يحكي عن أحد كبار الأساقفة بأنه سمع عن شابة خادمة جديدة تصنع المعجزات

فأرسل الأسقف إلى الكنيسة التي تخدم فيها هذه الخادمة قسا تقيا ليتحرى أمر معجزات هذه الخادمة

فذهب القديس في رحلة شاقة امتلأت فيها ثيابه و قدماه بالتراب و الطين

حتى وصل أخيرا إلى الكنيسة التي أرسله إليها الأسقف

فما إن دخل حتى طلب من الخادمة الكبيرة المسئولة في الكنيسة

أن تجعله يقابل الشابة التي تصنع المعجزات

جلس الأب في انتظارها حتى حضرت إليه

ولكن الأب بإفرازه و نظرته الروحية أراد أن يختبرها

فلم تلبث أن جلست حتى خلع حذائه

وطلب منها أن تنظفه مما لوثه من طول السفر

فنظرت إليه نظرة احتقار و تعجب وبعدت عنه فورا دون أن تتكلم ببنت شفة

فخرج القديس الحكيم من الكنيسة عائدا إلي الأسقف ليقول له

( لا تصدق .. فحيث لا يوجد تواضع لا توجد معجزات )

وقد علق أحدهم فقال :
"هناك آلاف أسقطهم الفشل في الحياة الروحية ..
و لكن هناك عشرات الألوف أسقطهم النجاح !!

لأن صاعد السلم يرفع عينيه إلي فوق و هو يصعد
لكنه ما أن يبلغ القمة ويقف على رأس السلم حتى تتحول نظرته إلى أسفل
مأخوذا بالإعجاب بالنفس و العظمة و الكبرياء و خيلاء النفس و
هنا نقطة الانحدار."


"فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم
وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية
فانني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم."
(2 اخ 7: 14)