+ تُعتبر هذه الشهيدة بكر شهداء إسنا وشفيعة المدينة، ويعتبرها البعض شفيعة الصعيد كله في زمن الاضطهاد الذي أثاره الطاغية دقلديانوس
تحملت هذه الأم ان يذبح أولادها الأربعة على ركبتيها من أجل رب المجد يسوع المسيح
أنها الشهيدة العظيمة " الأم دولاجى وأولادها الأربعة "
القصة الفعلية :
قام أريانوس والي أنصنا برحلة تجول في بلاد الصعيد ليرى مدى تنفيذ مراسيم سيده الإمبراطور دقلديانوس، ولكي يشبع شهوة قلبه الداخلية في تعذيب المسيحيين وقتلهم
لقاء مع الصبية القديسين
كانت الأم دولاجى أرملة ويذكر التاريخ أنها كانت غنية وزعت ما لديها علي الفقراء والمساكين. وحالما دخل أريانوس والي أنصنا مدينة إسنا قابله أربعة صبية أشقاء وهم " سوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس "، كانوا يسوقون دابة محملة بالبطيخ. فأوقفهم وأمرهم أن يسيروا معه للسجود للأوثان، لكن الصبية الشجعان رفضوا وأعلنوا مسيحيتهم.
حاول معهم بالإغراء فلم يفلح، فأخذ الوالي يتوعدهم بأنه سيلحق بهم التعذيب حتى الموت، وإذ لاحظ إصرارهم على التمسك بالإيمان أمهلهم لكي يتراجعوا عن إصرارهم.
الأم دولاجي تشجع أولادها
طار الخبر إلى أمهم التقية والشجاعة دولاجي، والتي تُحسب مفخرة من مفاخر الشهداء. هّبت مسرعة إلى مكانهم. وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقويهم، فامتلأ أريانوس غيظًا، وأمر بحبسهم جميعًا، تمهيدًا لمحاكمتهم.
الأم تُعد أولادها للاستشهاد
في داخل السجن أخذت الأم دولاجي تصلّي مع أولادها. كانت تطلب عونًا إلهيًا ليثبت هؤلاء الأولاد الصغار. استطاعت الأم بأحاديثها العذبة أن ترفع قلوب أولادها إلى السماء، وأن يشتهوا نوال أكاليل المجد.
وفي الليل ظهرت لهم السيدة العذراء، وكانت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعدّ لهم مكانًا أبديًا في السموات. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لإيمانهم.
محاكمتهم
في الصباح استدعاهم الوالي، وحاول معهم مرة أخرى أن يبخروا للآلهة، فإذا بالأم دولاجي تصرخ معلنة إيمانها المسيحي هي وأولادها، قائلة: " إني مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح الذي خلق السموات والأرض والبحار والأنهار وكل ما فيها ". وكان من خلفها أبناؤها الذين كانوا يهتفون " نحن مسيحيون " وأنهم يرفضون عبادة الآلهة الكاذبة.
أُلقيت الأم وأولادها في السجن لتنفيذ حكم الإعدام.
استشهادهم
امتلأ أريانوس غضبًا وأمر بقطع رؤوسهم، على أن يُذبح أولادها على ركبتيها الواحد تلو الآخر، وفيما كانوا يفعلون ذلك كانت ترتل وتصلي، وأخيرًا قطعوا رأسها.
مازالت أجسادهم الطاهرة بالكنيسة التي تحمل اسمهم بمدينة إسنا حتى الآن.
تحتفل الكنيسة بعيد استشهادهم في السادس من شهر بشنس الموافق 14 مايو.
التأمل :
+ كان الوالى يداعبه أمل خفى فى رجوعهم عن إيمانهم وتبخيرهم للأوثان وظن ان امهم ستركع ضارعه تسترحمه ليترك أولادها ، لكنه سرعان ما أكتشف أنه ليس أمام أم فلاحه مع أولادها الفلاحين بل هو أمام حصون منيعة لا تقهر .
+ أصدر الوالى حكمه بذبح أولادها على ركبتيها لعلها امام هذا المشهد الدموى تضعف إرادتها وروحها المعنوية كأم تخاف على أبنائها ، ومن ثم تدين له بالولاء وطاعة الأوامر ولكن إيمانها العظيم أذهل الوالى والعالم من ورائه ، إيمان قوى صامد صمود الجبال مهما أصابته الشدائد وانهالت عليه الضيقات فلا يتزعزع ، إيمان حازم جبار اقوى من سيفة القاطع البتار .
+ كان قبولهم الموت أنتصارا باهرا للأيمان لأنهم لم يكونوا يبغون مجدا دنيوياً بل مجدا أبدياً
كان همهم الأول ليس إرضاء الناس على حساب الحق بل إرضاء الله الذى سيدين المسكونة بالعدل .
فالحياه الدنيوية لابد أن تعبر وتزول وتذهب إلى غير رجعة أما التمسك بالأيمان ففيه الضمان لنوال الحياه الأبدية والفوز بأكليل المجد .
+ يا ليتنا نستوعب عظمة هذا الأيمان ونطلب من الله دائما ان يهبنا هذه الشجاعة والقوة للتمسك به حتى المنتهى
+ لقد فقدنا أشياء كثيرة هامة فى حياتنا المعاصرة الأن ... كل أهتمامات الأم الأن هل أولادها اكلوا وشربوا وناموا كويس ولبسهم نظيف و و و .......
كم أم الأن تهتم وتسأل هل أولادها صلوا عند أستيقاظهم وقبل اكلهم ونومهم
كم أم الأن تهتم وتسأل هل أولادها قرأوا فى الكتاب المقدس او فى سير قديسين الكنيسة يوميا
كم أم الأن تهتم وتسأل هل أولادها منتظمين فى الذهاب للكنيسة ومدارس الأحد والأجتماعات والقداسات كم وكم وكم .....
ان الحياه ليست أكل وشرب ولبس ... الحياه ليست جسد فقط .
لابد على كل أم ان تعيد النظر فى طريقة تربيتها لأولادها حتى إذا عاد دقلديانوس مرة أخرى ليأمر بعبادة الأوثان يجد أولاد اقوياء فى الأيمان غير متزعزعين ومن خلفهم أمهات باسلات تسند أيمانهم وتشجعهم .
صلوات الأم العظيمة الشهيدة دولاجى واولادها الاربعة العظماء تسندنا دائما إلى الأبد أمين.