Uقصة "زفت"؟U

Uأعظم خادم

Uالجميع قبلما يتكلمون يعرفون أنفسهم أولا .

Uو أنا متخوف جدا ..بل مرتعب من هذه اللحظة

Uفأنا أخشي أن يحدث ما يحدث في كل مرة .....

Uو أخاف أنكم بمجرد أن تعرفون اسمي تنفرون من قراءة بقية قصتي

Uفما رأيكم ؟..هل أتشجع ؟....و هل تحتملون ؟؟؟

UUUحسناUUU

Uاسمي ...اسمي ..ززززفـت

Uمهــــــلا أرجوكـــم ......

Uلا تلقوا بقصتي في الهواء ..انه اسمي و من منكم يختار اسمه في الميلاد ؟؟

Uثم انكم أنتم الذين اخترتموه لي ليطلق علي فما ذنبي اذن؟؟؟

Uلوني أسود قاتم ... رائحتي منفرة... و هيئتي لا أحسد عليها غير أني لست سيئا تماما .

Uفأنا أحب الجميع الا ذاتي ..و أخدم الكل الا نفسي ....

Uحياتي كلها ..أخشي أن أقول كلها آلالام ..فلست أريد أن أضايقكم بدراما مشاكلي .......

Uدعوني أقول حياتي كلها صعاب ........

Uأكثر عمري أقضيه تحت الأرض خلف طبقاتها السحيقة في صورة بترول ..

Uو أظل تائها مجهولا لأزمنة بعيدة الي أن أكتشف بعد مجهود شاق أو بمحض الصدفة...............

Uو حينما يخرجونني ...

Uأفرح و أحسب أنني قد تحررت من سجني ..لكنهم فورا يودعونني أفرانا ساحقة Uالحرارة..فأتعذب في جحيم نيرانها بهدف عندهم ......

Uثم لا أكاد أهدأ حتي تنهال علي عمليات كيماوية كثيرة و معقدة يعملون بي فيها ما يحسن في Uأعينهم و أنا مستسلم تماما لا أعترض علي أي شئ يضيفونه الي و لا أتمسك بشئ ينزعونه Uعني .. و كلما يزدادون في سحقي أتذكر قول اشعياء النبي عن الرب يسوع

UUU"مسحوق لاجل أثامنا"UUU

U في النهاية ..بعدما انسحق تماما ..و أكون كما يتمنون يلقونني هناك في الشوارع في Uالطرقات التي تحتاج الي تصليح و تجميل و تري ذلك عيناي فأتعجب ..........

Uكيف يستخدم الله قتامي و سوادي في الاصلاح و يسخر قبحي لأجل التجميل ؟

Uو هنا تذكرت قول عروس النشيد U.... "أنا سوداء و جميلة "(نش 5:1) U

Uو يدفعني التعجب أن أشكر و أصبر ..احتمل و أتحمل .....

Uو تمضي ماكيناتهم الهندسية تسحقني تحتها و آلاتهم الثقيلة تطحنني كي يمهد بي الطريق ..

Uو كلما يمرون يعودون و كلما يذهبون يجيئون و أنا أعتصر ألما لكني أبقي فرحانا لأن Uالطريق يزداد جمالا و ينتهي العمل و تبدأ مرحلة الآلام اليومية صباحا و مساء ..الكل يعبر U, يمضي و يدوس و أنا أرقد صامدا تحت أثقالهم ..تطأني أقدام الجموع فلا أحتج ولا أتذمر Uفأتذكر قول النبي أرميا عن الرب يسوعU

"U أشبعني مرائر و أرواني أفسنتينا .جرش بالحصي أسناني ..كبسني بالرماد "

Uتحركت في الشكوي ذات يوم فلم أستسلم و أقمعت ذاتي و قلت :

Uطالما أنك يا الهي وضعتني هنا.. فلن أكون هناك

Uو طالما قد جعلتني لهذا.....فلن أكون لذاك و بقيت في مكاني سنوات طويلة مرت ....,

Uلا أتذكر فيها أن شخصا ما قد أحني رأسه يوما يشكرني . أو أن انسانا قد جال بخاطره أن يبدي لي شيئا من الامتنان .

Uهم لا يهتمون بي...... الا اذا ظهر بي عيب ما ..حينئذ يثورون و يسخطون و قد يلعنونني Uأيضا قائلين ...( طريق زي الزفت ) ..و هنا أتذكر قول الرسول بولس

UU" نُشتم فنبارك ..نُضطهد فنحتمل ...يُفتري علينا فنعظ" ( 1 بط 2 : 23 ) UU

UUو أتذكر قول السول بولس عن رب المجد يسوعUU

UU " الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا" ( 1 بط 2 : 21 ) UU

Uفما علي أنا الآن الا أن أصمت متشبها بالخادم الأعظم .. الخادم الصامت ...

UUUUUالرب يسوع UUUUU

Uو هكذا فأني ان كنت سيئا أذم ..... و ان كنت حسنا لا أُُمدح .

U U عفوا ..عفوا ...

Uتذكرت أمرا حدث ذات صباح ..

Uشيخ وقور ينظرني ...يشخصني بعمق صامتا ...مدفوعا يروح التأمل و الخشوع ....يومها Uرقص قلبي مبتهجا .... رغم أن الشيخ لم ينطق الي بكلمة واحده .لكني اكتفيت أنه قد

Uأهداني دقيقة من حياته .. غير أني حزنت أن الرجل مضي مغموما ...مكتئبا و لم يكن Uالسبب أن شكلي يدعو للاكتئاب ..مع أنه كذلك فعلا ...... لكن الرجل قد ساءه فعلا أن يشار Uاليه بالبنان و يقال عنه في شيخوخته أنه مجنون . و اعتقدت الأمر سيختلف هذه المرة ..

Uفهذا طفل جميل برئ لست أدري لأي سبب انحني فوقي ينظرني فاحصا يميني و يساري Uبعين لاهثة قلت في نفسي ما أجمل الطفل ..ما أحلي براءته ....

Uاشتقت لو أن يجلس فوقي ...يكلمني ...يصاحبني ..

Uلكنه هب مفزوعا و انطلق فجأة يعبر الطريق ..و لم أكن قد فهمت شيئا ...حتي سمعت Uصوت صاحبه يناديه علي الجانب الآخر :

U" تعال يا جون ...تعال ..لقد وجدت العشرة قروش هنا "

Uو عرفت ما كان يجذب الطفل الي .

U.لقد كان يبحث عن 10 قروش ضائعة و خابت آمالي ..لقد كنت أظنه يتأمل جمالي .........

Uو لكني نسيت نفسي فأين هو جمالي

Uالجميع في زحمة مشغولياتهم ينسوني ...

Uلكن الأمر لا يعنيني كثيرا فأنا لا أسعي خلف الشكر ....

Uو لا ألهث وراء المديح ...

Uالحب الصادق أبلغ من كل الكلمات ..

Uو أعظم ما في الخدمة أن تكون صامتة .........لذا سأظل كما أنا دائما ..

UUUأحب الكل و أخدم الجميع UUU

Uلا فرق عندي أن تدوسني سيارة ثري أو حذاء متهدل لفقير ...

Uو لست أسمح للأبرار بالمضي فوقي ثم أعترض الأشرار

Uلا لست أفرق في محبتي ...

Uفللكل في قلبي مكان و مكانة .....

Uمهما اختلفوا لغة أو دينا أو جنسا .......

Uمهما نسوني أو تركوني أو انشغلوا بحياتهم عني ........

Uمهما ثقلت أوزانهم علي ......

Uحتي ان أُهنت منهم و صرت مثالا للقبح في تعبيراتهم

Uحتي ان ثاروا يوما و اغتاظوا من أحمق بينهم فراحوا ينعتونه في غضب أنه : كالزفت.

UUUصديقي الخادم UUU

Uهذه القصة الرمزية تحمل معاني كثيرة جدا...

Uهل أنت تخدم في صمت أم تُصوت أمام الناس بالبوق

Uو تذيع خدماتك في كل مكان أمام الناس ؟؟

Uان أولادك في الخدمة سيتعلمون من صمتك أكثر من كلامك ...

Uليتك تخدم في صمت و تعلم أولادك بصمتك قبل كلامك

UUUUUUUUUUUUUUUU

UUUصديقي UUU

Uهل قابلتك اهانات في خدمتك ؟؟؟

Uهل قابلت آلام و مشاكل في خدمتك ؟؟؟

Uو هل تحملتها في صبر و شكر؟؟

Uو هل تحب الكل و تخدم الجميع بلا تفرقة ؟؟....ليتك تكون كذلك

Uهل أنت مجهول و محتقر بين الناس؟

Uليتك تكون هكذا متشبها بمسيحك الذي جاء ليخدم لا ليُخدم

Uفاحتقروه و عروه و ضربوه

Uان كل خادم أو خادمة ممن تركوا بصمة علي صفحات التاريخ واجهوا الاحتقار و Uالازدراء في زمانهم ..ان هذه هي الخدمة الحقيقية ..أعظم خدمة.

Uأم أنك تريد خدمة ممتلئة بالكرامة و المديح و التمجيد لذاتك..

Uتريد خدمة تنال فيها أمجادك من الناس و ليس من الله ...

Uليتنا نتعلم من هذه القصة الرمزية كيف تكون الخدمة......

Uمـن كتــاب

"صـــرخـــة خــــــادم " لراهب من جبل الأنبا أنطونيوس.