ربنا يبعت كلمتان قالتهم سيدة فاقدة البصر قالتهم وهى تنقتل من يد إلى يد
لا تتعجب

نعم قالتهم سيدة فقدت نعمة البصر قالتهم ووجهها مبتسم يشع بالسلام والهدوء
سلام وهدوء لم أراه من قبل فى وجه إنسان ولا ننسى أنها فاقدة نعمة البصر
تعالى معى أقص عليك ما رأته عينى أنا فى سيدة لم تستطع أن ترانى كما أراها ومع ذلك كانت ممسكة بيدى وهى مبتسمة
فى يوم قريب ليس ببعيد خرجت مسرعة تجاه مترو الأنفاق وكان معى صديقة صعدنا المترو
وتحرك المترو وعندما وصل إلى المحطة التالية
رأيت سيدتان أحدهما تساعد الأخرى فى الصعود وتطلب من صديقتى أن تساعدها لكى تهبط فى المحطة التالية لأنها فاقدة البصر
صعدت السيدة فاقدة البصر إلى المترو وأنا أقف خلف صديقتى لكن لم أشعر بقدمى إلا وهى تتقدم إلى الأمام وأصبحت بجوار السيدة
ولم أشعر بيدى إلا وهى تمسك بها ولم أشعر بفمى وهو ينطق بعض الكلمات لأطمئنها بأننى أمسك بها وسأساعدها فى النزول
كل هذا وأنا أتخيل بأن ما سأفعله هو فقط أننى سأساعدها فى الهبوط من المترو إلى الرصيف
فكلى ثقة بإن يوجد من ينتظرها فى المحطة التالية
وصل المترو الى المحطة وفتح الباب وياللمفاجأه !!!!! لا ينتظرها أحد بل وجدتها تبحث عن من يقوم بتوصيلها للخارج
ووجدت نفسى مرة أخرى وبدون شعور ألوح لصديقتى من خارج المترو بأن تسبقنى وأننى سأتبعها لاحقاً
وأخذت السيدة وهى ترجونى أن أتركها ووجهها مبتسم وتقول
( متقلقيش ربنا بيبعت )
نعم قالت هذا وهى مبتسمة وبها سلام عجيب لم أراه من قبل
وأستمرت تكرر الكلمتين ربنا بيبعت ومنهم سمعت جملة السيد المسيح حينما قال
انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وابوكم السماوى يقوتها الستم انتم بالحرى افضل منها
وتركتها لسيدة أخرى حتى تقوم بمساعدتها فى الخروج من المحطة وأسرعت إلى صديقتى وإلى موعدى
ولكن أستمريت أفكر فيها وتسألت أين ذويها أليس لها أخ أو أب أو قريب
أليس لها مرافق ؟
كيف كيف تنتقل من يد إلى يد ؟؟
كيف وهى لا تبصر ؟ كيف تشعر بالأمان ؟
وتسألت لو أنى مثلها سأفعل مثلها !!! وأرتسمت هذه العلامة على وجهى
ولكن عدت بذاكرتى للسابق وتذكرت كلمات السيده ( متقلقيش ربنا بيبعت ) وتذكرت أيضا قول السيد المسيح
انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وابوكم السماوى يقوتها الستم انتم بالحرى افضل منها
ولم أجد سوا هذا الكلام أردده وهو
أشكرك يا ألهى على ما أعطيت لى من نعمة البصر وما أعطيته لهذه السيدة من نعمة السلام والتحمل والشكر
صدقونى أخوتى لا أعرف هذه المرأه هل هى تحمل أسم المسيح أم لا
ولكن صدقونى رأيت المسيح عندما نظرت لوجهها رأيت سلامه وحبه وحنانه بداخلها


ربى والهى ومخلصى


أعطيتنى نعمة البصر فأجعلنى أنظر أليك


أعطيتنى نعمة النطق فجعلنى أنطق بمجدك وعجائبك وأسبحك على الدوام


وأعطيتنى نعمة الاحساس فأجعلنى دائماً أشعر بك


أشكرك ألهى على جزيل رحمتك وكثر عطاياك ونعمك التى أشعر بها عندما أرى أمامى من يفتقد بعضها


ولكن أنت لا تترك أولادك تعطيهم دائماً ما يعوضهم عن ما أنتقصوه


أتعلم ربى كم تمنيت أن أفقد بصرى مثل هذه السيدة لكى أشعر بهذا السلام العجيب بداخلها والراحه والفرحة المرتسمة على وجهها


ولكن من فضل حبك أعطيتنى أن أرها لكى أرى حبك وحنانك بداخلها


ولكنى شعرت كم أنا ضعيفه كم أنا خاطئة فسامحنى لجهلى وعدم شكرى الدائم على عطاياك الجزيله ونعمك




أحبك يا يسوع نعم أعلم أننى أرددها كثيرا ولكن سأستمر أرددها أحبك ألهى وحبيبى يسوع أحبك وسأظل أحبك حتى أتاكد بأنها ليست كلمة أرددها كثيراً


حتى أتأكد بأنها فاقت وعبرت كل الجبال وعبرت سماك بل إالى ملكوتك وأستقرت أمامك وأرى وجهك يبتسم لى قائلاً سمعتها وشعرت بها