيةِ.
كتبت لوسيا عن هذه الرؤيةِ، " فجأة أضئ المصلى بالكامل مِن قِبل ضوء خارق، وأعلى المذبح ظَهِر صليب من النور، يَصِلُ إلى السقفِ. في ضوء أسطع فى الطرف الأعلى من الصليبِ، ممْكِنُ أَنْ يُرى وجهَ رجل وجسده حتى الخصر؛ على صدرِه كَانَت هناك حمامة من النور؛ مُسمّرَ إلى الصليبِ كَانَ جسدَ إنسانِ آخرِ. أسفل قليلاً من الخًصرِ، استطعت أَنْ أَرى كأس وقربانة كبيرة مُعلّقَة في الهواءِ، تسقط عليها قطراتِ من الدمِّ كَانتْ تَسْقطُ مِنْ وجهِ السيد المسيح المصَلوب ومِنْ الجرحِ الذى في جنبِه. سقطت هذه القطراتِ على القربانة وفي الكأسِ. تحت الذراع الأيمن للصليبِ كَانَت تقف سيدتَنا وفي يَدِّها قلبَها الذى بلا دنس. ( أنها سيدة فاتيما، بقلبِها الذى بلا دنس في يدّها اليسرى، بدون سيفِ أَو زهور، لكن بتاج من الشوكِ ونيرانِ). أسفل الذراعِ اليسارِ للصليب ظهرت حروف كبيرةِ، كما لو أنَّها مِنْ الماءِ النقي للغاية التي تسقط على المذبح، مكونة الكلماتَ؛ ' النعمة والرحمة. ' "
كتبت لوسيا المزيد " لقد فَهمتُ بأنّ ذلك كَانَ سر الثالوثِ القدّوسِ الذي يُظهرَه لي، وتَلقّيتُ بصائرَ حول هذا السر وهو غير مسموحَ الإعْلان عنه."
ثمّ قالتْ سيدتنا، " لقد حانت اللحظةَ التي أسْألُ فيها الله البابا، في إتحادِ مَع كُلّ أساقفة العالمِ، أن يُعَمَل تكريس لروسيا إلى قلبِي الذى بلا دنس، واعِدُاً بإنْقاذ روسيا بهذه الطريقة. هناك عديد من النفوس التي تُدينُها عدالةَ الرب لأجل الآثامِ التى اقترفت ضدّي، لقد جِئتُ كي أسأل عن الإصلاحِ: ضحّي بنفسك لهذه القصدِ وصلّي."
قالَ الرب لاحقاً، " أنهم لَمْ يَرْغُبوا أن يحترموا طلبِي. مثل ملكِ فرنسا، أنهم سَيَنْدمون على ذلك وبعد ذلك سيعمَلُونه، لَكنَّ سَيَكُونُ ذلك متأخّر. روسيا سَتَنْشرُ أخطائَها في كافة أنحاء العالم، مُثيرُة الحروبَ والاضطهاد ضدّ الكنيسةِ. سَيكونُ لدى البابا الكثيرَ من المُعَاناة."
ظهور غير مؤرّخ، 1933:
أبلغ الرب لوسيا بأنّه غاضبَ لكون طلباتَه لم تُستجاب .
ظهور غير مؤرّخ لكنه قبل 18 مايو 1936:ردَّاً على سؤالِ لوسيا لماذا لا يُحوّلَ الرب روسيا بدون أن يجْعلُ البابا التكريسَ، أجابَ الرب "لأن أُريدُ َ أَنْ تَعترفَ كل كنيستَي بأنّ التكريسِ كنصرة القلبِ الذى بلا دنس لمريم كي تمتدُّ جماعته لاحقاً ووَضعَ الولاءَ للقلبِ الذي بلا دنس بجانب الولاءِ إلى قلبِي القدّوسِ."
لوسيا أجابتْ، "لكن يا إلهَي، قد لا يُصدّقَني البابا ما لم تُحرّكُه أنت بنفسك بإلهام خاصّ."
أجابَ الرب "البابا، َصلّي كثيراً من أجل البابا. أنه سيَعمَلُ التكريس، لَكنَّه سَيَكُونُ متأخّراً. على الرغم من هذا، القلب الذى بلا دنس لمريم سَينقذُ روسيا. أنها اؤتمنت عليها."
السر الثالث لظهورات فاتيما
مدينة الفاتيكان فى 26 يونيو سنة2000