أعادت له ابنته بعد عشرين عام
هذه المعجزة حدثت منذ مدة لشاب روحى نقى فى كنيسة السيدة العذراء المعلقة فى مصر القديمة وسميت معلقة لأنها مبنية على ابراج قلعة أو حصن بابليون.
كان هذا الشاب يدخل هذه الكنيسة يوميا وأمام أيقونة السيدة العذراء بقلب بسيط يشعل وينير شمعة وايقونة السيدة العذراء الأثرية مرسومة على عمود من أعمدة الكنيسة.
طلبة واستجابت
وذات يوم طلب من السيدة العذراء زوجة صالحة تقية ويمن عليه بخلفة( أولاد) وقد سمع صورة السيدة العذراء من الأيقونة هادئا بحنو بالغ قائلة:
طلباتك وتوسلاتك سمعت وسيعطى لك الله وسيأخذ منك
لم ينتبه لسماع الجملة كاملة الا الى مقطع " سيعطى لك" كل ما فهمه منه أنه سيرزق بزوجته وذرية ( أولاد) سوف يتباها بهم أمام أهل بلدته فى الصعيد. ورزقه الله بزوجة فاضلة صالحة..
ومرت الأيام وولدت له طفلة جميلة جدا... ولكن نبؤة السيدة العذراء تحققت فى النتقال زوجته (موتها) لمرضها بدلا من الطفلة التى أعطيت له.
تقديم الوديعة(الأمانة)
انتقلت الأم تراكة وراءها طفلة رضيع تبكى وتريد طعاما وملابس وربما تشعر بغياب من حملتها تسعة أشهر فى أحشائها، تزداد بكاء ويزداد الأب الطيب غيظا..كيف يرضى هذه الطفلة ويسكت بكائها.
استغاث بأم النور – ام الرحمة العذراء مريم وذهب الى كنيستها حاملا الطفلة الرضيعة المولودة حديثا الى أيقونتها فى كنيسة العذراء المعلقة وقال:
بسببك وشفاعتك أعطانى الله الطفلة" مارينا" والآن اترك لك يامريم وديعتى- الوديعة أمانة لا تنصرفى بها.. أترك لك قطعة من نفسى بل جزءا من حياتى لترعيها بحنانك كأمانة ووديعة..
دمعت عيناه وانحنى وقبل طفلته مودعا اياها وكله ثقة فى السيدة العذراء، ترك حبيبته ووحيدته بجانب أيقونة السيدة العذراء وقد طابت نفسه وهدأت روحه وخرج من الكنيسة المعلقة وكأنه لم يترك شيئا من كيانه وقد سافر الى دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر زاهدا ومتعبدا.
الطفلة تربت فى دير الراهبات
المولودة الرضيع مارينا مكثت تحت أيقونة السيدة العذراء ساعات قليلة حتى أمسى الليل عليها باكية وعندما جاءت راهبات- عذارى من دير البنات المجاور للكنيسة لينظفن الكنيسة سمعن بكاء طفلة صغيرة، وجدوهن ملفوفة وبجانبها ورقة باسمها "مارينا" وأخذهن الى رئيسة الدير فقالت رئيسة الدير بعد الفحص والتفكير والالهام من الله:
ان الله أعطاها لنا عطية صالحة لنحافظ عليها ونصونها ولتكن ارادته ورحمته.
فرحن جميعا بالطفلة وأصبحن كلهن أما للطفلة.
مارينا تتزوج والعذراء تختار لها العريس
بعد عشرون سنة من وضع الطفلة مارينا أمام أيقونة السيدة العذراء بكنيستها المعلقة، كبرت مارينا وترعرعت وأصبحت فتاة .. وكانت تدخل كعادة الراهبات لتنظيف الكنيسة وخاصة أمام أيقونة السيدة العذراء.
دخل شاب روحى الى الكنيسة كعادته وأمام أيقونة السيدة العذراء أشعل شمعة وناجى الله والسيدة العذراء قائلا:
ربى أطلب منك امراة فاضلة
لكى تكون معى جسدا واحدا وعقلا واحدا وفكرا واحدا فى الرب ونظر الى صورة السيدة العذراء ولاحظ أن جفون عينيها ترمش ومقلتى العين تتحركان وكأنهما كأنهما مازالتا حي فى صورة الأيقونة وسمع هذا الشاب المدعو مرقس صوتا حنونا ينساب من شفتى صورة العذراء الموجودة فى الأيقونة قائلا:-
"هذه هى المرأة الفاضلة التى اختارها لك الله"
وعندما تلفت مرقس فى اتجاهها وجد فتاة بملابس الراهبات تكنس الكنيسة بهدوء وعناية على أضواء الشموع الخافتة تأملها الشاب فى استحياء ثم خفض عينيه..
ندم لنظره لراهبة من راهبات دير العذراء بكنيسة المعلقة فركع أمام الأيقونة ساجدا متلعثما وطلب من السيدة العذراء المغفرة وقد سمع صوتا قويا قائلا:
"مرقس مرقس تقدم ولا تخف انها من عند الله امراة فاضلة"
اضطرب جدا وتوجه الى رئيسة الراهبات معترفا وطالبا الصفح والغفران وقالت له رئيسة الدير: " مرقس انى أعرفك منذ مدة طويلة تتردد على الكنيسة منذ حداثتك( صغرك)وانى واثقة من أخلاقك كما أثق بتلك التى اختارها الله لك بشفاعة السيدة العذراء ذهل قائلا:
انها بنت الدير وجدناها أمام تلك الأيقونة التى للعذراء مريم التى خاطبتك منها وقد تربت الفتاة مارينا مع الراهبات ولبست ملابسهم سألت رئيسة الدير مارينا قائلة:
" هل تريدين أن تتزوجى أم تسيرى فى طريق الراهبات أو تسمعى لصوت العذراء مريم التى أشارت على الشاب مرقس الزواج منك." وافقت مارينا على الزواج منه. وتوجه مرقس الى مقصورة السيدة العذراء ليشكرها على شفاعتها لله وعى حسن اختيارها له زوجة فاضلة.
العودة وطلب الوديعة(الامانة)
بينما كان مرقس واقفا كعادته وجد رجلا كبيرا عجوزا واقفا يبكى ويصرخ الى السيدة العذراء.
اقترب منه فوجده لابس ملابس رهبان فسمع مرقس ذلك الراهب الشيخ الوقور يقول :
يا عدرا ياحنونة أين وديعتى
أنت كفيلتى.. أنت عضدى ومعونتى ، نصرى فى شدتى
أين وديعتى
أين الوديعة التى سلمتها لك
صرخ الراهب الشيخ بصوت باكى وأذرف دموعا شديدة غزيرة
تقدم مرقس قائلا:
يا أبى أرجو أن تطيب نفسا وتأتى عندى لتستريح لأنى أراك مرهقا جدا
أجابه الشيخ:" نعم يا بنى لقد حضرت من دير الأنبا أنطونيوس فى البحر الأحمر الى كنيسة السيدة العذراء المعلقة طالبا وديعتى.
لم يفهم مرقس ماهى وديعة الراهب وطلب منه أن يذهب معه الى بيته ليتبارك به هو عائلته.
وافق الشيخ على الذهاب معه وبعد أن استراح الراهب الشيخ الأب وبعد ما قدم له مرقس واجب الضيافة تقدم اليه مرقس حاملا ابنته الصغيرة ليباركها لما رأها الشيخ نظر اليها بامعان وتدقيق وعمق شديد ثم بكى بكاء مرا.
تعجب مرقس من ذلك وسأله عن سبب البكاء والنحيب.
اجاب الأب الشيخ:
اسمع يابنى منذ حوالى عشرين سنة تركت طفلة تشبه ابنتك فى كل شىء أمام صورة العذراء المعلقة وجئت اليوم لكى أطلبها من العذراء حيث وجدتنى وأحضرتنى الى بيتك فوجدت ابنتك تشبه ابنتى مارينا.
صاحت زوجة مرقس الشاب منادية الراهب الشيخ:
أبى أبى
لانها كانت واقفة عند باب الحجرة تخدم عليهما ثم قصت عليه كل ما حدث لها كما أخبرتها الراهبات.
شكر الأب وابنته الله على نعمه وشكروا السيدة العذراء التى حفظت الأمانة والوديعة وجعلت راهبات قديسات يربين ويعتنينا بالوديعة حتى وجدها قد أثمرت فى كرم الرب وشكروا جميعا القديسة الكلية القداسة العذراء مريم لحفظ الوديعة عشرين سنة وجمعت شمل العائلة ثم مجدوا السيدة العذراء بتماجيد مقدسة.
طوباك يا أم النور
طوباك ياأمينة على الوديعة