كانت مريضة..يائسة..حزينة..فمنذ اثنتى عشرة سنة وهى تنزف دما !
ونظرا لطبيعة هذا المرض فقد كانت بائسة..وحيدة!
كل أموالها ..أملاكها..أحلامها..أمالها..كل معيشتها..أعطتها للأطباء!ولم تقدر ان تشفى من أحد(لوقا 8)

وفى وسط حزنها..وهمومها..وألامها..سمعت عنه!وتأكدت فى قلبها ان الشفاء..لن تأخذه الا..منه!

وتحرك فى داخلها ..أمل!وتحول الامل الى..ايمان! بسيط..صغير..صغير جداا..كبذرة الخردل! لم تكن تملك غيره..ولكنه كان يكفى..ويزيد!لانه كان ايمان يريد..ايمان يستطيع..ايمان ينتزع...ويأخذ!!

وذهبت اليه..مترددة..خائفة..متسائلة..كيف تواجههه..بأى طريقة تكلمه!
ولكن شيئا فى قلبها شجعها..فقد سمعت عنه..انه يحـــــــب!!

يحب حبا عجيبا..غريبا..فريدا..حب لا يكره ابدا..حب لا يستسلم ابدا..حب لا يتوقف أبدا..حب يغفر..حب يسامح..حب يعطى..حب يشفى..وبدون مقابل! حب لايأخذ شىء..أبدا..أبدا!

وأحست ان من يحب هذا الحب..لن يتركها ترجع فارغة..بل كانت واثقة ان من يقبل الى هذا الحب لايخرجه خارجا(يوحنا6)
ومن بعيد رأت الحب! رأت يسوع! وبروحه لمس قلبها..لمس ايمانها!
الجميع كانوا حوله يزاحمونه ..كل واحد جاء ليطلب..ويتمنى..ان يأخذ!

اما هذة المرأة فلم تجىء لتطلب..لم تجىء لتتمنى..بل جاءت لتأخذ!!
وببساطة..وثقة..وايمان صغير..مدت يدها ولمست هدب ثوبه ففى الحال وقف نزف دمها(لوقا8) وانتزعت شفائها!!

وأحس يسوع بلمستها..شعر بالقوة التى أخذتها! وفرح قلبه بايمانها..ببساطتها..وثقتها!

وقال لها بكل الحب..ثقى ياأبنه..ايمانك قد شفاك..اذهبى بسلام(لوقا8)

أه ..ماأجمل كلمه...ثقى يا ابنه!
أه..يالها من لمسه..انتزعت شفائها..وسلامها..سمائها وأبديتها وخلاصها..وأصبحت ابنه!

صدقنى يسوع يريدك ان تلمسيه هذة اللمسه...رغبه قلبه ان يناديك ويقولك لك..ثقى ياأبنه!
ايمانك قد خلصك!ياأبنتى..ياحمامتى..ياحبيبتى..ياكاملتى..ا فتحى لى قلبك ..لاتتركينى أقف خارجا..أريد ان أدخل..اريد ان أمكث..اريد ان أملك..أريد ان أشفى..لانى أحببتك!



+أحببتك وانا لااجد مكانا لى فى قلبك!!

+أحببتك وانا أراك تفتحى قلبك للناس..وتعطينى دائما..ظهرك!!
+أحببتك وأنتى بعيدة..ضائعة ..تائهة..تجرى وراء العالم..ولا تسمعى صوتى..وأنا اجرى وانادى خلفك!
+أحببتك وانتى عطشانه..وتطلبين دائما مياه العالم ..وتتركينى..أنا ينبوع المياه الحيه التى بها وحدها تستطيعى ان تروى نفسك!


أه..لو تعلمى كم أحببتك فى مرضك..كم تألمت وتعذبت وأنا امد يدى لاشفى روحك..ثم جسدك..فأراك ترفضين شفاء روحك وتريدين فقط شفاء جسدك!!!

أحببتك حتى فى عنادك ! وانتى ترفضين محبتى..وتهملين كلمتى..وتستهينى برحمتى..والايام تجرى..وانت لا تدرى..ويوما ما..فى لحظة ما..ستنتهى! وستختفى معها أحلامك..لن تنفعك أموالك..وستجدى نفسك هناك!فوق! أمام عدلى!
وقد نسيت أهم شىء!وهو خلاص نفسك!!


أه..كم أحببتك..حتى وانت تصممين على خدمتى بطريقتك..بتدينك..بطقوسك وأعمال جسدك..وتهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة..ونسيت ان الحاجة الى واحد(لوقا10)
لم تجلسى معى..لم تتكلمى معى..لم تكن شركة بالروح معى..لم تتمتعى بالحياة المسيحية الحقيقة عندما يملأ الروح القدس كل جزء فى داخلك وتجرى من بطنط أنهار ماء حى(يوحنا7) تفيض وتروى كل من حولك..قد تكونى قد ساهمتى فى خدمتى بأموال كثيرة..وأعمال كبيرة..واعتبرتى ان هذا كله لمجد اسمى..ولكنك فى وسط حماستك تركت الشيطان يخدعك ويجعلك تتركينى خارجا! وتضعين..ذاتك..بدلا منى داخل قلبك!!

أه..لو تقتربى منى ....الان.
أه ..لو تلمسى حبى ....الان.
أه..لو تعلمى كم أشتاق ان أدخل قلبك..وأطهرك بدمى..وأعطيك خلاصى..وروحى الان.

أحببتك دائما..ومازلت أحبك..وانتظرك..واريدكالان..وكما انت!..على الصليب دفعت بدمى ثمن حريتك من عبودية الخطية..لانه مكتوب ان دمى يطهر من كل خطية(يوحنا الاولى1) واحتملت كل شىء..كل شىء..من أجلك

فتعالـــــــــــى الان ..أنتى لى..وأنا لك..رغبة قلبى ان ادخل الان قلبك..وسأعطيك بروحى فرح وسلام لن يستطيع احد ان يأخذه منك..
وستكونين معى حيثما أكون انا لتنظرى مجدى..لانه مكتوب..أيها الاب أريد ان هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون انا لينظروا مجدى الذى اعطيتنى(يوحنا 17)

أه..ألا تشتاق نفسك لهذة الحياه.
من له الابن فله هذة الحياه..ومن ليس له ابن الله فليست له الحياه(يوحنا الاولى 5
)