وهنا أعرض لكم ماهية الرد المسيحي المستقيم على الأكاذيب والتلفيقات والتهم الخطرة الواردة في المقال




مقدمة لا بد منها

إن الموضوع الذي نحن امامه ليس بجديد، ولكن المهم فيه ليس ما يطرحه من أسئلة فحسب بل الطريقة التي يحاول فيها كاتبه التأثير على مشاعر وعواطف القراء ممن يؤمنون بالله ببساطة وبدون تشابكات وتعقيدات اللاهوت واللاهوت العقائدي. ولا شك في أن الإيمان بحد ذاته هو إيمان بسيط، والله لا يطلب من أحبائه تقديم شهادات دراسية حتى يقيّم إيمانهم، بل هو يريدهم ان يأتوا إليه بكل بساطة ويلقوا بأنفسهم على صدره فيستريحون.
إلا أن اللاهوت - وإن كان له متخصصين كما لكل فروع المعرفة التي هو أحدها - لم ينشأ لكي يجعل الإيمان بالله معقداً، بل على العكس وهذه الحقيقة يجهلها الكثيرون ، اللاهوت هو للحفاظ على نقاوة وسلامة الإيمان بالله من العبث والتحريف الذي يجري على أيدي أناس عمداً أو عن غير عمد، هؤلاء الذين اختاروا أن يفصلوا انفسهم عن الجماعة المؤمنة ويتبعوا سبلاً غريبة عن الإيمان القويم، يعمدون أيضاً لتضليل الآخرين عن سواء السبيل :

لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا ( متى 24: 24 )

والخطير الذي في موضوعنا هذا هو القول المتكرر بأن لا علاقة للإيمان ببتولية مريم من عدمها، أو للإيمان بزواجها من عذريتها، أو للإيمان يقداستها وواجب الصلاة لها ومديحها من عدمه ؛ بمسألة الخلاص أو الإيمان بالرب يسوع والخلاص الذي قدمه لنا .

إن مفهوم " الخلاص " في نظر الكنيسة الأرثوذكسية أسمى بكثير من المفهوم الذي يطرحه بعض الفرق والتجمعات المسيحية التي تظهره على أنه غفران من الخطايا - السابقة واللاحقة - وحياة أبدية . وأن الغفران والحياة هما نتيجة لنيل الخلاص وليس بداية له، وأن الخلاص لا يتم في لحظة بل هو جهاد بالدم حتى النهاية يبدأ بالاعتراف بالرب يسوع وبفدائه ويدوم دوام حياة الإنسان.
بمعنى أن الكنيسة لم تقل يوماً أن ما نقدمه للعذراء مريم أو للقديسين من تكريم، أو أن العقائد المتعلقة بالعذراء هي ضرورية لتكميل الخلاص وبدونها لا يتمّ. ولكن التنكر لهذه العقائد أو المفاهيم ورفضها لا يمس شخص السيدة وحدها بل يتعداها لشخص المسيح نفسه ، هذا من جهة، وأنه تغيير لإيمان الكنيسة ومفهومها وحقيقتها ويتنافى مع إيمان الكنيسة الأول ، من جهة ثانية.

لذلك لا ضرورة كل بضعة عبارات للكلام عن ماهية علاقة مريم بالخلاص وعلاقة القديسين بالخلاص ، ولا داعي للثرثرة بموضوع الخلاص لمن لا يدرك منه سوى أن تحول سحري من شخص بعيد عن الله إلى شخص في حضن الله، ولا داعي لتقويل الكنيسة ما لا تقوله وما لم تقوله وما لن تقوله ، ولا داعي لأن ننسب لها ما لا تؤمن به..لأن في ذلك تضليل للنفوس المؤمنة و " ويل للرعاة الذين يبددون غنم رعيتي ".

هذا ما سأحاول توضيحه في سلسلة الردود على بعض عبارات الكذب الواردة في المقال ، والتي بعضها يمكن تصنيفه تحت خانة التجديف على الرب.


اقتباس:

اقتباس:يتبين للقارئ هنا من أين اتت بداية سلام مريم الذي يجمع سلام جبرائيل بسلام أليصابات فيقال كالتالي :
"السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح. " ولكن من اين اتى باقي السلام وهل يتوافق مع باقي الإنجيل "يا قديسة مريم يا والدة الله (إستغفر الله) صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن و في ساعة موتنا آمين" قد يعترض البعض فيقول انه بما أن مريم هي ام الرب يسوع المتجسد ويسوع والله واحد فلماذا من الخطأ ان تسمى ام الله. الجواب على هذا بديهي وربما يا قارئ هذا المقال قد إستنتجته بنفسك





استغفر الله !! يستغفر الكاتب الله من أن يقال للسيدة العذراء " أم الله، والدة الله " التي جاءت في هذه العبارة من عقيدة " الثيوتوكوس " أي " والدة الإله " والتي ثبّتها المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 481م. ماذا يعني هذا ومن أين جاءت العقيدة المذكورة وهل هي من ابتكار المجمع المذكور

هذا يعني ببساطة أن القس كاتب المقال لا يؤمن بأن مريم هي " والدة الإله " لأنه ليس لنا إله آخر غير الله. ولأن المسيح في إيماننا هو الله.
هذا يعني أن المولود من مريم ليس الله، وبالتالي يسوع المسيح هو المقصود بأنه ليس الله وهنا لدينا عدة احتمالات:
- أن يكون المولود من مريم هو إنسان عادي مختار تم الحبل به بدون رجل، وحلّ فيه الله من بعد ولادته من مريم .
- أن يكون للمسيح يسوع شخصين أحدهما إنسان والآخر هو الإله، وبالتالي هما منفصلين لأن مريم حبلت وولدت يسوع ولم تلد الله.
- أن يكون الله اقترض جسداً من مريم ، فيكون الله عاجزاً أن يتجسد.

هنا تجديف واضح في الحالات الثلاثة التي نجمت عن هذا الكلام بأن مريم لا يجوز مناداتها بـِ " والدة الإله " :

في إيمان الكنيسة نعلن الاتي "اننا نعترف بأنّ الكلمة - الأقنوم الثاني أي الابن - صار واحدا مع الجسد، اذ اتّحد به اتحادا شخصيا. فنحن نعبد الشخص الواحد، الابن والرب، يسوع المسيح. اننا لا نفرق بين الله والإنسان في شخصه ولا نفصل بينهما وكأنّهما اتحدا الواحد بالآخر اتحاد كرامة وسلطة. ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحا آخر غير المسيح المولود من امرأة. إنما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب وهو نفسه الذي اتخذ جسدا، وبما أنّ العذراء القديسة قد ولدت بحسب الجسد الإله الذي صار واحدا مع الجسد بحسب الطبيعة، فإننا ندعوها والدة الإله".

هذا يعني أن الكنيسة عندما تعلن أن العذراء هي والدة الإله فإنما تعلن ذلك لكي ترد على الهراطقة الذين عمدوا إلى فصل شخص المسيح إلى اثنين وقالوا أن الإله لا يولد من امرأة ولا يتألم ولا يموت.. وأن الذي ولد من العذراء هو جسد أي بشر ، وأن الإله لا يمكن له أن يولد ... إلخ

هذا ما نادى به البطريرك نسطوريوس:
أنكر نسطور الطبيعة الإلهية الأزلية في يسوع المسيح وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله -وكان هذا اللقب موجوداً وإلا كيف اعترض عليه نسطوريوس - قائلاً: (إن مريم لم تلد إلهاً بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً وما يولد من الروح فهو روح . فالعذراء ولدت إنساناً عبارة عن آلة للاهوت. وذهب إلى أن ربنا يسوع المسيحلم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان حل عليه اللاهوت أثناء وجوده على الأرض وفارقه على الصليب) . وبحسب رأيه فالقول بأنّ مريم هي "والدة الإله" يسوع يعني أمرين: إمّا أنّ يسوع ليس إنسانا كاملا، وهذا ما كان يقوله ابوليناريوس ( أسقف اللاذقية 310-390 م الذي سقط في هرطقة أن لا وجود لشخصية بشرية كاملة في المسيح يسوع بينما كان يحاول الدفاع ضد تعاليم آريوس )، وإمّا أنّ يسوع هو الله المخلوق، وهذا ما كان يقوله آريوس ( كان آريوس يرى في الابن إلهاً دون الله وأقل منه مرتبة وقدرة وأن الله خلقه ، وهذا نفس ما يبشر به اليوم شهود يهوه ). وفي سعيه البريء للدفاع ضد تعاليمهما الخاطئة سقط في هرطقته.

الكثير من اللاهوتيين اليوم يرون أن نسطوريوس أخطأ في شرح عقيدته وأصر عليها، وأنه إنما كان يدافع عن الألوهة المنزهة عن الولادة والألم والموت، وفاته أن الإله صار جسداً وبالتالي صار قابلاً لأن يموت ويتألم ويولد ... إلخ ، وهذا معقول لأنه كان لاهوتياً كبيراً ومشهوراً بتقواه وورعه، ولكن مع الأسف سقط في هرطقة تمس شخص المسيح مع انها تبدو للوهلة الأولى كما موضوعنا الذي نناقشه أنها تتناول عقيدة متعلقة بشخص مريم العذراء وأن لاعلاقة للعذراء بالخلاص ولا بالايمان ..

أوردتُ هذا التعليق على عبارة " والدة الإله" لكي أوضح التالي:

- عندما نقول مريم " والدة الإله " فنحن لا نزيد على مريم من الكرامة المعطاة لها من الله، نحن نؤكد هنا أن المسيح الذي ولد من مريم هو الإله الكلمة، الأقنوم الثاني للثالوث ، الابن، وهو نفسه تجسد باختياره من العذراء وصار انساناً كاملا بكل شيء ما عدا الخطيئة.
- وبالتالي نؤكد على وحدانية شخص المسيح بطبيعتيه البشرية والإلهية الكاملتين دونما تفريق وانفصال وكذلك دونما تمازج واندماج.
- في كل ما سبق لا ربط بين هذه العبارة وضروريتها للخلاص كما يدعي كاتب المقال لكي يؤثر على قرائه البسطاء، بل نحن نتناول ما هو أهم وهو شخص يسوع المسيح الذي هو محور الخلاص وجوهره. وبالتالي إن كان إيماننا بالمسيح مشوباً بالضلال فما هو الخلاص الذي نتحدث عنه
- عبارة كهذه يصورها لنا البعض على أنها مغالاة ومبالغة في تكريم العذراء ما هي إلا عبارة تتعدى العذراء إلى شخص ابنها ، وآباؤنا في المجمع الثالث لم يقوموا بفرض عبارة علينا بدون سبب بل أن كل شيء كان لمجد الله وتسبحته. نحن لا نبالغ في تكريم أحد بل نحافظ على استقامة الإيمان من العبث بنوعيه المقصود وغير المقصود.
- العبارة قديمة قدم الكنيسة نفسها وآتية من إيمان مستقيم والمجمع المسكوني من خلال الآباء القديسين ملهمين من الروح القدس ومن الكتاب المقدس لم يفعلوا سوى إعلانها عقيدة رسمية.

ما الإثباتات على صحة ما اعلنه هذا المجمع المسكوني ضد هرطقة نسطوريوس السابقة التي يكررها القس حداد في المقال

فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت:مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي / لوقا 1: 42
الروحالقدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله / لو1: 34
فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم / متى 1: 21

هذا بعضها : وبالتالي أول من سمّى مريم والدة الإله هو الروح القدس الذي تكلم بفم أليصابات وسماها " أم الرب " أي باليونانية ثيوتوكوس = والدة الإله " والعبارة باليونانية هي :
η μητηρ του κυριου μου وتقرأ : إي ميتير تو كيريو مو وتعني بالانكليزية the mother of my Lord
والملاك هو الذي يؤكد أن المولود منها هو " القدوس " وهذه الكلمة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم ترد إلا لتدل على الله، ولم ترد مرافقة لاسم أحد آخر، بمعنى ان المولود من مريم هو الله. وأيضاً قول الملاك أن هذا المولود هو الذي سيخلّص شعبه يذكرنا بقول الله في العهد القديم " انا هو وليس غيري مخلص " ...

هل ما يزال القس الكاتب يصرّ على استغفار الله من أن يدعو مريم " ام الله " أي بشر وأي مسيحيون هم هؤلاء

يحق له أن يتساءل من أين جاءت بقية العبارة المضافة على السلام الملائكي وسلام أليصابات ، أعني عبارة " يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن و في ساعة موتنا آمين " ، هذا تساؤل محقّ :
الكنيسة الغربية أضافت هذه العبارة للسلام المريمي وهي تعبير منهم عن إيمانهم بأنها تصلي مع المؤمنين ولأجلهم أمام ابنها وإلهها. ولا اختلاف أرثوذكسي مع هذه العبارة في معناها وجوهرها. وبدلأ من الطعن باسم والدة الإله كان على القس المذكور الإشارة إلى من أضاف هذه العبارة للسلام لكي لا يقذف حجارته شمالاً ويميناً فيسقط احدها فوق رأسه نفسه. ولكن هيهات أن يفعل ذلك لأنه يبحث عن ترويج لأفكاره المغلوطة والهرطوقية ويدعي أنه يكتب " بعون الله ولمجده " !!!


اقتباس:

اقتباس:تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" 46 و 47 . فمريم بحاجة كما نحن بحاجة للخلاص اللإهي الذي بيسوع.



تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأن مريم العذراء ورغم طهارتها البالغة التي دفعت بالله لاختيارها أماً له كانت بحاجة للخلاص الذي بالمسيح ، وهذا يتضح من أمرين :
- إيمان الكنيسة الأرثوذكسية بعبارة مريم السابقة الصريحة والواضحة .
- اعتراف الكنيسة الأرثوذكسية بأن يسوع هو إلهنا جميعاً بمن فينا العذراء مريم كما نسمع في ترتيلة الصوم الكبير المقدس على سبيل المثال وليس الحصر " أيها المسيح الإله إن البتول لما رأت ذبحك الجائر انتحبت وصرخت إليك: يا ولدي الكي الحلاوة كيف تموت ظلماً وكيف عُلقت على خشبة يا من علّق الأرض كلها على المياه، أسألك ألا تغادرني وحدي ، أنا والدتك وعبدتك ، ايها المحسن الجزيل الرحمة " وفي ترانيم عيد الرقاد " أيها الرسل اجتمعوا من جميع الأقطار إلى هنا في قرية الجسمانية وأضجعوا جسدي ، وأنت تقبّل روحي يا ابني وإلهي " ... والكثير غيرها.وهو ما ينفي اتهامات هؤلاء المضللين الذين يحاولون إظهار الكنيسة ترفع مريم لمرتبة اللاهوت وتجعل منها أقنوماً رابعاً ... إلخ من الأكاذيب والنفاق لتنفير الناس من كنائسهم.

ولهذا ندعو الناس باستمرار للتأمل في الصلوات الكنسية والأفاشين والطروباريات لانها تحمل كل الإيمان القويم والسليم.

ومن هذا المنطلق ترفض الكنيسة القرار البابوي بإقرار " عقيدة الحبل بلا دنس " والتي تنزّه مريم عن الخطيئة الأصلية وتعلن أن الله نقاها قبل ولادتها من كل خطيئة لتكون إناءً كاملاً نقياً للتجسد الإلهي. هذه العقيدة تفصل مريم عن البشر وهو مرفوض.


اقتباس:

اقتباس:أما متى, فيذكر قصة زيارة المجوس في فصله الثاني. و ما أود أن ألفت النظر إليه هو أن يسوع وأمه كانوا موجودين لكن الكتاب يذكر وقد أقول عمداً أنهم جثوا وسجدوا ليسوع فقط وقدموا له وحده هدايا تدل على مقامه وسبب ولادته. وأجد من الغريب هنا فرز الكتاب ليسوع عن أمه بإستحقاقه العبادة والهدايا وحده كما يقول النص في الآية





ولماذا يجد ذلك غريباً هل قالت الكنيسة بوجوب السجود العبادي لغير الله وأين تقول ذلك نسألكم براهينكم فيما لو كنتم صادقين .
أما ما يحاول أن يُشاع عن السجود الإكرامي للأيقونات وللصليب الكريم ، فهو واضح حتى للمعاقين عقلياً أنه ليس سجود عبادة كما هو السجود للإله ، بل إكرام لمن ولما ترمز له..
وكان السجود الإكرامي موجوداً حتى للرسل " ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا على قدميه " ( أعمال 10: 25 ) ومن الطبيعي أن يقيمه بطرس ويقول له " انا أيضاً إنسان " فهل يا ترى كان كيرنيليوس يسجد لبطرس سجود عبادة كما للإله أم أنه كان يسجد له تكريماً له وإيماناً بمكانته وكرامته عند الله

الإنسان ينحني أمام عمل فني عظيم، امام لوحة رائعة، أمام عبقري، أمام عظمة وروعة بناء ما .. لو شاهدنا متحف اللوفر لبقينا ننحني شهوراً لما يحتويه .. فهل نحن ننحني سجوداً لأصنام أو لبشر ونستبدلهم بالله ألم يعد الرب عارفاً بمن يسجد له وبمن لا يفعل كفى خلطأ للمفاهيم ولعباً بعقول المؤمنين واستخفاف بهم وبإيمانهم .. بل لنقل كفى كبرياءً ورياءً وزيفاً ونفاقاً.


اقتباس:

اقتباس:قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تات ساعتي بعد." يوحنا 2 : 3- 4 . هذه اول مرة يتكلم يسوع مع أمه بهذا الشكل. و لكنه سيبقي على إبعاد الأنظار عنها طوال خدمته! لماذا هذه المعاملة الباردة هل لأنه كان يعلم أن البعض سيضلون عن المسيحية الحقة وينسجون ما حلى لخيالهم من عبادة لمريم مما لا يرضي الله لا أعلم و لكن هذا التصرف يدفع المرء للتساؤل! ويجب ان لا نتجاهل امر السيدة مريم المباركة هنا إذ أمرت " مهما قال لكم فافعلوه" 5.




يبين القس هنا أن يسوع " عاقٌ بوالدته " ويجاوب والدته بفجاجة ، ولا ينقص إلا أن يبين انه ابن غير بار بوالديه بينما أولى الوصايا " أكرم أباك وامك يطول عمرك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك " ، ويتبين للقارئ جواب والدته " مهما قال لكم فافعلوا " وكأنها متعودة منه على هذه النبرة غير المهذبة أي أنها لطالما استعملها وكلمها بهذه الطريقة...

احترنا، هل يستحق هذا المقطع التعليق

ليست المرة الوحيدة التي استعمل يسوع فيها هذه الكلمة للمخاطبة ، فها هو يخاطب الكنعانية بقوله " يا امرأة عظيم إيمانكِ " ( متى15: 28 ) وفي شفائه للمرأة المقعدة " فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: