من وحي يو 6
جسدك العجيب يقدِّس جسدي!



* عيناك تتطلعان دومًا إلى الجموع القادمة إليك.

يقتربون إليك فلا يرجعون فارغين.

أنت مشبع الجياع، ومُروي الظمأى.



* إني كغلامٍ صغير أُقدم لك الخمس خبزات والسمكتين.

أقدم لك أسفار موسى الخمسة وإنجيلي الذي وهبتني إيّاه.

افتح عن بصيرتي لأجد في كتابك طعامًا يشبع الملايين!

نعم هب لي مع شعبك أن أجلس على العشب.

هب لنفوسنا الملتهبة بروحك أن تقود أجسادنا وتسيطر عليها.



* نجلس لنتمتع خلال كنيستك بطعامك الروحي.

تشبعنا بفيض، فتمتلئ سلال العالم بغنى نعمتك!

تروي نفوسنا، وتُشبع أجسادنا،

ولا تجعلنا في عوزٍ قط!

تبقى نفوسنا شاكرة لك فأنت مصدر كل البركات!



* جئت يا كلمة متجسدًا،

فلا نخجل من أن نطلب منك كل احتياجاتنا.

اعترف لك يا صديق كل البشرية،

نفسي تئن من ثقل شهوات جسدي.



* صرخاتي بلغت إلى سماواتك!

ويحي أنا الشقي، من ينقذني من جسدي المائت

بحبك صرت يا كلمة اللَّه جسدًا،

وعشت في وسطنا كواحدٍ منّا!

رأينا جسدك غير منفصل عن لاهوتك!

جسدك المقدس مصدر كل قداسة!



* وهبتني جسدك ودمك مأكلًا ومشربًا حقًا!

أتمتع بهما فأثبت فيك وأنت فيّ!

أتطعم فيك يا أيها الكرمة الحقيقية،

فلن تقدر الخطية بعد أن تأسرني،

ولا الموت أن يسيطر عليّ،

مادمت متمتعًا بالاتحاد بك!



* جسدك ودمك دواء لحياتي،

بهما انطلق من دائرة الفساد إلى عدم الفساد،

وانتزع نسبي لآدم الترابي،

فأصير ابنًا لك يا آدم الجديد!

عِوض التراب أصير بالحق سماءً!



* اقبل يا مخلصي ذبيحة شكري.

كنت أود أن أتمتع بالمنّ في برية سيناء!

لكن آبائي أكلوه وماتوا!

الآن تهبني جسدك ودمك،

أتناولهما فلن أموت إلى الأبد،

لا بل أحيا معك، شريكًا في المجد حسب وعدك.



* حقًا وعودك فائقة،

من يقدر أن يدركها غير الذين تجتذبهم بحبك!

رجع الكثيرون من وراءك،

إذ استصعبوا نوالهم ما لا يمكن إدراكه.

أما أنا فأصرخ مع تلميذك:

إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية هو عندك

أسمع صوتك العذب، فينسحب كل كياني بالحب إليك.

أسمع صوتك، فيُشرق بهاؤك على أعماقي.

أسمع صوتك، فتصمت أعماقي لتتمتع بعذوبة كلمتك!

عجيبة هي كلماتك، وسخيّة هي وعودك!

كلّك حب يا مخلص العالم!