من منظار النقد الأعلى من هو كاتب الأسفار السبعة من التثنية إلى الملوك الثاني؟ وما هي الأدلة التي أقاموها على ذلك؟



ج- استعراض النقاد رئاسة الكهنوت أيام داود الملك الذي أقام أبياثار من نسل فينحاس ابن عالي الكاهن، وصادوق من نسل هارون رؤساء كهنة " ودعا داود صادوق وأبياثار الكاهنين... وقال لهم أنتم رؤوس آباء اللاويين" (1 أخ 15: 11) وبعد موت داود شجع ابياثار أدونيا للاستيلاء على العرش، فغضب سليمان على ابياثار، ولكنه بسبب عشرته مع أبيه لم يسيء إليه " وقال الملك لأبياثار الكاهن اذهب إلى عناتوت إلى حقولك لأنك مستوجب الموت ولست أقتلك في هذا اليوم لأنك حملت تابوت سيدي الرب أمام داود الملك آبى ولأنك تذللت بكل ما تذلل به أبى. وطرد سليمان ابياثار عن أن يكون كاهنًا للرب" (1 مل 2: 26، 27).

فقال النقاد أن اللاويين الذين كانوا في أورشليم من نسل هارون ولاسيما بعد طرد سليمان لأبياثار وتولى صادوق مسئولية رئيس الكهنة كاملة، وهؤلاء كانوا يتعصبون لأبيهم هرون على حساب موسى، ولكن بحذر لئلا يرفضهم الشعب، وفي سيلوه بالمملكة الشمالية حيث طرد أبياثار كان هناك بعض اللاويين، ولاسيما إن سيلوه كانت موضعًا للرب منذ أيام صموئيل، وهؤلاء كانوا يتعصبون لموسى على حساب هرون.

ثم قال النقاد وعلى رأسهم "باروخ هلفرن" إن كاتب سفر التثنية ليس من كهنة الهيكل من نسل هرون لأنه لم يذكر تابوت العهد ولا الكروبيم ولا مقدسات الهيكل، ولم يتطرق إلى وظيفة رئيس الكهنة، ولم يذكر هرون في السفر ألا مرتين الأولى يوم غضب عليه الرب "وعلى هرون غضب الرب جدًا ليبيده" (تث 9: 20) ويوم موته (تث 10: 6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فقالوا لا بُد أن الكاتب من كهنة شيلو الذين يدعون لمركوزية العبادة ولكنهم غير مرتبطين بالهيكل ولا بالقصر لذلك أوصى الكاتب بأن لا يكثر الشعب الخيول والأموال والنساء والإماء للملك لئلا يضل، وإهتم الكاتب أيضًا برفاهية اللاويين واعتبارهم كهنة شرعيين، فكتب سفر التثنية مركزًا على مجموعة القوانين (من الإصحاح 12 - 36) التي تؤكد على مركزية العبادة، وتعيين الملك من قبل الرب، وحظر عبادة الأصنام، وقوانين الحرب، ومعاملة العبيد والشئون الزراعية وتحريم الاشتغال بالسحر ورفاهية اللاويين وكيفية اهتمام الشعب بهم(1).