الحياة الأبدية عطية من الله للإنسان، ولا يستطيع أي إنسان أن يدفع مقابلاً لهذه العطية الإلهية.

والحياة الأبدية تنبع من معرفة الله بصورة حقيقية ومعرفة المسيح يسوع باعتباره المخلص والفادي الذي وهب لنا الحياة الأبدية. "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو 17: 13).

ولكن ما هو المقصود بالحياة الأبدية؟

هل المقصود هو امتداد واستمرار حياتنا كما نعرفها الآن إلى الأبد أي بلا نهاية أم أن المقصود هو الحياة بعد الموت، في مواجهة مع نتيجة ما عاشه الإنسان في هذه الحياة خيراً كان أم شراً.

إن الحياة الأبدية كما يقدمها لنا الكتاب المقدس هي بكل تأكيد حياة الله بكل مجدها وقوتها. فالإنسان الذي كان ميتاً بالذنوب والخطايا، بدون رجاء أو قدرة ذاتية على إحياء كيانه الروحي. هذا الإنسان عندما يستعيد علاقته مع الله على أساس غفران الله لخطاياه سوف ينال من الله حياة جديدة هي الحياة التي لا تتأثر بالزمن بل ولن تتأثر بموت هذا الإنسان.

وهذه العطية الإلهية المجانية مضمونة بوعد الله أن يعطيها لكل مؤمن بالمسيح ابن الله الوحيد.

إذ يقول الكتاب المقدس من له الابن له الحياة الأبدية ومن ليس له الابن ليست له حياة بل يمكث عليه غضب الله.

الإنسان الذي يفتح قلبه للإيمان بالمسيح يختبر الحياة الجديدة تغير كيانه كله من الداخل. يجد نصرة وحرية من قيود الخطية وهدف وبهجة لحياته الجديدة. يعيش هذا الإنسان وقد امتلأت حياته برجاء حي أنه مقبول لدى الله وأن خطاياه قد غُفرت لأن المسيح دفع أجرتها على الصليب. نعلم يقيناً أن هذه الطبيعة الجديدة التي تحب البر والقداسة وتكره الإثم والخطية هي حياة الله التي وهبها له بسكنى الروح القدس في قلبه.

هل يستطيع أحد أن ينزع عمل الله من حياتك؟ هل يمكن لله أن يغير إرادته من جهتك؟

هل يمكن توقع أن يخلف الله وعده؟

كلا، إن يقين نوال الحياة الأبدية من الله أساسها موقف الإيمان الذي يتخذه الإنسان تجاه المسيح ومن ناحية أخرى يرتكز على أمانة الله الذي لا يتغير من جهة مواعيده