اللقاء الروحى ( مكتوباً ) لقداسة البابا شنودة الثالث بجزئيه
بتاريخ 23 فبراير 2011
و معه روابط اليوتيوب
-------------

الجزء الأول : الأسئلة
------

بإسم الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد آمين

نحاول نجاوب بعض أسئلة
ـ واحدة بتقول : أنا أعيش فى القاهرة ، بداخلى خوفٌ مما هو آتٍ و من كل من يحيطون بنا و أريد أن أعرف ماذا أفعل حتى يكون بداخلى سلام
ـ إن شاء اللّه محاضرة النهاردة هاتكون إجابة على دى .
ـ واحدة بتقول أنا : إبنى فى جامعة خاصة فى كليّة الصيدلة السنة الأخيرة ، و مطلوب للفصل الدراسى الثانى خمستاشر ألف جنيه ، ما أعرفش أنا حاجة زىّ كدّه ، عايز أتحقق من دى أشوفها ، خمستاشر ألف
ـ شوفها ( للأنبا يؤانس ) و آدى التليفون بتاعها ...
ـ ناس بيقولوا نحن أولادك بالكليّة الإكليريكيّة بالمحلة الكبرى ، و تخرّج منّا ثلاث دُفعات ، و عايزين الشهادات ..
ـ حاضر إن شاء اللّه ..
ـ واحد بيقول : إقترضت مبلغ من الكنيسة ، و تعهّدت أمام الأب الكاهن أن أعيده ، و لكن الظروف أصبحت أصعب من ذى قبل ، و أخشى إنّى لن أتمكّن من إرجاع هذا المبلغ ، فهل ؛ إذا لم يمكننى إعادته أكون مقصّرة - دى واحدة ست يعنى - أمام اللّه
ـ ربنا يعرف تمــــاماً إنتى بإمكانك والّا مش بإمكانك ، ربنا يعرف تمــــاماً إنتى بإمكانك والّا مش بإمكانك ، فأنتى الفلوس دى إستلفتيها من ربّنا ، و ربنا فيه مَثَل عن راجل كان عنده دين برضه لأنه ما قدرشى على سداده ، إذا قدرتى إدفعى ، ما قدرتيش ... خلاص بقى ، ربنا مش ... ها يحاسبك عليها ، و مش ها ييجى فى العالم الآخر يقولِك هاتى فلوسى ، طبعاً لأ ، ما تخافيش ، ربنا طيّب ... ( كُل دى من قناة أغابى ) ..
ـ واحد بيقول .. ( دى من سى تى فى ) : أعرف تمام العلم إن قداستك أصدرت منشور بمنع عمليات الإجهاض ، و من يقوم بها سواء الأم أو الأب أو الطبيب يتمنع من التناول و لكّنى قمت بعمل إختبار الحمل و ظهرت النتيجة إيجابية ، و معايا طفلان أصغرهما سنة و ثلاث شهور و ظروفنا المالية صعبة لأصعب الحدود ، فكيف أستمر فى دفع مصاريف المدارس ...
ـ يا بنتى الولد بيتوِلد و رزقه معاه ، بيتوِلد و رزقه معاه ، أمّا عملية الإجهاض فهى عمليّة قتل ، لو كنتوا مش عايزين أولاد كنتوا تمنعوا من الأصل ، مش تمشوا طبيعى و بعدين تجيبوا أولاد و بعدين تقولوا نقتلهم ، و مين قاللك يمكن يكون الإبن الجديد ده يكون أحسن أولادك ، و يكون سبب بركة ليكوا كلّكوا ، العُذر ده مِش مظبوط ...
ـ واحدة بتقول : أنا يا سيّدنا آنسة بأشتغل محاميّة فى الثلاثين من عمرى ، أواجه مشكلة فى حياتى ؛ أعانى من ضعف السمع جعلنى أرتدى سمّاعة أُذُن ؛ و لهذا السبب كان أَىّ عريس يرفضنى ، و لهذا شعرت بإحباط شديد فى موضوع الزواج ، هل يعنى إنّى لا أصلح للزواج
ـ هوّه لمّا يجيلِك أىّ عريس تقوليله أنا إنسانة بأحّب أسمع الكلام ، و أنا ... هههه .. و أنا مرّكبة السماعة ... هههه .. و أنا مرّكبة السماعة دى بالذات علشان أسمعك بعمق .. ههه ..
ـ دول باعتين يطلبوا منّى إنشاء حضانة للأطفال فى بانسيلفانيا فأميريكا ،،،
ـ أتّصل بيهم و أشوف إيه الموضوع ..
ـ واحدة بتقول : أنا فتاة عمرى خمستاشر سنة و بأحب الرب يسوع جداً بس مش بأحب أصلّى ..
ـ يعنى بتحب ربنا مع إيقاف التنفيذ ... هههه .. طب لمّا تطلعى السما بعد عمرٍ طويل ، و تقابلى ربنا تقوليله مش عايزة أكلّمك .. تعملى إيه شوفى ، جرّبى الصلوات القصيرة ، زَىّ كلمة يارب إرحم ، يا رب أستر ، يارب كون معايا يا رب سهّل طريقى ، ما تاخدشى غير جملة قد كدة ، و بعدين توللفى تقولى صلوات كبيرة ..
ـ واحدة بتقول : لماذا بعض الناس يقولون إن الذهاب إلى السينما خطأ ، على الرغم إنّى لا أرى أىّ خطأ فى هذا الموضوع و أريد جواب ...
ـ هوّه السينما ديّه يتوقف الأمر على نوع الفيلم إللى إنتى بتشوفيه ، هل هو فيلم يضّرك من ناحية حياتك الروحيّة والّا هو فيلم يشّجعك على الوجود مع اللّه ، مش عارف ، أنا ما بأفهمش فى السينيمات ، لكن عايز أقول لِك يعنى السينما مش مجرّد فيلم إنما هى وسط مُعّين ، و إنتى ممكن الفيلم إللى عايزاه تشوفيه فى التليفجان ، ممكن ، و منين ما تلاقى منظر مش مظبوط تروحى قافلة التليفجان ، و بعدين لمّا تتصلّح الحكاية تفتحيه ... هههه .. لكن بالنسبة للسينما ما بتقدريش تقفلى و تفتحى .
ـ ناس بيطلبوا الصلاة ربنا يكون معاهم .

قبل ما أجاوب باقى الأسئلة ، أحب بس فى الأول أشكر جميع الآباء المطارنة و الأساقفة الحاضرين معنا ، و هم عدد كبير ربنا يبارك فيهم ...
و أوّد أن أشكر الخورس ، خورس كنيسة العذراء بجاردن سيتى .... أنا أفتكر إن كنيسة جاردن سيتى دييه إشتريت الأرض بتاعها من فؤاد سيراج الدين باشا إللى كان رئيس الوفد زمان ، و بعدين بعد ما أشتريت منّه الأرض ناس من العرب مش عارف من الكويت والا منين عرضوا عليه تمن أكتر فقال لهم لأ ، أنا قلت كلمة للبابا مش هأرجع فيها ..
و لغاية دلوقت كنيسة جاردن سيتى يعنى هى من الكنائس النشيطة وسط البلد ، يعنى ربنا يبارك كل العاملين فيها ..
أشكر أيضاً جميع الآباء الكهنة و الرهبان الحاضرين معنا و هم عدد كبير ..
و أشكر نيافة الأنبا بولا إللى عمل الإجتماع علشان خُطة تقييد الأسماء بس أرجو إن كل ده يتم قبل تسعة مارس ...

ـ واحد بيقول : ما هو وضع الكنيسة القبطية فى ليبيا ، فى تلك الأحداث الراهنة
ـ إحنا لينا كنيسة فى طرابلس ، و كنيسة فى بنى غازى ، و كنيسة فى مصراتة .. مصراتة .. و كنيسة مصراتة على فكرة سمّوها بإسم مارِ مرقس ، يعنى أوّل ما جه مارِ مرقس يخدم فى ليبيا قالوا من مصر أتى ، من مصراته فأدمجوها بقت مصراتة ، و الكنائس دى بيشرف عليها نيافة الأنبا باخوميوس ربنا يباركه .....
نيافة الأنبا باخوميوس بيقوللى أخبار الكنايس لحدّ الساعة خمسة كويسة .. ههه .. يقصد لحد ما هوّه جه الكنيسة يعنى فالأخبار إللى سمعها كدة ..
هوّه الحال فى ليبيا موضع إنتقاد الدول كلّها ، و نرجو من ربنّا ينشر السلام ... وسط البراغيت و ال ... مش عارف بيسموها إيه ... هههه .. نعم وسط البراغيت و الطاعون و ال ... ههه ..
جاتنى شكوى من طلبة معهد ديديموس ، عاوزين التوقيع على شهادات التخرّج ، حاضر بس أبونا المشرف يقدم لى الطلب ، و أيضاً يطلبوا رفع مرتبات المرتلين ، أنا أرجو من جميع كهنة الكنائس المحيطين بنا و من الآباء الأساقفة المسؤلين عن الأبروشيّات يهتمّوا بأمور مرتبات المرتلين و أيضا بمرتبات العاملين فى الكنائس ، دلوقت الدولة قررت إن العامل ما يقلّش عن ستميت جنيه ، ده المينيمام يعنى فلازم تعّدلوا أجور العاملين معكم من جهة الإشفاق عليهم من جهة ، و من جهة إنهم ما يشتكيكوش فى الدولة أو يعملوا مظاهرات ضّدكوا هههه .. ربنا يساعد ..
خلليها تيجى مننا ، من قلب عطوف حنيّن على الناس ، بدال ما تيجى بإرغام غصب عننا ، و زّى ما قال القدّيس أبو مقار : قال أحكم يا أخى على نفسك قبل أن يحكموا عليك .. على فكرة بالمناسبة دييه : كل الشكاوىَ التى وصلتنى اليوم قريتها ، مفيش حد منعها عنّى زَىّ ما بتفتكروا ...
فيه ناس ساعات يقولولى إحنا تعبانين و مش قادرين نوّصل لك ، لأ ، آديكوا بتوصلولى و على المكتب ده كل إللى إنتوا عايزينه ، و أنا كل ورقة بتجينى بأقراها و بعدين أدرسها كويس قوى و بعدين أشوف ماذا يمكننى إن أعمله بطريقة سليمة .
ـ واحد بيقول : ياريت يا سيدنا تقول للخادمات إحنا فى كنيسة مش فى مصلحة حكومية ، بيقولوا للناس ممنوع الجلوس فى المقاعد الأمامية لأنها خاصة بالأجانب و هم يقصدوا إنها خاصة بأقاربهم ، ده يقول لزميله سيبه يعدّى ده يبقى جوز بنتى و معرفة ...ههه .. أنا شايف دلوقتى إللى قصادى فى المقاعد الأمامية لا همه أجانب و لا همه أجواز بناتنا و لا حاجة .. هههه ..
ـ واحد بيقول : هل يوجد آباء فى البريّة الداخلية ذهبوا إليها دون حياة المجمع بالدير
ـ زمان يا أبنى كانت البريّة الداخلية ماحدّش يعرف فين والا حاجة ، دلوقت كل شبر بيتقاس ، و الناس عارفين مين إللى جوّه و مين اللى قاعد و مين إللى رايح ، مش سهل دلوقتى كلمة البرّية الداخليّة أو ناس يحيوا هناك كل شئ أصبح معروف و مكشوف .
واحد بيقول كلما قرأت كتب لمار إسحق أريد الذهاب إلى البريّة دون الذهاب إلى دير .
كتب ماِر إسحق عن الوحدة الكاملة و مش كل واحد يقدر يبتدى بالوحدة الكاملة .
- واحد بيقول : أنا شاب متزوّج كان عندى بنت و ماتت ، و آدينى سنة و أربع شهور لسة ربنا ما عطانيش ..
ـ لأ أصبر يا حبيبى ما تستعجلش ، ربنا ها يديك فى الوقت المناسب ، إن شاء اللّه تلاقى عندك أطفال .
ـ واحد بيقول : هل العمل فى السياحة حرام
ـ فيه إيه حرام يا أبنى و هل المضاربة فى البورصة حرام
بصراحة أنا ما بأفهمش فى البورصة دى أبداً ، ما أعرفهاش .
ـ واحد بيقول : أنا شاب أبلغ من العمر واحد و عشرين سنة ، كل الناس بيقولوا عليّا إنّى إنسان طيّب و غلبان .
ـ لأ ، ممكن تكون طيّب و مش غلبان ، إشمعنى يعنى طيّب و غلبان ، طيّب و غلبان يعنى على نيّاتك والّا إيه الحكاية المسيح بيقول كونوا بسطاء و حكماء ، الإتنين يمشوا مع بعض ، بيقول هل يا قداسة البابا الإنسان الطيّب ينفع فى العالم ده
ينفع بس لازم تعرف ما معنى كلمة طيّب ، ما معنى إيه كلمة طيّب هل طيّب يعنى يضحكوا عليه أو يستهزأوا بيه أو ما يعرفش يتكلم لأ ، ممكن تكون طيّب و زّى الحديد .
ـ واحدة بتقوللى : معايا بنت حاصلة على ليسانس آداب و بنت تانية أيضاً حاصلة على ليسانس آداب صلليلهم يتجوزوا .
ـ حكاية الزواج دى مشكلة فى الحقيقة ، مشكلة إن البنت بتبقى منتظرة منين ييجى الراجل ، ييجى والاّ ما يجييش، و إن جه ، ها يوافق والّا ما يوافقش ، بعكس الولد ، يستطيع فى أي وقت يطرق باب بيت و يقول للراجل أنا عايز بنتك ، ما تقدرش البنت تخبّط على الباب و تقول أنا عايزة إبنكوا ، ما تقدرش ، علشان كدة هىّ ظروفها صعبة ، لكن بناتك دول لو إشتغلوا ربما يكون إن همه عندهم ثقافة و عندهم شغل دي تخللى الناس يعنى يوافقوا أكتر على الزواج منهم .
ـ واحد طالب مبلغ معّين ، مش هأقدر أقول له تعالى لئلا كل واحد فى الموجودين يقوللى و أنا زيّه .. ههه ..
ـ سؤال بيقول : أرجو من قداستكم إنك تأمر لجان الكنائس بزيادة مرتبات العمّال .. ههه .. ده من غير ... ( ملتفتاً للأبهّات ) خاللوا بالكوا . ههه ..
أنا ممكن أبعت جواب لكل لجان الكنائس بالموضوع ده بس جايز بعديها ييجوا ناس يبعتوا .... ( ممسوح ) ... و التى تُعامَل بها لجان الكنائس ، و تأمرهم .. فيه عندنا ناس ، اللّه يرحم ..
إن قسيس غلط و حكمنا عليه ، نبص نلاقى إحتجاجات تيجى ، لماذا تحكم على القسيس و لماذا القسوة ...و إن ما حكمناش ، يقولوا آهى بلد من غير عمدة و بيت من غير بوّاب و الحكاية سايبة و مش لاقيين حد يحكمهم ، طب نحكمهم يقولوا حرام ...
أرجو إن إللى بيحتّجوا على أىّ حكم يشوفوا هل همّه يعرفوا التفاصيل بالظبط و التهم بالظبط وا لا لأ
و إن أعلنّا التهُم يقولوا بتشّهروا بالناس ، و إن ما أعلناش التُّهَم يقولوا جلسات مغلقة ، ما بيسمحوش للشعب إنهم يعرفوا ، لابد إن الشعب يعرف كل شئ ، مش صح إن الشعب يعرف كل شئ ، فيه أشياء لو أعلّناها تبقى فضايح و إحنا من محبتنا للذين نحكم عليهم ما نقولش على الفضايح بتاعتهم ، دى عاملة زّى حكاية جحا ، عارفين حكاية جحا ، هوّه و إبنه كان عندهم حمار ركبوا الإتنين على الحمار... فالناس مشيوا قالوا : ياللقسوة ، الإتنين يركبوا ، ماعندهمش حتى رحمة بالبهيمة دى فالراجل نزل و ساب إبنه يركب فقالوا إيه الواد قليل الأدب ده إللى يركب و يسيب أبوه ماشى ، فغّيروا الحكاية ، الأب ركب و ساب إبنه يمشى ، قالوا إيه الأب القاسى إللى يركب و يسيب إبنه يمشى ، ده مافيش حلّ غير يبيعوا الحمار و يمشوا ..
أسئلة من مرضى طالبين الشفا ربنا يكون معاهم ..
ـ واحد يعنى طالب منّى إنّى أعمّد إبنه ، لمّا يكمّل الأربعين يوم تبقى تفوت علّيا و آدى التليفون موجود ..
ـ ناس بيقولوا إحنا من أسيوط و نرجو أن تصّلى من أجل هذه الإبراشية العظيمة ..
ـ ربنا يكون معاكم جميعا و يعزّيكم فى الكاهن ، آمين

--------------------------

الجزء الثانى : العظة بعنوان : الرجاء
------------

بإسم الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد آمين

أنا كلّمتكم فى الإسبوع الماضى عن السلام و النهاردة أكلّمكم عن موضوع مرتبط بالسلام و هو موضوع الرجاء ، رجاءنا فى اللّه الذى يرعانا و يعيننا و يحفظنا فبالشكل ده نحيا فى سلام ، مش بس فى سلام بل فى فرح ، لأن الكتاب بيقول ؛ فرحين فى الرجاء .
و الرجاء من أعظم ثلاث فضائل قال عنها الرسول : الإيمان و الرجاء و المحبّة ، و به ، بهذا الرجاء يعيش الإنسان يتوقع خيراً بإستمرار ، ما هو رجاء إن ربنا ها يعمل خير ، يتوقّع خيراً ، الناس يقولوا عليه متفائل لأنه بيتوقّع الخير ، و يتوقّع الخير بتدّخل اللّه فى حياته ، يعنى إيه تدّخل اللّه فى حياته ، يعنى اللّه الذى يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا ، جايز إحنا أحياناً تكون محبتنا لأنفسنا محبة ضّارة ، مرتبطة بشهوة تحطّمنا ، فاللّه الذى يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا ، و اللّه الذى يعرف ما هو الخير لنا أكثر مما نعرف نحن ، إنت ما تعرفش بالظبط إيه الخير ليك ، و جايز الخير إللى إنت تعرفه خير فى منطقة محدودة ، اللّه يريد لك ما هو أكثر ، أعرف واحد قاللى أنا كنت قدمت على وظيفة و صلّيت ألف أبانا الذى ، و ما جاتشى ، و بعدين ربنا دبّر لى وظيفة أخرى شعرت بإن لوكنت تحققت الأولى كنت تعبت .
اللّه يعرف الخير لنا أكثر ممّا نعرف نحن الخير لأنفسنا ، كمان علشان إننا نحيا فى رجاء لازم نعرف أن حياتنا فى يد اللّه وحده و ليست فى أيدى الناس و ليست فى أيدى الأحداث و ليست فى يد الشيطان .
و كذلك حياة العالم كلّه ، ده الإنسان إللى عنده رجاء فى اللّه عنده رجاء إن اللّه ها يدبر حياته أحسن تدبير ، و إن حياته فى إيد اللّه المملؤة حناناً و عطفاً و حنّواً و شفقة .
لمّا يكون عندنا ضيقة دايماً يكون لينا رجاء إن الضيقة دى تنحّل ، و تنحلّ إزّاى ، عندنا رجاء فى اللّه الذى قال تعالوا إلّى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم ، ده الرجاء إن ربنا يبُصّ للناس و كل واحد حمله تقيل يقول له تعالى أريحك من حملك ، رجاء فى اللّه الذى يحل المشاكل و يحول الشر إلى خير .
ساعات الناس فى الرجاء يقولوا ربنّا ها يعمل خير ، لكن فيه عبارة أعمق من ربنّا ها يعمل خير ، لأ ، ربنا بيعمل خير دلوقتى مش لسة ها يعمل خير فى المستقبل ، ربنّا دائماً يعمل الخير ، و فيما أنت مضطرب و قلقان يكون ربنّا بيعمل خير و إنت مش شايفه ، يعنى اللّه لا نرى عمله و لكن نؤمن بأنه يعمل و إن كُنّا لا نرى ، العيب فى عيوننا التى تبصر مش فى اللّه اللى ما بيشتغلشى .
و بعدين تقول أنا عندى رجاء فى إن اللّه سوف يستجيب طلباتى ، هأقولك فيه حاجة أكتر من كدّه ، إنك من غير ما تطلب ربنّا ها يديك إللى إنت عايزه ، لأن اللّه يعطينا دون أن نطلب و فوق ما نطلب ، فإللى عنده رجاء بربنا و ثقة و إيمان بيه يعيش فى سلام ، ها يجرى إيه والا حاجة ، تقوللى عندى أعداء كثيرون حولى ، داود بيقول : فلا أخاف من ربوات الجموع المحيطين بى القائمين علّىَ ، حتى إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً ، ليه لأنّى واثق فى إن عندى رجاء إن عصاك و عكّازك هما يعزياننى .
نحن فى الرجاء نثق فى حكمة اللّه التى لا تُدرَك و نؤمن بتدبيره الحكيم عنّا ، نثق فى اللّه من واقع تاريخه القديم معنا ، يعنى ياريت كل واحد يقعد بينه و بين نفسه و يفتكر الحاجات الكتيرة إللى ربنا ساعده فيها و إللى ساعد اللذين حوله فيها و يسجلها زّى ما بيقول المزمور : باركى يا نفسى الرب و لا تنسى كّل حسناته ، إن إفتكرت حسنات اللّه إليك فى الماضى ها يكون عندك رجاء إن هايكون لك نفس الحسنات فى المستقبل وحسنات اللذين حولّك و الإحسانات للبلد نفسها إللى ربنّا بيعملها .
يأتينا الرجاء أيضاً فى معونة اللّه إن قرأنا سير القديسين و إيه إللى عمله ربنا معاهم و إزّاى أمسك بحياتهم و قادهم بكل حنان و عطف ، زّى ما ورد فى الإصحاح الأول من سفر أرمياء النبّى : يحاربونك و لا يقدرون عليك لأنّى أنا معك يقول الرب لأنقذك .
يكون لنا رجاء فى الرب إن تأكّدنا تماماً أنه قادر على كل شئ و غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند اللّه ، و نثق أن اللّه سيفتح و لا أحد يُغلق و كل باب مُغلق مش ربنا عنده مفتاح ليه عنده مئات المفاتيح ، بل ربنا عنده ماستر كيى ، عارفين ماستر كيى ده يطلع إيه ممكن يفتح أىّ باب ، فإنت كل ما تلاقى قصادك باب مُغلق تقول ربنا هوه الفتّاح الكريم و تؤمن بإن ربنا ها يفتح ، ( ممسوح ) .. لينا رجاء فيه لأنه صانع الخيرات ، ولمّا أقول صانع الخيرات ، أقصد الخيرات بالمفهوم الإلهى و ليست بمفاهيمنا البشريّة ، بمفاهيمنا البشريّة إن ربنا يساعد كل واحد فى أىّ عمل مهما كان خطأ ، لكن لأ ربنا صانع الخيرات بالمفهوم الإلهى ، نثق باللّه فى مواعيده و إنه كما قيل عنه فى الكتاب إنه يجول يصنع خيراً ، يعنى إيه مثلاً ، يعنى ربنا يكلّم موسى مثلاً و يقول له أنا نظرت إلى مذّلة شعبى ، شعبه ده لا كلّمه و لا صلّوا و لا قالوا عايزين و لا حاجة لكن اللّه فى سمائه نظر إلى الناس إللى عايشين فى مذّلة و قال أنا لازم أنزل و أخلّصهم ، من غير ما يطلبوا .
و نِثق إن اللّه ليس فقط يحمينا من أىّ خطر ظاهر ، إنّما أيضاً من الأخطار التى لا نعرفها و لكنها مكشوفة أمامه ، ما تفتكرش إن ستر ربنا عليك إنّه ستر عليك من أخطار إنت تعرفها بس ، لأ ، ده فيه مشاكل كانت جاية لك فى الطريق و ربنّا وقّفها قبل ما تيجى و إنت ما تعرفش ، و لذلك إحنا بنشكر ربنا على الخفيّات و الظاهرات ، الخفيّات اللى ما نعرفهاش و الظاهرات إللى نعرفها .
و إذا جات لك مشكلة يعنى لا تقف أمام اللّه و تفرض عليه حلولاً معينّة ، يعنى يا رب لازم تعمل ديّه و تعمل ديّه و تعمل دى ، يا أخى بلاش ... ، جايز ربنّا عنده حل لا يخطر لك على بال و هو أفضل من كل الحلول اللى إنت بتقترحها .
نحن يا إخوتى نثق فى الرّب و لذلك ننتظره ، مش ننتظره بس علشان يرحمنا ، ده فى المزمور بيقول : أرنا يا رّب رحمتك ، أنا عارف إن إنت بتعمل عمل رحمة بس إكشفها ليّا ، علشان أرى ، زىّ ما المدينة أيام إليشع كانت محاطة بجنود الأعداء و ربّنا بعث ملايكة مالية الدنيا ، جاء جيحزى تلميذ إليشع خايف ، فإليشع قال : إفتح يا رّب عينىَ الغلام ليرى أن اللذين معنا أكثر من اللذين علينا ، مش بيطلب ناس أكثر ، لأ ، ده بيقول إفتح عينيه ليرى هوه موجود " already " اللذين معنا أكثر من اللذين علينا .
علشان كدة الكتاب بيقول : إنتظر الرّب ، تقّوَى و ليتشدد قلبك و إنتظر الرّب ، مش تنتظر الرب و إنت شاكك و خايف و مرتجف و تعبان ، لأ ، تقوّىَ و ليتشدد قلبك ، إنتظر الرّب فى قوّة ، ما تخافش و الكتاب بيقول : و أمّا منتظرو الرب فيجددون قوّة و يرفعون أجنحةً كالنسور و يركضون و لا يتعبون و يمشون ولا يعيَون ، ينتظروا الرب و يفردوا أجنحة كالنسور و يطيروا و لا يخافوا .
هذا هو الرجاء الذى يجعلنا بإستمرار واثقين فى عمل اللّه معنا ، إن لم يكن عندنا هذا الرجاء فلنطلبه ، نقول إعطينا يا رّب هذه الفضيلة ،،،
نكتفى بهذا و إتفضلّوا نصلّى ...

--------------------------