ابن البركة - لمن يُريد أن يتعلم شكل الطهارة (عظة للقديس الأنبا انطونيوس 1 )



عظة لأبينا القديس الأنبا انطونيوس ،،،،،،،


ابن البركة ينبغي عليه أن يصنع سيرة تصلح للبركة ، كمثل واحد يريد أن يقتني الغنى لذاته ، فيجب عليه أن يجعل لنفسه طقس التجار وجهادهم ، لأن كَلاً منهم يجعل لنفسه قريحة في معرفة الكتابة ، لكي يكون بارعاً في معرفة لغة الألسن ، ويُدرب فاه لجواب الكلام بعقلٍ ، ويتعلم الحكمة ويصير في صفات تليق بالغنى .

هكذا كل ابن مؤمن يريد أن يتعلم شكل الطهارة : يجب عليه بالحقيقة أن لا يكون فيه شيء من كلام الكذب ، ويُعلَّم نفسه أن تكون له قريحة غير منحلة ، وكلام ممتلئ نعمة وحلاوة واتضاعاً ، ويكون باشاً ( بشوشاً ) أمام كل أحد ويدرس كلام الحكمة في الكتب المقدسة لكي يكون ضميره مجرباً منها ، وان يستقصى ويفحص الليل والنهار في اقتناء مخافة الله الخالق ، ويجعلها في قلبه ولسانه هذه التي يُضيء كل نور من قِبلها ؛ لكي ينظر ويبارك ضابط الكل على عجائبه التي خلقها في نفسه ؛ لكي يزرع القوة في قلبه ليزيد المجد والكرامة التي للقديسين ، هذه التي قد اقترب دخوله فيها .

فإن كانت إرادتك يا ابني أن تُعَدَّ من الجزء الكريم ، فتدرج قليلاً قليلاً وتمسّك بالوصايا تلك التي تحيا بها . وكُن كلّك في الصفة المقدسة وليكن النور مُشرقاً في كل أعمالك . ألْق عنك نوم الظلمة هذا الذي يصنع الغفلة في نفسك لكي تتأمل الطريق المقدسة وتعرف مَنْ الذي يسرقك ويُريد أن يضلّلك ويخسَّرك حياتك ويُبعدك من المجد الكريم .


اذكروا ضعفى فى صلاتكم